ماذا لو خسرنا الجيش؟  

فى ميدان التحرير قوى وطنية وثورية ونقية ومحترمة كثيرة.. لكن هناك فئة قليلة تحاول بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة الدفع باتجاه الاصطدام ليس فقط مع المجلس العسكرى بل مع مؤسسة القوات المسلحة بأكملها.

هذه الفئة سواء كانت تقصد أو لا تقصد تلعب ضد الثورة والثوار والوطن بأكمله.

وحتى لا يتهمنى البعض بالانهزامية و«الفلولية» والعمالة «للوطنى المنحل» أقول إن كل المطالب التى يرفعها المعتصمون فى التحرير مشروعة وينبغى الاستجابة لها، وان حكومة شرف ارتكبت أخطاء قاتلة، والمجلس الأعلى ارتكب أخطاء مماثلة. لكن علينا أن نوازن بين تحقيق هذه المطالب وبين الحفاظ على الوطن نفسه.

لكى تنجح هذه الثورة لابد من التفريق بين المعارك التكتيكية والمعارك الاستراتيجية. من الطبيعى أن نهاجم حكومة شرف إذا أخطأت، ومن المشروع جدا أن ننتقد المجلس الأعلى إذا تقاعس، لكن أن يتحول الأمر لدى البعض إلى الدفع بكل السبل إلى افتعال معركة مع المؤسسة العسكرية بأكملها فعلينا أن ننتبه جيدا.

يمكن أن نتهم المجلس الأعلى بأنه كان تقليديا وبطيئا فى تعامله مع مطالب الثورة، لكن لا يمكن أن نقارنه بحسنى مبارك ونظامه، لان هذا المجلس ببساطة انحاز بوضوح للشعب وللثورة بدءا من يوم السبت 29 يناير الماضى، وكان يمكنه أن يظل فى ثكناته، أو يبقى محايدا، أو يلعب دورا كارثيا مثلما يفعل الجيش السورى الآن، أو ينقسم على نفسه كما يحدث فى اليمن.

قد يختلف كثيرون مع كلامى ويرونه انخفاضا عندى فى مستوى الثورية لكن هناك سؤالا مهما أرجو أن يفكر فيه الجميع وهو:
ماذا لو خسرنا الجيش ودفعناه دفعا إلى الحائط ومارسنا هدما منظما للمؤسسة العسكرية للدرجة التى تدفعها إلى اليأس والانعزال وترك «الجمل بما حمل»؟.

بوضوح نحن لا نملك إلا مؤسسة واحدة مستقرة اسمها القوات المسلحة.. تلك حقيقة مريرة، كنا نتغنى أننا دولة المؤسسات ثم تبين أنها مؤسسات من قش وقصور من رمال، وانها لم تكن أكثر من عبارة كان يتغنى بها السادات ويلحن عليها مبارك.

وبالتالى فتحطيم هذه المؤسسة الوحيدة هو هدم للوطن لا توجد مؤسسات أخرى نستند إليها إذا انهارت القوات المسلحة لا قدر الله هناك، بعض الأبرياء الذين لا يدركون حقيقة الواقع، ويعتقدون أن خيمة فى ميدان التحرير أو أى ميدان يمكنها أن تحكم مصر. نتمنى بالطبع أن نصل إلى مرحلة مثالية يكون فيها حكم الشعب بالشعب كما كان يحدث فى أثينا منذ آلاف السنين أو تكون لدينا مؤسسات قوية ومتوازية مثل أوروبا وأمريكا، لكن إلى أن يحدث ذلك علينا أن ندقق فى نوعية المعارك التى نخوضها ومتى وكيف.

الكلمات السابقة ليست دعوة للتوقف عن التظاهر أو ترك أمر السياسة فقط للجيش والعودة للمنازل. الهدف الرئيسى أن نفكر قليلا قبل أن نرفع شعارا أو ننصب لافتة أو نقترح اقتراحا.

مرة أخرى لننتقد المجلس العسكرى كما نشاء، لكن الإصرار على الوقيعة بين الشعب والجيش لا تستفيد منه سوى إسرائيل وبقايا نظام حسنى مبارك.
<!--

 

المصدر: الشروق المصرية / بقلم : عماد الدين حسين

التحميلات المرفقة

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 334 مشاهدة

ساحة النقاش

leeda

أشكر الله على معلوماتك التي افادتني والله ما جابتك ولادة يا استاذ عماد الدين واقول ياريت لو في مثلك مليون ليش قلت مليون لان لو خرجو على الميدان لوقفو هذه التجمهرات التي قد تؤدي الى كارثة حقيقية انا من شمال سيناء رفح

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

755,846

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته