الشيخ عباس منصور

خواطر ومختارات من أمهات الكتب الأسلامية علي مدي سبعون عاما

 

الدعوة الي البر والمخالفة عنه في سلوك الداعين إليه هي الآفة التي تصيب النفوس بالشك لا في الدعاة وحدهم ولكن في الدعوات ذاتها وهي التي تبلبل قلوب الناس وأفكارهم , لأنهم يسمعون قولا جميلا ويشهدون فعلا قبيحا فتملكم الحيرة بين القول والفعل وتحنو في أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدة وينطفئ في قلوبهم النور الذي يشعه الإيمان ولا يعودون يثقون في الدين بعد ما فقدوا ثقتهم برجال الدين .
إن الكلمة لتنبعث ميتة وتصل هامدة مهما كانت طنانة رنانة متحمسة إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها ولن يؤمن إنسان بما يقول حقا إلا أن يستميل هو ترجمة حية لما يقول وتجسيما واقعيا لما ينطق , عندئذ يؤمن الناس ويثق الناس ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ولا بريق .. إنها حينئذ تستمد قوتها من واقعها لا من رنينها وتستمد جمالها من صدقها لا من بريقها إنها تستميل يومئذ دفعة حياة لأنها منبثقة من حياة .
والمطابقة بين القول والفعل وبين العقيدة والسلوك , ليست أمرا هينا ولا طريقا معبدا , إنها في حاجة إلي رياضة وجهد ومحاولة , والي صلة بالله وإستمداد منه وإستعانة بهديه , فملابسات الحياة وضرورياتها وأضطراراتها كثيرا ما تنأي بالفرد في واقعة عما يعتقدة في ضميرة أو عما يدعوا إليه غيره والفرد الفاني ما لم يتصل بالقوة الخالدة ضعيف مهما كانت قوته لان قوي الشر والطغيان والإغواء أكبر منه وقد يغالبها مرة ومرة ومرة ولكن لحظة ضعف تتنأ به فيتخاذل ويتهاوي ويخسر ماضية وحاضرة ومسقبلة فأما وهو يركن إلي قوة الأزل والأبد فهو قوي وقوي أقوي من كل قوي على ذوي القوة الذين يواجهونه .        
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2020 بواسطة SheikhMorsi

ساحة النقاش

الشيخ مرسي منصور يوسف

SheikhMorsi
نبذة عن سيرة الشيخ مرسي منصور يوسف الشهير بالشيخ عباس وقد أطلق عليه هذا الاسم تيمنآ بأسم العارف بالله الشيخ المرسي أبو العباس رضي الله عنه وأرضاه بالأسكندرية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,193