جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ندوة الوحدة الوطنية ودورها في تحرير تراب الوطن
كتبت ناديه جادو
أقامت مدرسة السلام الابتدائية التابعة لأدارة الوراق التعليمية ندوة عن الوحدة الوطنية في يوم 1 ابريل 2013 تحت أشراف مسئولة المكتبة الاستاذة أسماء الكاشف والاخصائية الاجتماعية الاستاذة سهام عبدالوهاب ومدرس أول اللغة العربية الاستاذ ماهر جمعة .بحضور سيادة اللواء طيار سمير عزيز من مقاتلي حرب الاستنزاف وأكتوبر وسيادة الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال خلال حرب الاستنزاف وأكتوبر تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي .
وقد اقيمت الندوة تأكيد على نشاط المدرسة المستمر في الاهتمام بأبنائها من الطلبة وتكوين الوعي الثقافي الخاص بهم وكذلك بث روح الانتماء لأرض الوطن والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية وانصهار ابناء الوطن من مسلميه ومسيحيه في نسيج واحد وكان خير دليل على أرض الواقع هو حرب أكتوبر التي لا ينضب معينها أبداً عن قصص التضحيات والبطولات والدفاع عن الوطن دون النظر إلى الديانة
فقد ظهرت نعرة جديدة في الأونة الاخيرة لم نكن نسمع عنها تبعث الفتنة الطائفية ولكن المجتمع المصري بثقافته وتاريخه لفظها مباشرة فأبناء الوطن لم يكن يعنيهم ديانتهم بقدر ما يعنيهم وطنهم وتجسد ذلك في جملة سعد زغلول الشهيرة "الدين لله والوطن للجميع " والتي اصبحت شعار ثورة 1919 ثم أحياها الرئيس الراحل محم\ أنور السادات عندما وجد بعض مثيري الفتن يظهرون ،وكلها دلائل تؤكد على وحدة نسيج المجتمع المصري الواحد .
الفتنة الطائفية ليس لها مكان داخل مجتمعنا المصري لان الاثنان المسلم والمسيحي يذوبان في بعض المسلم يسكن بجانب المسيحي ويمكن في نفس المنزل ويستخدم نفس المواصلات ويتعلم نفس التعليم فلا يزيد أحد عن أحد في شئ حتى الاسماء متبادلة لا تستطيع أن تفرق بينهم .
قام الاستاذ ماهر جمعة بإلقاء كلمة البداية التي تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية ودلائلها وذكر بعض آيات القرآن الكريم من سورة التوبة " إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " صدق الله العظيم
وتحدث عن أبناء مصر من المجاهدين في سبيل الله والوطن الذين سطروا ملحمة تاريخية في حربي الأستنزاف وأكتوبر 1937 وهي الملحمة التي أدهشت العالم كله وكتب كل منهم أسمه بحروف من نور في سجل المقاتلين وسطر كل منهم بطولة ذات طابع خاص طبع فيها بصمته ،
وكانت الوحدة الوطنية ما بين أطياف المجتمع المصري والجيش من أهم عوامل هذا الأنتصار وقد ضرب المصريين أروع الأمثلة في التلاحم والفداء تحت علم مصر .
ثم قام استاذ جمعة بتقديم ضيف الندوة الأول اللواء طيار سمير عزيز ..أسطورة الطيران المنخفض والذي أشترك في 4 حروب وضيف الندوة الثاني الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال في حرب الاستنزاف وأكتوبر والذي أطلقت عليه الاخصائية الاجتماعية أستاذة سهام عبدالوهاب لقب الأب الروحي لمدرسة السلام الابتدئية لأنه دائم التواجد معهم ويعرفه جميع الاطفال حتى مرحلة الروضة فقد كان ضيف ندوة الاحتفال بيوم الشهيد والذي شرح فيها لهم معنى الشهيد وبطولة الفريق أول عبدالمنعم رياض وأهمية الدفاع عن أرض الوطن والأخذ بالثأر من المعتدي ولم يتردد الرائد سمير في تلبية الدعوة فهو بالفعل مقاتل حقيقي مقاتل على الجبهة ومقاتل لتوصيل المعلومات الحقيقية للأجيال .
عبر الطيار سمير عزيز ذو الشخصية الجميلة البسيطة عن سعادته بتواجده لأول مرة وسط أطفال المرحلة الابتدائية ، وقال أن حرب أكتوبر اكبر معبر عن روح التلاحم الوطني والاتجاه نحو هدف واحد هو الدفاع عن أرض الوطن وكنا لا نعلم ديانة بعضنا إلا وقت الوفاة فقط لأختلاف أماكن العزاء ..فلم نكن نفكر في اختلاف ديانة او شكل ولكن كان هدفنا واضح وهو ضرورة القضاء على العدو ..وقام اللواء سمير عزيز بشرح أحدى المعارك التي أشترك بها بشكل مبسط حتى يستطيع الاطفال استيعابها وهي المعركة التي ألتحم فيها مع العدو في حرب الاستنزاف عندما كان على متن احدى الطائرات الميج - 21 التي ستقلع مع الطائرة السوخوي لحمايتها وهي تقوم بمهمة استطلاع فوق ممر متلا في سيناء وكان تشكيل الحماية "فينجر 4 " اي عدد 4 طائرات وعبروا قناة السويس على أرتفاع منخفض حتى لا ترصدهم ردارات العدو ولكن الطائرة السوخوي لا تتمكن من التصوير إلا على ارتفاع 5 كيلومتر وبذلك أرتفعت الطائرة وكان لازم على طائرات الحماية أن ترتفع معها ، ثم نفذت السوخوي دوراناً لليسار وهم معاها فرصدتهم رادرات العدو وأخبرهم الموجه الأرضي بوجود 4 طائرات من العدو خلفهم على بعد 40 كيلومترا . ثم اصبح العدو يقترب منهم شيئاً فشئ حتى اصبحت المسافة قريبة جدا حتى اصبح الفرق 8 كيلو فقط وكانت الطائرة السوخوي قد عبرت القناة وهو اي الطيار سمير عزيز لا يزال في سيناء ومعه طيار أخرى أسمه إسماعيل إمام الذي أخبره ان احدى طائرات العدو خلفه مباشرة فقام سمير بعمل دوران حاد إلى اليسار بمعامل حمل عال جدا ، وكانت قد اطلقت طائرة العدو صاروخاً موجهاً على طائرة سمير ولكنه تفادى ذلك الصاروخ الذي أنفجر بينه وبين اسماعيل أمام الذي اصابه الصاروخ في محرك الطائرة ، وأكمل أنه لم يكن يفكر في شئ وقتها إلا إنه لا يريد ان يقع أسير في ايدي العدو مهما كان الثمن حتى لو تطلب الأمر بأن يموت ، وأخذ سمير عزيز في مناورة طائرات العدو التي خلفه حتى أقترب من قناة السويس حتى وصلت التعزيزات له حتى أصبحوا 8 طائرات في مواجهة 8 طائرات من العدو وأشتبك الجميع وأرتفع هو ليجد أنه يوجد طائرة ميج 21 خلفها طائرة ميراج خلفها طائرة ميج 21 وقرر أن يرجع ليضرب أحدى طائرات العدو وكان من أهم مشاكل تسليح الطائرة الميج 21 بخلاف انها تحمل صاروخين فقط ، أن الهدف يجب أن يكون في خط مستقيم لا يناور وهذا كان صعب جدا ، ولكن حاول بطلنا بكل السبل أن يجبر أحدى طائرات العدو ان تسير في خط مستقيم ليطلق عليها صواريخه ، فأطلق الصاروخ الأول والذي أصابها في المحرك وخرج منها دخان ثم أطلق الصاروخ الثاني ولكنه أرتفع عند أقترب من الطائرة بشكل غريب لكنها أرادة الله كما قال الطيار سمير عزيز ، وسقطت الطائرة ورجع سمير إلى قاعدته سليماً.
وركز جدا في معرض حديثه عن أرادة الله التي لعبت كل شئ خلال معاركنا مع العدو وليس للأنسان يد في أي شئ .ثم تحدث عن تقنيات لبس الطيارين التي يجب أن تتلائم مع أرتفاع الطائرة وعدم وجود اوكسجين وقام بشرح ال "جي سوت " وهي عبارة عن بدلة يرتديها الطيار لتحافظ على ضغط الدم خلال الأرتفاع فلا يصاب الطيار بالعمى لانها تنتفخ عند الأرجل وتضغط على الشريان فيندفع الدماء إلى اعلى خلال الارتفاع .
كان التلاميذ يستمعوا إليه بأهتمام شديد وتركيز وسأله أحدهم بماذا كنت تشعر وأنت تطير ؟! ورد عليه الطيار سمير عزيز بأبتسامه جميله وارتسمت على وجهه علامات كأنه تذكر حالته وقت الطيران وقال له كنت أشعر وكأني أمتلك العالم كله ولا أحد يمكن أن يكون مثلي ، وقدم لهم الطيار سمير عزيز في نهاية حديثة نصيحة غالية جدا ، وهي أن يجب عليهم أن يفعلوا كل شئ بحب وأخلاص حتى يتفوقوا فيه مهما كان ما يفعلوه بسيط وصغير .
ثم أنهرمت عليه الاسئلة المتنوعة من كل تجاه يريدوا أن يفهموا ويعرفوا والتي تدل على مدى وعي واستيعاب هؤلاء التلاميذ رغم صغر سنهم ولكني أرجع ذلك لمجهود مسؤولة المكتبة أسماء الكاشف لأني اعلم مدى عشقها لتاريخنا العسكري وبطولاتنا ومدى أهتمامها في توصيل المعلومة لهؤلاء التلاميذ وكانت موفقة في تأدية رسالتها وكذلك معلمي المدرسة الذين وجدنا منهم كل الترحيب والاهتمام .
ثم جاء دور ضيفنا الثاني البطل الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال والذي أكد على ما قاله اللواء طيار سمير عزيز على التلاحم بين أبناء الوطن من المسلمين والمسحيين خلال حرب الاستنزاف وأكتوبر وأكمل حديثه عن أهمية الانتماء للوطن وذكر عدة أمثلة من التضحيات والفداء لأجل رفعة وتحرير الوطن فروى قصة استشهاد الرائد عصام الدالي في عملية الكرنتينة وكذلك استشهاد زميله موسى الصعيدي الذي آبى الحصول على أجازته ليذهب في عملية مع زملائه ويرجع منها شهيد .
وأكد الرائد سمير على أهمية عدم الاستماع إلى الاصوات التي تتجه إلى الفتنة الطائفية فهي ليست بيننا ولا تمت لنا بصلة وهي اصوات تريد أن تخرب فقط فالعدو الاسرائيلي الأن لا يحتاج أن يهجم علينا هجوم مسلح ونحن نحارب بعضنا البعض بهذا الشكل
وقد حضر الندوة بالصدفة مدير المتابعة من ادارة الوراق التعليمية والذي سعدنا بتواجده معنا .
أشكر كل من أعد لتلك الندوة المفيدة والناجحة وأتمنى من وزراة التربية والتعليم والقوات المسلحة من خلال جهاز الشؤون المعنوية بالأهتمام وأقامة تلك الندوات بشكل مستمر حتى لا يتركوا أجيال مصر القادمة فريسة للمضللين
ساحة النقاش