إرادة السماء
إلى من يسكنون العراء
و يعانون من الظلم والجفاء
قد دبَّت فيكم ويلات الوباء
و نحن لكم نعيش بلا وفاء
ذنبكم الوحيد أنكم رفضتم الاستجداء
و تنازلتم عن عيش السعداء
يا من فضلتم الخلاء على الخيلاء
نشعر بكم ولكن في الخفاء
فنحن نقيم في الفسيح سجناء
مع أننا في الدرب طلقاء
يا معشر السادة الأعزاء لماذا أنتم جبناء؟
أرضيتم باتباع دروب السفهاء
يا من أصبحتم من بني الدجناء
أتخليتم عن مبادئ السمحاء
أين أنتم و أين الهناء
هل نحن أحياء أم نعاني هول الابتلاء؟
دعوني أسألكم كيف تنامون دون غطاء؟
لأن ذلك الوغد قد استحوذ على الغطاء
فهو بعدما شبع و ازدان يأبى حتى العطاء
و يقول امنعوا عنهم كل شيء حتى شربة الماء
كيف لكم أن تفترشوا رمال الصحراء؟
و نحن ننام بأعين ملؤها الرياء
معاناة شيوخكم و أطفالكم ورجالكم وكل النساء
معلقة في أعناق أهل الأرض جمعاء
ترى من سيلاقي عنكم الجزاء
أهم بواقي العلماء أم أشباه الأمراء
إن عاثوا فسادا أولئك الدخلاء
و قطعوا عنكم الخبز و الدواء
فلن يستطيعوا إيقاف الهواء
و سيزول عنكم ذلك المساء
الذي أطال عندكم في البقاء
نحن نبتهل لكم بالدعاء
ولن يخيب من استجار برب السماء.
قسما سوف ينجلي عنكم الغثاء
إنكم ستعودون إلينا أيها الأحباء
و ستصدق فيكم تلك الأنباء
التي سمعناها من الأنبياء
لأن الله لابد أن يجيب النداء
و لن يقبل أن تبقوا بلا غداء
أو عشاء
أفعالكم أفعال أتقياء و لن تكونوا من الأشقياء
فقد فهمنا بكم معنى التعساء
نرفض أن نكون من النزلاء
الذين استطابوا حياة اللقطاء
سننتظر أن تحين إرادة السماء لتزيل هم العناء.