إخوة الخطيئة
تتحرك في قلوب البشر ذات الدماء فهي تسير في حب ووئام بين الإخوة ذكورا وإناثا، وتجد الآباء يحرصون كل الحرص على العدل والمساواة بين الأبناء مهما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولعل الناظر إلى أي أسرة من الخارج لابد أن يشاهد الكم الهائل من الأخلاق والمبادئ الذي يحاول الآباء أن يزرعوه في أبنائهم، لكي تطمئن قلوبهم على تنشئتهم بشكل سليم في هذه الحياة العنيدة وليكونوا سندا وحصنا منيعا لبعضهم البعض في وجه عثرات الزمان، ولكن الإخوة يجتمعون شكلا وقلوبهم شتى، فكل فرد منهم لا يفكر سوى بمصالحه الخاصة، وترى قويهم يتسلط على من يعتقد بأنه الأضعف، وتبدأ ملكة السيطرة تكبر شيئاً فشيئاً، والسبب أن الأبوين قد زرعوا بعض المفاهيم الخاطئة بين الأولاد، دون أن يكون ذلك بقصد أو ربما بقصد، عداك إذا امتلك كبيرهم حصة الأسد في الأسرة بسبب ضعف الأب والأم تجاهه، أو لأنهم دون أن يلاحظوا بأنهم قد ظلموا من بعده من إخوته، تماما كما يحدث عندما يريد الأب للكبير أن يدرس طبيباً أو مهندسا ولا يهتم أحدهما لأي من مستقبل باقي أفراد الأسرة بحجة أن هذا نصيبه وأنه يريد أن يفتخر به، ومهما اختلفت الحصة التي يتمتع بها أخ عن أخ، فلابد للوقت أن يحين لإيقاف ما يحدث من استنزاف للعلاقات بين الإخوة التي ينال الغدر منها بسبب الأخطاء التي يرتكبها الآباء أو الإخوة مع بعضهم البعض في حق الطرف الثاني، نتيجة سوء التربية التي تمارسها الأسرة في مجتمعاتنا الحالية.