السلام عليكم ورحمة الله

 

يسعدنى ويشرفنى ان اكون انتهيت من قراءة كتاب النسور الذهبية .. أول اصدارات المجموعة 73 مؤرخين و خالص شكرى وامتنانى للمؤلفين على المادة الرائعة ...

 

فى البداية لا يسعنى ألا أن اتوجه بعظيم الشكر والأمتنان للنسور الذهبية .. هؤلاء الأبطال الذين ظللنا لسنوات لانعرف شىء عن بطولاتهم.. ولهم منى كل اعتذار فقد كنت اعتقد أن مهمة الطيار اسهل من جندى المشاة أو الصاعقة ولكن الحقيقة ان الخطر هو الخطر اينما كان أرضا او جوا  أو بحرا ..وأن الأخطار كانت تلاحقهم فى كل وقت ومن هنا تأتى اهمية هذه الشهادات أنها صححت المفاهيم ..

 

 

فى هذا الكتاب الذى صحح كثير من المفاهيم لدى كقارئة ..  أثار انتباهى شىء عجيب ألا وهو  أنه فى قصص 11 طيار من خيرة مقاتلى مصر  ينتقل الكتاب بين الهزيمة والنصر مع كل شخصية ... والحق أننى قرأت الهزيمة والنصر 11 مرة كما رآها 11 طيار  ولكن فى كل مرة كنت اعيش مرارة الهزيمة وكانى لأول مرة اقرأ عنها .. وفى كل مرة اقرأ عن النصر العظيم وكانى أيضا لم اقرأه فى الصفحات السابقة

 

 

اتفق الأبطال جميعا على أن هدفهم كان محو عار الهزيمة التى الحقت بنا فى يونيو والصق سببها للطيران حتى الأهل اعتقدوا أنهم السبب فى ذلك كما قال سيادة العميد سمير عزيز ..

 

وقال سيادة اللواء مدحت زكى أن القوات الجوية كانت كالأسد الجريح الذى ينتظر أن تحين الفرصة ليلعق جراحه ..

كان الشعور بمدى تكافؤ المعركة مختلفا.. بينما كان سيادة  اللواء عكاشة يرى ان طائرة الميراج تتفوق على طائرته كما قال لسيادة المشير عامر . .. بينما لم يصدق سيادة المقدم دانش وقتها أن الهزيمة ستكون من نصيبنا ...

 

والجدير بالذكر أن الحديث عن كمين سيادة اللواء ممدوح طليبة تكرر .. ولكن فى كل مرة كنت اعيش فى اجواء الكمين من جديد مع بطل جديد ... والحق أن حديث سيادة اللواء رضا العراقى عن كمين اللواء ممدوح طليبة كان لها أثر مختلف ..حيث شمل الحديث عن الطلعة واحداثها  اضافة الى أن سيادته قال  فيما معناه أه لم ينزل على الأرض من الطائرة حيث حملهم الرفاق فوق  الأعناق .. تلاه الحديث عن فرحة سيادة اللواء الحناوى ودموعه التى ذرفها اذ كان الفريق فوزى يرى أنهم ينفقون بلا نتيجة .. تلته عبارة عالقة بذهنى وهم فى طريقهم الى منزل الرئيس عبد الناصر .. حينما قال " كنا لا نسير على الأرض انما على السحاب " 

وفى حديث سيادة اللواء عكاشة عن حرب اليمن اضافة الى  عدم اهتمام القادة ببناء الدشم  حينما قال الرئيس عبد الناصر فيما معناه  " ابنى لكم دشم ولا اجيب قمح للناس " ورغم اختلاف سيادة اللواء محمد زكى عكاشة  مع القيادة  ولا اقصد هنا عصيان أمر أو ما الى ذلك وانما اقصد الفكر والمنطق ... ورغم ذلك  نجد طاعة الأوامر وعدم تقاعس عن آداء الواجب تحت أى ظرف  وكان هذا حال الأبطال جميعا فلا وقت للتفكير من السبب ؟ وكان التفكير لماذا الهزيمة وكيف نمحو عارها ؟؟ ...على الرغم من ان القيادة كانت تتحمل جزء كبير من  الهزيمة ... كانت هى رسالة ان الجميع يتحمل الهزيمة

 

.. وكان مما عرفت أنه  من الأخطاء التى وقعت فيها قواتنا طلاء الطائرات بلون فضى تعكسه اشعة الشمس على مدى بعيد .. اضافة الى عدم وجود دشم مما ادى الى ضرب طائراتنا على أرض المطارات بكل سهولة ..

كان مشهد ضرب المطارات ونقل الطيارين من مطار لآخر وقلة الطعام حتى انهم بحثوا عن كسر الخبز فى أرض الميكروباص الذى يقلهم وناموا فى غرف مزدحمة بلا أسرة وبلا كهرباء .كما روى سيادة اللواء ممدوح حشمت ..

لحظات عصيبة عشتها مع  ألأبطال ال11 وأنا اشعر بقلبى ينقبض اذا ما اقتربت منهم طائرات العدو أو اصيب طائراتهم ... واتنفس الصعداء حينما اطمئن أنهم ما زالوا بخير ...

بينما عشت الهزيمة بأقسى صورها مع سيادة اللواءصلاح دانش وهو يصف اللحظات العصبية من السير على الرمال بلا أمل ... وكيف أنهم كان واثقا من أننا سنحرز النصر  فكانت الفجيعة المؤكدة .. وتفرق الطابور الذى يسير على الرمال بعد خطاب الرئيس  عبد الناصر وتنحيه ...

عرفت من خلال النسور الذهبية الصعوبات التى واجهت طيارينا  من  سوء الرادارات التى لا ترصد طائرات العدو  بشكل جيد .. وفى المقابل فأن طائرات العدو ترصدهم  بمجرد ألقتراب مما اجبرهم على التحليق المنخفض تفاديا للردار  حتى أن سيادة اللواء رضا قال " كنا نلحس الأرض لحسا  " ويا لها من عبارة من رجل طيار  مقاتل اقتضت عليه الظروف ان ينخفض وينخفض حتى لا يرصده العدو وتفشل الطلعة ..

 

ومقارنة بين طائراتنا المحدودة الأمكانيات وطائرات العدو الميراج والفانتوم  .. الأكثر سرعة وتسليحا بينما كانت طائرات الميج والسوخوى وغيرها وهى أقل أمكانيات  وأقل تسليح ... ومع ذلك تحدى سيادة اللواء رضا بالميج 21  العالم الى الآن ... الجميع اتفقوا ان تسليحها كان ضعيف ولكنها كانت فى المناورات أفضل من  الفانتوم ...و طارد سيادة اللواء عكاشة الهوك الاسرائيلى بالميج 17 .. هكذا عمل الأبطال بما فى ايديهم ...  وتفضلت الجزائر مشكورة بمنحهم عدد من الطائرات أثر الهزيمة القاسية التى منينا بها ..

أما الوقود فهو مشكلة كل طلعة اذ أنه كان بالكاد يكفى  وكان عليهم أحيانا الأنسحاب والعودة لأن الوقود أو شك على النفاد  ... وكان حديث سيادة اللواء عكاشة عنهم أنهم كانوا ينقلون الطائرات بالجرار على الممر توفيرا للوقود كان لهذه الصورة فى ذهنى انطباع خاص أنها المسئولية بكل معنى الكلمة ...

 

كان الأستطلاع الجوى له دور كبير وفعال  تعرفته من خلال سيادة اللواء ممدوح حشمت ..

 

وكان طيارينا الأبطال غاية الوفاء للقادة وللشهداء فذكروا قائدهم سيادة اللواء مدكور أو العز ومن بعده سيادة اللواء الحناوى وهكذا .. وكان للشهداء  ذكرى لا تفارقهم  كأمثال الشهيد طلال سعد الله وأحمد التهامى  ونور الدين وغيرهم وأن كنت فجعت بما لحق بالشهيد نور الدين  بصفة خاصة كان الأمر يصعب تخيله ..

 

وعودنا الأبطال على الصراحة فكما تحدثوا عن بطولاتهم تحدثوا عن كمائن كان العدو يدبرها لهم وينجح فيها ..

 

كان سيادة اللواء مدحت زكى قد فضل الهبوط فى طريق عادى فور انتهاء الوقود رافضا التضحية بالطائرة والقفز بالمظلة  رغم المخاطر التى سيتعرض لها ..

 

و كان شعور سيادة اللواء نصر موسى وهو يصف حزنه على استشهاد زميله  و ما تلاه من انه فى اليوم التالى عليهم ان يرفعوا اسمه من لوحة الطيران وانهم لو تركوا مشاعرهم تتحكم فيهم لما تمكنوا من الاقلاع .. هم يعاودون العمل و يجهزون انفسهم للحاق بهم

 

واتفق الأبطال على ندرة الأجازات وكثرة  الأستدعاءات  .. كانوا فى عمل دائم من تدريب وطلعات ...   وكثيرا ما رابطوا كحالة أولى .. وهو أن يكون الطيار مستعد للاقلاع .. وكثيرا ما ناموا بجوار الطائرة على أن يتم ايقاظهم لو فى سكرامبل   "  اقلاع فورى "

وكم تؤثر فى النفوس استعداد الجميع للتضحية حتى ان زملاء سيادة اللواء عكاشة غضب بعضهم لأنه لم يوقظهم فى طلعة واختار غيرهم واعتقدوا أنه يراهم اقل كفاءة  فوعدهم بالمشاركة فى الطلعات المقبلة ...

 

ورغم  أن الحرب مضت منذ 38 عاما .. ورغم ان سيادة اللواء سمير بخير الا أننى لم اتمالك نفسى حينما اصيب وهبط بالمظلة ... وحينما أفاق ليسمعهم يقولون انه اصيب بالشلل ويجد نفسه مجبرا ..يحاول النهوض للأشتراك فى المعارك ولكن قدماه لا تتحملان ...  اقولها   الآن حمد لله على سلامتك يا فندم  ..

تمنيت ان يكون كوب الشاى الذى يرتشفه سيادة اللواء عكاشة من اعدادى كاقل واجب تجاهم ..

 

واتفق الأبطال على أن الطيار اذا قفز بالمظلة فأنه سرعان ما يلاقى الأهوال من الأهالى الذين يظنونه طيار سرائيلى ولن تجدى محاولات الطيار نفعا اذا قال لهم أن مصرى كما حدث مع سيادة اللواء مجدالدين رفعت ... كان  الثأر والأنتقام  دافعا لكل مصرى .. بمعنى آخر كان الشعب متعطش للأنتقام ويتمنى أن أى طيارة تقع تكون اسرائيلية ! ... و كم كنت اتمنى لو اذيعت أيام الحرب بيانات تنشر الوعى لدى المواطن حول أهمية سلامة  من يصادفونه وأن كان اسرائيليا ...

ويوضح الكتاب الدور الذى لعبه الخبراء الروس لصالح اسرائيل تجسسا ..

كما لم يفت ابطالنا من الطيارين الحديث عن المهندسين والفنيين والذين لهم دور بالغ الأهمية فى اعداد الطائرت فالخطأ فيه عمر الطيار ..ولم ينسوا الذين ساهموا فى بناء الدشم بامطارات حتى أنه لم تضرب لنا طائرة واحدة على الأرض فى 73 ..

 

 

والحق أن الكتاب احتوى على بطولات رائعة لا يسعنى منها الا أن أشكر كل طيارى مصر الذين حاربوا واستبسلوا بشدة بأقل الأمكانيات وأخص بالذكر أبطالنا العظام الذين حوت صفحات هذا الكتاب سيرهم ... نشكر هم ونترحم على ميتهم وندعو لشهيدهم ...

كنت اتمنى فقط الأستزادة من الجانب الأجتماعى لسير الأبطال لأنه حتما ورائهم اسر ضحت وقلقت وربت وسهرت  وغرست فيهم القيم النبيلة حتى تخرج لنا أبطال النصر

 

شكرا جزيلا لأبطالنا مصر الطيارين .. شكرا جزيلا للمؤلفين ..شكرا جزيلا للمجموعة 73 مؤرخين و تمنياتى بالتوفيق دوما باذن الله تعالى وحوله ..

 

النسور الذهبية : تأليف / أ. أحمد زايد - د. عبدالله عمران - أ . أحمد عادل

صادر عن دار نشر كتابات

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 382 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2012 بواسطة School-Library

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

79,634