وعصا الود قصيرة..!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

-#أما قبل..

فكل شيء إلى زوال يمضي يا سيدي..

إلا ما علق يوما بقاع القلب..

وكل الأحداث تنقضي إلا حدث أخذ الروح حيزا واستوطن الوجدان فشكل زمانا ومكانا وصنع حدود وطن..

فكيف تستبدل الأوطان بغيرها ونحن ما شددنا الرحال إلا لأجل حياة كنا نرجوها..

بأي حق سلبوا حلم الحياة منا؟!..

وبأي ذنب سرقوا الضوء..

والزاد..

والسكن؟!..

-#أما بعد..

فتبا يا سيدي..

لكل من أحدث بحياتنا كل هذه الضوضاء والفوضى ورحل في هدوء..

بأي حق يأخذون كلنا في رحالهم ويمضون هكذا دونما إثم ولا جريرة؟!..

في أي شرعة كان القتل مباحا؟!..

وفي أي ملة نمنح صك البراءة لمرتكب الكبيرة؟!..

أي دم بارد يا سيدي يملك هؤلاء؟!.. 

من أي حجر اقترضوا صمم قلوبهم؟!..

وقلوبهم وجلامد الصخر سواء..

سحقا.. 

لمن دمر بداخلنا بقايا حياة ظنناها تنبت إثر أقدامه الرحيمة.. 

هؤلاء الذين أهديناهم بكلتا يدينا زهرة في خوابي القلب عُتِّقَ عطرها..

أشعلنا لهم أصابعنا قناديل في غياهب الدجى وسراديب التيه..

وأحرقنا نبضنا حينا بعد حين مشكاة لعتمة أرواحهم، ووهبنا لهم قيامنا في ليل الوجد عسى هدىً يجمع شارد القطيع بمن عنه شرد..

فكانت عصا الود أقصر من أن تهش على سوء الطباع لتستقيم وتعود..

وكانت منسأة القيام محض جذع نخره السوس فانكسر قبل أن تتم الفريضة، وكسر معه قلوبنا قبل ظهورنا..

وما كان السوس الذى نخر عظام الأمل وقوض بنيان الأمنيات سوى جرم الفعال واستحلال ما حرم بغير الحلال.. 

فكافئونا على جميل السبت الذي قدمناه عند الأحد، سكينا باردا لا ينحر ولا يقطع..

يا حضرة الملائكة وأبناء السماء..

هل تريدون براءة أكثر من أن نبتدركم بالسلام وبه نشيعكم وأرواحنا على نصل سكينكم تسيل؟!..

اذهبوا فأنتم الطلقاء..

لا تثريب عليكم اليوم..

ولكن..

بربكم..

أوَ تنكرون أننا قتلى؟!..

فخبرونا إذن..

ما الذي يخر من نصالكم الأثيمة؟!..

غير دمائنا..

وما غير دمائنا في الظلمة يلمع؟!..

إييييه يا سيدي وقد جف حلق الكلمات وتصلبت حناجر المعاني..

فماذا نقول والروح غرغرة مودع؟!..

وهل تركوا طيباً عند المساؤي يشفع؟!..

والله ما تركوا..

فتبا لكل من ظننا به خيرا حينما عبرنا..

         حينما سحقنا..

وحينما قتلنا..

وكان ظننا إثما..

أن يرجع فلم يرجع..

سحقا لهم..

هل تقبل حججهم الداحضة على منصة الشهادة؟!.. 

أنهم ما كانوا ينوون قتلا.. 

يا لصلاح نياتكم.. 

وهل تصلح النية الصالحة العمل الفاسد؟!.. 

وإن احتججتم بعكسها.. 

فهل يبقى صلاح العمل وقد فسدت النوايا؟!..

عذرا.. 

وقد سقط القلم..

تعرقت الكف..

وضعفت الأنامل.. 

وما عادت بحور المداد تقنع..

 

النص تحت مقصلة النقد.. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي العابث.. 

كريم خيري العجيمي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2021 بواسطة Samarhazm

عدد زيارات الموقع

10,454