أنواري أعلى ....أنواري..
_________________
أمين جياد
____________
أنت ملاك يصعد بين حجاب نوراني فأراه يجلجلني هذا زمن الحب الضائع في أنواري ,
وأراها في المرآة كالمحراب على داري ,
زمن يتوحّد في حجر ضاع على الأفق ,
وتاهت في سدمي أشعاري ,
وملاكي صرخة وجد تقتلني ,
في شعشعة أجهلها ,
زمن نوراني يمسكني كغريق ,
أمسك كفّيها , فتحوّلني لمكاني ,
وشفاه تتوسّد نبضا ينقذني ,
وأراها فاتنتي بحراً يتلاطم ضدّي ,
أقرأ عشقي درّة مسك ,وأراها شجراً يلتفّ عليّ طويلًا , وزمرّدة , وحجاباً يجمعنا السرّ مهولاً ,
زمني قامتك النرجس كلّ كياني , تكسوني بشعاع يبهرني , تسحبني أعلى ,لعناق في كلّ زماني ,
وزماني يتشظّى في معبدها كاللؤلؤ ,
يسّاقط عشقاً ,فأرى أنواراً كالريح ,
تكبّلني باللهفة والخسران ,
أنواري عالية أنواري ,
لججي عالية ,
تضرب بحري المتلاطم في تيهي ,
لأرى قلبي يتبعها ظلّا بظلالي ,
أشهق مرتبكاً علّ الأنوار تباغتني , كملاك يعلو بمكاني ,ومكاني نقطة نور تتقاطر كالرمل على جسدي ,أسمعها كالموج تليّلني ,
أنوارك عالية صارت تتوضّأ بمقامي ,
فعلام يغطّيك هيامي ,
أنت مشاكسة يتكوّر قلبي بين يديك حجاباً ,
وأراك كنور الياقوت على تيجاني ,
وجَمالك هل يحمل تيجاني , ما هذا السرّ اذن ؟
أفعى تتسلّل فجراً , تهبط كالصقر على حلمي ,
وتحدّثني عن حرف صار يلملمني كرمالي ,
تسألني : ما معنى طيف الحبّ, او الموت , أو الغربة , هل تبقى زبدا في لجج البحر ؟
تقول مراراً : أنظر في عينيّ طويلًا ,
هل تكتب عن وجعي , أم عن نرجسة في قلبي ,
أم عن طيف ملاك في المسرى ,
عشقك طير يتلوّى في شفتيك , فيمتدّ بريقا في عينيك , يشعّ النور على جسد , لأراني أقماراً تائهة في الأفق , أراني حجراً درّيّاً , يهبط مرتعشاً بين يديها ,وأراني أحجاراً ضائعة , تصعد عالية في لجج تسحبني , تتوقّف حيناً , تتكوّر ثانية أنواري ,
وأرى الأرض تدور , تدور على تيجاني ,
أصبحت ملاكاً بجناحين يطلّان على المشرق والمغرب , فأسعى طوفاناً يعلو فوق مسار وحجاب ضوئي , أسعى في أن أتوحّد في أنوار من زمن غير زماني , أرتجف القلب , وظلّ دماء تتساقط نوراً , في قاع يصعد نحو سماء ,
فألملم نور اللؤلؤ والياقوت على كفّي , وأغيب .
.........