جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قضت ليلة حمراء ماجنة نصف عارية ترقص وتغتي وتغنج بكل ما منحها الله
من انوثة جميلة .. يتحلق حولها بضعة شباب بينهم صاحب البيت .. تعقر معهم
كؤوس الخمر وبعض السجائر والأرجيلة المطعمة بشيء من المارجونا ..
استمروا حتي الثمالة يضحكون ويغنون وهي تتمايل بجسدها الغض بينهم
وتوزع عليهم بسخاء القبل والأحضان والكل يرشف من جسدها ويرسل
اصابعة تتلاعب به كيفما شاء .
غادر الأصدقاء البيت كاشباح تتمايل .. قارب الليل على فض ستائره ، عندما
القت بجسدها على السرير منهكة ثملة ، القى صاحب البيت جسده وشبقه فوق
جسدها يقضم شفتيها ونهديها وما تطاله شفتاه واسنانه.
صدح صوت الآذان في المساجد .. انتفضت بقوة والقت بجسد صاحب البيت
بقوة وعنف من فوق جسدها قبل وصوله بشبقه الى مبتغاه .
خرجت راكضة الى الشارع شبه عارية بلا هدف لاتعرف لها طريق ولم تعرف
لها بيت منذ سنوات وهي تراوح في بيوت الشباب وتشاركهم احضانهم وفراشهم
سقطت فاقدة الوعي بالقرب من مسجد .. فتحت عينيها الذابلتين ، لتجد امامها
شيخ بلحية بيضاء وابتسامة ترتسم على وجهه البشوش وخيوط الشمس الذهبية
تتسلل من النافذة لتضيىء وجهه .. نظرت حولها .. غرفة صغيرة ليس بها سوى
سوى حصيرة يعلوها فراش نوم بسيط شبه مهترىء .. بعض الكتب الدينية الى
جانب اهم الكتب القرآن الكريم .. احمر وجهها وارتعش جسدها وطأطأت رأسها
خجلة من نفسها وجسدها المهترئ .. لأول مرة يلبسها هذا الشعور منذ مدة طويلة
من عمرها البائس وحياتها العفنة .
بحياء وخجل سألت الشيخ .. هل يقبل الله توبة مومس مثلي ..؟ ابتسم الشيخ وقال:
ان الله غفور رحيم ، ثم اردف يقول والحسرة تعصر قلبه : لقد منحك الله جمالا وشبابا
فلماذا قذفت بهما في وحل الرذيلة..؟ انهالت الدموع تغرق وجهها وبكت بحرارة
وعلا شهيق بكاءها.. وبدأت تخرج الكلمات من فمها متقطعة متحشرجة :
كنت مع امي وابى عائلة محترمة ، يعمل والدي بأجر بسيط يسد احتياجاتنا ولم
ينقصنا شئ ، حتى غدر بنا الزمان وتوفي والدي فجأة وتركنا انا وامي دون سند
فاضطرت امي للزواج برجل توسمت الكرم في وجه والطيبة في حديثه .. سررت
به وبمعاملته فعوضني شئ من فقدان ابي .. مرضت امي ولزمت الفراش اياما
ثم نقلت الى المستشفى وعشت انا وزوج امي في البيت كأب وابنته .. وكان لا يدخر
جهدا لارضائي وسعادتي لدرجة انه لم يسمح لى بدخول المطبخ فهو يقوم بتجهيز
الطعام والغسل وكل شئ .
حتى كانت تلك الليلة القارصة البرودة .. وامام رعشة جسمي والقشعريرة تسري فيه
اسرع زوج امي ليقدم لي شاى ساخن .. فشعرت ببعض الدفء ونعاس شديد فانحنى
رأسي على صدره لأغط في نوم عميق.
استيقظت على طرق شديد على الباب وسمعت صوت مزلاج الباب يفتح .. اخترق
صوت الطارق اذني وهزكياني .. البقية في حياتك توفيت حرمكم المصون في
المستشفى قفزت من فراشي اصرخ واولول وركضت صوب الباب فتزحلقت قدمي
في سائل لزج وسقطت لأجد السائل اللزج الأحمرينساب بين وركي .. خرجت الى الشارع
هاربة بلا هدف اصرخ وايكي واولول حتى التقطني شاب ورمى بي في بيته كثوب
ممزق.. ومنذ ذلك اليوم وانا اتمرغ في احضان الشباب .. اقضي الليالي الحمراء
في بيوتهم .. حتى كانت تلك الليلة ، وسمعت الآذان شيء بداخلي هزني مزقني
فهربت لألوذ بما تبقى من جسدي الدنس .
ابتسم الشيخ وقال الحمد لله .. لقد تاب الله عليك واردف : هل تناسبك الحياة
مع شيخ مسن مثلي في هذه الحجرة الصغيرة بما يرضي الله .. ارتسمت على
شفتيها ابتسامة خرجت من اعماق قلبها كأن لم تبتسم من قبل .
محمود عودة