( خبز كالحياة )
مر القطار من هنا
زفرت رائحة خبز أمي
فتنهدت كغصن يابس
وكأنه مضرجا بثيابها
بلون عينيها ، وشعرها
هل تحركت شفتيها مع دخانه
أم أنها هطلت دموعا
من المزن الموشى بالياسمين
مختلفة هي ليلتي
ترتدي حجاب حياءها
وجلبابا يكسر هذا الظلام
ثم يغادر كطيور اللقلق
في سفر جلجامشي اللون
مر دون أن يستأذن العراب
ودون أن يرى راية الناطور
لعله أيضا انتشى بخبزها
فمشى ، شاكرا لتنورنا
لخبزنا ، لماءنا ، لدربنا
لحزننا ، لابتسامة ثغرنا
فضحك قليلا ، ثم بكى
ضج الحنين بمنكبي
بنيران دوافعي ، وروافعي
فانتحيت جانبا ، كالخبز
إن خرج من آتون الجمر
هل يخرج من جلباب الأنوثة
كل هذا الخمر ، هل يموت
الطريق في الطريق !!!
يا أيها الدرب الطويل
أمهلني ، ريثما تنجلي
من هذي السماء غيوم
العابر السرمدي بلونه
وحيدا هو ، كأنت ، وكما أنا
مازالت أمي هناك قرب تنورها
الخشبي ، ترفو ثوبي الأبيض
كي تداريني قبل أن
يأتي هذا الفجر ، وقبل أن يلد القمر
مر القطار من هنا فاهتز الرييع
جامحا ك حصان طروادة
وبقينا ساجدين في معبد
لا باب له لا نافذة ، لا صدى
فانتشى هو ، وانتشيت
ودون أن ندري ، بكينا معا
بينما الناطور يرفع الراية الحمراء ...
وليد.ع. العايش
٧ / ١ / ٢٠٢١ م