أشباه مجتمعات
بعدما وصلنا إلى الانفتاح غير الأخلاقي في وقتنا الحالي في معظم أطياف مجتمعاتنا، إلا أننا نجد انتشارا واسعا لأصحاب المبادئ السامية، و من يتمسكون بالدين، و على الرغم من ذلك فنحن لا نجد أي ارتقاء في بنية المجتمعات و لا في نتاجات هذه المجتمعات التي تتظاهر بالسمو و الرفعة في شتى مجالات الحياة، و إلى جانب ذلك فلابد من استعراض العوامل التي أدت بنا إلى أن نصبح أشباه مجتمعات، نستورد النظريات التي استغنى عنها أصحابها بعد ثبات فشلها؛ لنتغنى بها محاولين تطبيقها، غير مبالين بما نجده على أرض الواقع كعامل أول لما نحن فيه، و أما عن العامل الثاني فهو ينبع من تظاهرنا بالنجاح في وقت نعلم بأننا مازلنا نقف في أدنى الشجرة، بالإضافة إلى العامل الثالث الذي يتجلى في وجود أصحاب الطبول الناعقة و التي تزخرف لنا كل هاوية نقع بها من حين إلى آخر، حتى لا نقف على أقدامنا من جديد.
و من هنا فإن من الواجب على كل راع يصدر تشرّيعا أو يتبنى تشريعا أن ينظر فيما شرّع و تبنى؛ ليتسنى لنا النهوض من غفلتنا التي تم إيقاعنا بها بقصد أو بغير قصد، فنحن قد أصبحنا مجتمعات خاملة غير قادرة على الإبداع و الابتكار، و إنما هي مقلدة فقط، يتم استنزاف خيراتها و قدرات شبابها، من دون أي جدوى ملموسة، إلى متى سنبقى نتظاهر بالرقي و السمو، و نحن حتى نخشى من صعود السلّم، أبتنا نهوى و نعشق العيش بين الحفر و في قاع الوادي أم أن قرار نهضتنا ليس بيد مشرّعنا، الذي لا نعلم إلى أين يقود سفينتنا، فكثيرا ما نسمع عن خطط سوف تلبي طموحاتنا في الأعوام القليلة القادمة، ولكن للأسف تأتي الأعوام القادمة دونما أن نرى طموحاتنا تتحقق.