يريدونها عوجاء
تعالت الصيحات من أصحاب العمل و التي يريدون فيها أن يقدم العامل أو المدرس أو المهندس أو مهما تنوعت أشكال الأعمال أقصى ما يمكنه أن يفعل.
هم يريدون أن نكون عمالا على الطراز الأمريكي و مهندسين على النظام الكوري و معلمين على الطراز الياباني و مجتهدين مثل الأتراك
و لدينا القدرة على الابتكار و الإبداع مثل أصدقائنا في دول أوروبا.
و لكنهم تناسوا أن يعطوا المدرّس ذلك الاحترام و تلك القيمة التي حصل عليها في اليابان، و ذلك الراتب الذي حصل عليه العامل في أمريكا و تلك الإمكانات التي أتيحت للمهندس في كوريا، بل و ذلك الدعم الذي أتيح للإنسان التركي حتى اجتهد و ارتقى بكل ما يصنع.
إنهم يريدون أن تمنحهم وهم لا يعطونك، بل حتى إنهم يفرضون عليك الأعباء بحجة أنك ابن الوطن المتفاني، و يجب عليك أن تتحمل مسؤوليتك تجاه الوطن، ومهما أثقلوا كاهلك فلا يحق لك أن تشعر بالتعب أو الحزن، أنت يجب أن تكون ابن الوطن البار الذي يحمل الوطن و همومه على منكبيه، و لكن إن جاء موعد تقسيم الثروات و الخيرات فأنت لست سوى ذلك المواطن المسحوق الذي لا يحق لك حتى أن تحصل على مقعد في الجامعة أو سرير في المشفى أو حتى راتب تقاعد يستر عليك ما فضحوه.
أهو من جهل فيهم أم أن أصحاب المقاعد و المكاتب الفخمة فرحوا بها، و ظنوا أنها تركتهم التي ورثوها من آبائهم الأولين، وما علموا أنها لو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم.
هم يعلمون بأنك السبيل للنهوض و الرقي في حياة الوطن، و لكنهم يريدونها أن تبقى عوجاء كي يحافظوا على مقدرات الوطن ملء جيوبهم و حساباتهم المتعددة الأرقام في بنوك لم يعد لهم الحق أن يتصرفوا فيها أو بما امتلكت أرصدتهم فيها.
لابد أن يعلموا من أنت، بل و سيذكروا جميع مناقبك و لكن متى أحينما يرون اسمك في صحيفة الغد في صفحات الوفيات؟؟؟