مقــدمة:

يهتم المستهلك بجودة المنتج و كونه آمن صحيا بالإضافة الى ارتفاع قيمته الغذائية. و لضمان ذلك يجب الإهتمام بجميع عمليات الإنتاج و التداول و التخزين لتقليل مشاكل التلوث في منتجات الخضر بقدر الإمكان.

و توجد العديد من المخاطر الصحية المصاحبة للغذاء و التي تحدث خلال عمليات الإنتاج و التداول و التصنيع و التعبئة. و تتضمن الأضرار الميكروبية وجود البكتيريا و الطفيليات و الفيروسات و الفطريات أو وجود سموم هذه الميكروبات في المنتج. و توجد سموم طبيعية في البيئة يمكن ان تلوث المنتج مثل التلوث بالزنك و السيانيد أو في الغذاء نفسه مثل السولانين و الهستامين. كما يمكن ان يتلوث المنتج ايضا عن طريق الكيماويات السامة الناتجة عن الصناعة و النفايات المشعة و من امثلة هذه الملوثات الكادميوم و النحاس و الرصاص و الزئبق و الزرنيخ. و تصل هذه الملوثات الى الغذاء نتيجة الإستخدام الخاطيء للأسمدة مثل النترات و النيتريت كما يمكن ان تصل عن طريق الإستخدام الخاطيء لمبيدات مسموح بها.

و قد اظهرت الدراسات على مستوى العالم أن المخاطر الصحية الناتجة من الغذاء نتيجة الإضافات الغذائية و الآثار المتبقية من المبيدات تعتبر ضئيلة عند مقارنتها بالأضرار الناتجة من التلوث الميكروبي و السموم الأخرى التي توجد في البيئة.

<!--مخاطر التلوث الكيميائي للمنتجات:

و تنتج من استخدام المبيدات المصنعة و مبيدات الحشائش و بعض الأسمدة الكيميائية و مبيدات الفطريات و الهرمونات و كذلك الإضافات الغذائية المصنعة و المواد الحافظة.

الآثار المتبقية من المبيدات:

اظهرت الدراسات التي اجريت على المنتجات العضوية و المنتجات التقليدية قلة محتوى المنتج العضوي من بقايا المبيدات بدرجة كبيرة . و توضح المعايير الخاصة بالزراعة العضوية أن الأراضي التي سوف تزرع بطرق الزراعة العضوية يجب أن خالية من أي اضافات كيميائية لمدة 2 أو 3 سنوات قبل استخدامها في الزراعات العضوية و بذلك يمكن التقليل لأقل حد ممكن من بقايا المبيدات بالتربة و التي سوف تنتقل الى المنتج العضوي. و قد توجد مستويات ضئيلة من بقايا المبيدات في المنتج العضوي و غالبا ما تكون ناتجة من حقول مجاورة تستخدم الرش بالمبيدات.

<!--يجب ملاحظة أنه يمكن للمزارع العضوية استخدام بعض المبيدات و التي من مصادر طبيعية و يجب أن تكون غير ضارة بالصحة. و توجد بعض القوائم و التي تصدرها هيئات عالمية للغذاء العضوي توضح المواد المسموح بإستخدامها في مقاومة الأمراض و الآفات في المزارع العضوية. و يفضل استخدام المقاومة البيولوجية لمقاومة الآفات.

<!--النترات: محتوى النترات في اوراق المحاصيل التي يتراكم بها النترات يكون اقل في المنتجات العضوية مقارنة بطرق الزراعة التقليدية و يرجع ذلك الى ان زيادة النترات تكون مرتبطة بزيادة التسميد الكيميائي بعناصر عالية في الذوبان. و بعض الدول مثل المانيا و فرنسا تشجع الى التحول للزراعة العضوية في العديد من المناطق لتحسين نوعية المياه و خاصة تقليل محتوى النترات حيث أن زيادة النترات بالتربة تعمل على تلويث المياه.و يرجع ضرر النترات على الصحة الى تحولها داخل الجسم الى مركبات ضارة تقلل من قابلية الدم في حمل الأوكسجين و يمكن ان تؤدي الى بعض الأمراض مثل مرض Methemoglobinemia   .

<!--الأضرار الناتجة عن التلوث الميكروبي:

<!--التلوث الناتج من الأسمدة الطبيعية: الأسمدة العضوية الحيوانية و المخلفات العضوية هي الأسمدة الرئيسية المستخدمة في الزراعة العضوية و هي ايضا مستخدمة في الزراعة التقليدية مضافا اليها الأسمدة الكيماوية. و قد ينتج عن استخدام هذه الأسمدة العضوية تلوث ميكروبي للمنتجات الزراعية أو لمصادر المياه و ذلك نتيجة عدم معاملة هذه الأسمدة بطريق سليمة خاصة  التي تحتوي على العديد من الميكروبات الممرضة. و يجب على المزارعين اتباع معاملات زراعية مناسبة في تداول و استخدام هذه المخلفات و ذلك لتقليل اَلأضرار الناتجة عن التلوث الميكروبي. و قد اوضحت بعض الدراسات أن بعض هذه الكائنات الممرضة قد تبقى حية بعد 60 يوما في ظروف اجراء الكمبوست.

<!--و يوجد العديد من القوانين التى تصدرها هيئات عالمية تحدد الشروط التي يجب توافرها للحصول على غذاء آمن صحيا و تتضمن هذه القوانين الأمور التي يجب على المزارع اتباعها لمنع تلوث الأسمدة اثناء عمليات الإنتاج و لحماية المنتجات العضوية و الغذاء  من التلوث الميكروبي.

<!--على الرغم من زيادة الأبحاث المتعلقة بإنتاج الكمبوست و استخدامات السماد العضوي في المحاصيل و التي تتركز على استخدام المعاملات المختلفة و تأثيرها على خصوبة التربة و جودة المحاصيل الا أنه مازال هناك حاجة الى اجراء دراسات على فترة بقاء الميكروبات الضارة بالأسمدة العضوية و على المعاملات التي يمكن استخدامها لتقليل تواجد الميكروبات بهذه الأسمدة و على مدى تلوث المنتج العضوي.

<!-- اتباع معاملات زراعية سليمة و تداول المنتجات بصورة صحية يؤدي الى حماية الغذاء من التلوث الميكروبي بأسمدة عضوية غير معاملة جيدا. و يمكن أن يحدث التلوث الميكروبي عن طريق انتقاله من الحقول المجاورة.

<!--الملوثات البيئية:

 توجد بعض مصادر التلوث في الغذاء تختلف عن بقايا المبيدات و هي الملوثات البيئية و التي توجد بصورة متساوية في كل من الزراعات العضوية و الزراعات التقليدية. و توجد هذه الملوثات في التربة و من امثلتها المعادن الثقيلة و بعض الهيدروكربونات و التي يصعب تجنبها أو التخلص منها في المزارع العضوية. و تنتج هذه الملوثات من النشاطات الصناعية مثل استخراج المعادن من المناجم أو من عمليات صهر المعادن و تنقيتها و كذلك من محطات انتاج الطاقة و العمليات الزراعية أو نتيجة التخلص من بعض النفايات بالتربة. كما أن استخدام مخلفات المجاري أو القمامة بالتربة قد يؤدي الى تلويث التربة و المنتجات الغذائية بالمعادن الثقيلة و المركبات العضوية السامة بالإضافة الى التلوث الميكروبي. و تمنع معظم الهيئات العالمية المتخصصة في الزراعة العضوية من استخدام مخلفات المجاري أو القمامة في المزارع العضوية.