العرش
*) ممالك الحياة في كل السماوات جميعا:-
"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ{30}" الأنبياء21
ونعلم من العبارة التي تحتها خط بأن الكائن الحي لابد أن يكون الماء من تكوينه الأساسي، وهي حقيقة من حقائق علم الأحياء.
"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ{7}*" هود11
وتبين العبارة المميزة أن العرش قائم على الماء، ويبين النص بعدها قرائن دالة على الحياة مثل البلاء والموت والبعث، وهي تشير إلى كافة المخلوقات المكلفة بتشريعات، وبَيَّنَ أن العرشَ القائم على الماء إنما وُجد للاختبار كما تبيِّن كلمة "لِيَبْلُوَكُمْ"، وفي هذا تأكيدٌ كافٍ لأنْ يكونَ العرشُ هو كافةُ ممالك الحياة.
وقد وصف الله -سبحانه وتعالى- هذه الممالك بأنها كريمة في الآيات 86 المؤمنون23، 26 النمل27، 116 المؤمنون23، وهذا الوصف قرينة على نماء وعطاء هذه الممالك المستمر.
*) مملكة دولة:-
"إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ{23}" النمل27، أي مملكة عظيمة، سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
*) نظام حكم و إدارة:-
"قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38}" النمل27
"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ..{100}" يوسف12
*) الحياة الآخرة:-
"وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{75}" 75//الزمر39
فممالك الحياة في الآخرة هم الخلق الذين ينتظرون قضاءَ اللهِ بشأنِهِم، وهذه القرينةُ ظاهرةٌ في العبارة المميزة.
"وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ{16} وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ{17}" الحاقة69
أي أن هناك ثمانية مقومات تقوم عليها ممالك الحياة في الآخرة.
استوى على العرش
بسط سلطانه على ممالك الحياة، وهو تعبير للفت الانتباه إلى أن ممالك الحياة تنشأ تنفيذيا في تلك المرحلة تحت سلطان الله، بما أوحاه الله فيها من مُوَرِّثات ونُظُم وعلاقات.
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{4}" الحديد57، 54 الأعراف7، 3 يونس10، 2 الرعد13، 59 الفرقان25، 4 السجدة32
رفع فلانا على العرش
أعطاه سلطة أو استشارة في إدارة تابعة له
"فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ{99} وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{100}" يوسف12
حيث تنبأت الرؤيا السابقة لدخوله مصر بأنهم سوف يتبعون سلطته (السجود هو خضوعهم لسلطته).