فى هذا المقال نتحدث عن أسباب التدهور ومعوقات الاستثمار فى النقل النهرى وفقدانه ميزاته التنافسية مع وسائط النقل الأخرى والجدير بالذكر أنا ما نطرحه من مميزات ومعوقات النقل النهرى ليس بجديد ولكن كتب فيه دراسات وأبحاث كثيرة ولكن لازالت هذه الصناعة تحتاج من ينتشلها من الغرق ومن أسباب هذه المعوقات :
1 - إهمال الدولة لسنوات طويلة للعناصر الأربعة المكونة لصناعة النقل النهري وهي :
شبكة الطرق الملاحية أ -
الأسطول النهري ب -
والموانيء النهرية ج -
والعمالة النهرية د –
2 -- عدم وجود التنسيق بين الوزارات فى الحكومات المتعاقبة وتحكم وزارة الري في مناسيب المياه فى النيل وفروعه طبقا لإحتياجات الزراعة والري دون النظر إلي احتياجات النقل النهري لوجود غاطس مناسب للملاحة النهرية على مدار العام .
3 - عدم وجود إهتمام من الدولة بالنقل متعدد الوسائط الذي يعتمد علي التكامل بين وسائط النقل المختلفة بهدف تعظيم دور كل وسيط والإستفادة من الميزات الجغرافية لكل وسيط مما أضعف دور النقل النهري .
4 - إسناد إدارة هيئات ومؤسسات النقل ( بحرى – برى – سكة حديد ) إلى ظباط القوات المسلحة الغير مؤهلين لإدارة هذه المرافق الحيوية للإقتصاد المصرى مما إضطر أصحاب الخبرات فى هذا القطاع الهام للإقتصاد القومى إلى مغادرته أو تم إستبعادهم لعدم تفهمهم لسقوط رؤساء عليهم بالبراشوت .
5 - عدم وجود إهتمام من الدولة بالنقل متعدد الوسائط الذي يعتمد علي التكامل بين وسائط النقل المختلفة بهدف تعظيم دور كل وسيط والإستفادة من الميزات الجغرافية لكل وسيط مما أضعف دورالنقل النهري .
6 - افتقاد المسارات الملاحية إلي وسائل التأمين الملاحي وإلي المساعدات التي تسمح بالملاحة الليلية .
7 - إنهيار عناصر صناعة السفن النهرية وعدم تدخل الدولة لإنقاذها أو تشجيع القطاع الخاص للدخول في صناعة وحدات النقل النهري .
8 – العمالة حيث مازال هذا القطاع يعتمد عى ما كان يتم منذ عهد الفراعنة بتوريث المهنة عائليا بعمالة غير متعلمة فى الغالب غير قابله للتعديل والتطوير وعندما تدخلت الدولة فتحت مدارس تقليدية تخرج أفندية لا يصلحون للعمل ويجب ا‘تماد على مراكز تدريب تخرج عمالة مهنية مدربة .
9 – الغاطس
أ - الطريق الملاحي أسوان / القاهرة عبر المجرى الرئيسى لنهر النيل
يبلغ الطول الكلي لهذا المجري (960) كم من خزان أسوان حتي القناطر الخيرية شمال القاهرة والمجري متسع ويسمح بالمرور المزدوج للوحدات النهرية ومقام عليه 3 قناطر وهي إسنا ونجع حمادي وأسيوط بالإضافة إلي خزان أسوان عند بدايته والقناطر الخيرية في نهايته وبكل قنطرة يوجد هويس لمرور الوحدات النهرية ويوجد بعض المعوقات عند المدخل القبلى لهويس أسيوط نتيجة للترسيب وعند قرية الأكراد بأسيوط حيث تكثر الجزر الرسوبية وقبلة أبانوب عند منطقة سد بهيج حيث رؤوس السد التى ينشأ عنها موجات عرضية ودوامات عنيفة تعرض الوحدات النهرية للخطر .
ب – محور القاهرة الإسكندرية الملاحى
وهذا المحور يربط ميناء الإسكندرية البحري بشبكة النقل النهري عبر الرياح البحيرى وترعة النوبارية والوصلة الملاحية بين ترعة النوبارية وميناء الدخيلة ويصل طوله الإجمالى 223كيلو متر (الرياح البحيري 82 – ترعة النوبارية 121كيلو متر - الوصلة الملاحية 20 كيلو متر )
الغاطس الرسمى فى الرياح البحيرى وترعة النوبارية على مدار العام
إرتفاع الغاطس بالسنتيمتر |
الشهر
المجرى |
|||||||||||
ديسمبر |
نوفمبر |
أكتوبر |
سبتمبر |
أغسطس |
يوليه |
يونيه |
مايو |
أبريل |
مارس |
فبراير |
يناير |
|
140 |
140 |
140 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
البحيرى |
140 |
140 |
140 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
150 |
النوبارية |
ج – المجرى الملاحى القاهرة دمياط عبر فرع دمياط
وهو الممر الملاحى من قناطر الدلتا حتى ميناء دمياط بطول 241 كيلو متر وعرض يتراوح بين ال400 متر وال300 متر وتكثر فيه الجزر من هويس الفم عند القناطر حتى مدينة فرسكور حيث المنحنى شديد الانحناء مما يقلل سركة تيار المياه ويساعد على ترسيب الطمى وقد تكلفت الدولة الأموال الطائلة كإستثمارات فى هذا المحور حيث أنشأت القناطر واهوسة والقناة الملاحية التى تربط فرع دمياط بميناء دمياط وللأسف لم تستفيد الدولة المصرية من هذه الإستثمارات المهولة منذ إنشاء ميناء دمياط عام 1986 حتى تاريخه .
وهذه الأرقام لإرتفاعات الغاطص هى بيانات رسمية وغير حقيقية فى الواقع حيث أن الغاطس يصل فى بعض الأحيان إلى 120 سنتيمتر نتيجة لتشغيل طلمبات الرى فى النوبارية بدون تعويض من وزارة الرى للفاقد بزيادة الإيراد فى الترعة مما يتسبب فى حوادث كثيرة نتيجة لشحط الوحدات والتأخير فى الرحلة وإطالة زمن الرحلة مما يعرض الجهة المالكة لوحدات النقل انهرى لغرامات تأخير وهذا يتسبب فى هروب القطاع الخاص من هذه الصناعة المهمة للإقتصاد المصرى .
حيث أن الغاطس يلعب دور رئيسى فى إقتصاديات تشغيل النقل النهرى من حيث :
1 – الحمولة التى تتأثر بشكل مباشر بإرتفاع الغاطس حيث أن الغاطس التصميمى للوحدة النهرية 180 سنتيمتر للشحنة التصميمية وكلما قل الغاطس قلت الشحنة وقل العائد الإقتصادى من تشغيل اللوحدة النهرية .
2 – السرعة وقوة الدفع حيث أنه لا يمكن تشغيل قدرة المحركات بطاقتها الكلية حتى لا يتسبب ذلك فى شحوط الوحدة من الخلف نتيجة ظاهرة الإسكوات ( ترتبط بسرعة الوحدة وإرتفاع عمود الماء تحت قاع الوحدة ) وبالتالى تقل السرعة وتتعرض الشحنة للتأخير .
3 - الرفاص يتعرض للإرتطام بالحجارة والأجسام الصلبة مما يعرضه للكسر أو التشوه مما ينتج عنه بطء الحركة وذبذبات عالية تؤثر على المحرك وجسم الوحده النهرية .
4 - يتعرض المحرك لضرر بالغ نتيجة لإنخفاض منسوب المياه ودخول الرمال مع مياه التبريد إلى مجارى التبريد داخل المحرك وتسبب إنسدادها مما يرفع درجة حرارة المحرك ويؤثر على كفاءته وربما يؤدى لأضرار جسيمة للمحركونفصلها فى الآتى :
أ - نتيجة للذبذبة الناشئة عن تعرض الرفاص للكسر أو التشوهات تنتقل الذبذبات إلى أجزاء المحرك وصندوق التروس مما يعرضها لفك مسامير الرباط مع القاعدة أو كسر فى أجزائها .
ب - نتيجة لإنخفاض منسوب المياه وتقليب الرفاص للرمال فى المياه لتسحبها الطلمبات وتترسب الرمال فى مجارى التبريد داخل المحرك وسد امجارى مما يرفع درجة حرارة المحرك وما له من أثر بالغ .
5 - نتيجة لإنخفاض المنسوب وتقليب الرفاص للرمال فى المياه تندفع المياه محملة بالرمال بين عامود الرفاص والجلب وماسورة الرفاص فتتآكل الجلب وعامود الرفاص مما يسبب ذبذبات قوية تؤدى لكسر عامود الرفاص وما يحدث من مشاكل خطيرة وحوادث وتأخير فى رحلة الوصول .
هذا وسنواصل إن شاء الله مقالاتنا عن النقل النهرى و المقال القادم سيكون مقارنة بين النقل النهرى مع وسائط النقل الأخرى ( النقل بالشاحنات والسكة الحديد ) وسنستمر فى الكتابة عن مميزات منظومة النقلل النهرى حتى تستجيب الدولة رحمة بإقتصاد مصر وشعبها الفقير .
مهندس / أحمد حسين مجاهد