جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كتب : سمير احمد القط
دعوة الى ” رحلة الدموع “ لعاشق المغرب الشاعر المصرى / طارق شعبان أبو النجا الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح.
هذه دراسة نقدية لقصيدة “رحلة الدموع ” فى ديوان ” قد تشرق الشمس من المغرب ” للشاعر المصرى / طارق شعبان أبو النجا ،وقبل أن نتناول قصيدة ” رحلة الدموع ” للشاعر طارق شعبان ؛ يجدر بنا أن نقف قليلا أمام عنوان الديوان .
عنوان الديوان :
عنوان الديوان هو ” قد تشرق الشمس من المغرب ” ؛ والعنوان هو شفرة النص والمفتاح السرى للدخول فى رحاب القصائد التى تبلغ سبع وعشرين قصيدة ؛ وعندما ينتهى القارئ من قراءة الديوان يتضح له أن المقصود من العنوان هو عشق الشاعر للمملكة المغربية التى يريد أن يرسل اليها قصائد الديوان تعبيرا عن حبه لها وعشقه لأهلها الطيبين ف ” شروق الشمس ” هو المحبة والسعادة التى يتطلع ويصبو اليهما ؛ ويحلم بهما ؛ ف ” المغرب ” لدى الشاعر هى الخير و الرخاء والأصالة !!!!!
عنوان القصيدة :
عنوان القصيدة هو ” رحلة الدموع ” ؛ وهذا العنوان يشير الى رحلة الشاعر مع الأحزان ؛فالدموع مرتبطة لدينا بالبكاء والحزن ؛ فنحن نبكى عندما نشعر بالحزن أو الألم ؛ وقد نبكى من خلال الشعور بالسعادة التى نتوق اليها ؛ فرحلة الدموع _ كما يتبين الينا من عنوان الديوان _ رحلة الى أحزان الشاعر ؛ وهذه الرحلة يقوم فيها بمفرده و لا يصحبه أحد لأنها تجربة شخصية ؛ ولعل القارئ يتذكر من خلال عنوان القصيدة البيت القديم الذى اراد الشاعر فيه أن يصور فتاة باكية حزينة فيقول :
(فأمطرت لؤلؤا من نرجس ؛ وسقت وردا ؛ وعضت على العناب بالبرد ).
قصيدة ” رحلة الدموع ” :
يحاول الشاعر طارق شعبان أبو النجا أن يمزج فى هذه القصيدة بين الشعر والقصة متقمصا شخصية الرحالة الحديث الذى يجوب المدن ويتعرف على أهلها فقصيدة ” رحلة الدموع ” تحكى عن زيارته لعدد من الدول العربية ؛ فيعمد الى تلاحم الشعر مع السرد فى كونشرتو بديع والشاعر هنا هو المايسترو !!!
ان قصيدة ” رحلة الدموع ” هى قصيدة غنائية طويلة تبلغ سبع وعشرين صفحة فى الديوان ؛ تجسم موقفا عاطفيا مفردا أو بسيطا ؛ وتربط بمهارة بين كثير من تلك الحالات العاطفية .؛ وان كان من الواجب هنا أن تصحب المهارة فكرة عامة واحدة ؛ هى فى ذاتها تكون وحدة عاطفية كما يرى الناقد الانجليزى H. Read
يقول الشاعر طارق شعبان فى مفتتح ” رحلة الدموع ” :
( مولاتى !
عمتى مساء .. يا مولاتى .
ها أنا قد عدت !
اليك من المغرب آتى
هل تسمحين لى .. بالمثول بين عينيك ؟
وتقبلين جلستى ؛ على البساط المخملى الأحمر ؛ منقوشة بالعز حواشيه
من وطأ قدميك الجميلتين عليه ! ؟ )
يخاطب الشاعر حبيبته بعد وصوله من المغرب الى مصر ؛ لينتقل الشاعر من المذهب الرومانسى الى المذهب الرمزى ؛ فالمحبوبة هنا هى رمز لمصر التى يعشقها الشاعر ؛ فنلمس براعته فى استهلال القصيدة عندما أعلن الوصول فى المساء ليتناسق هذا مع اسم ” المملكة المغربية ” حيث وقت المغرب ؛ فالشاعر يصل مساء شاعرا بالحنين الذى عبر عنه قائلا : ” ها أنا قد عدت ” مما يجعلنا كقراء نتخيل مدى سعادة المحبوبة التى تشتاق اليه ؛ وستفرح بعودته اليها كرجوع الابن من السفر أو بعد طول غياب الى الأم !!!!
ويعبر الشاعر عن عشقه لمحبوبته أو بلاده قائلا :
( هل تسمحين لى .. بالمثول بين عينيك )
فهذا منتهى الحب والاخلاص والهيام من الشاعر لمحبوبته ؛ فهو يريد أن يقدم لها القرابين حتى يفوز بمشاهدة من يحبها ويعشقها ؛ وهذا النوع من الصور الفنية يطلق عليه النقاد المتخصصون اسم ” الاستعارة المرشحة ” ؛ و التى يرى الدكتور على البدرى أنها أقوى الاستعارات ؛ ولهذا كانت ” الاستعارة المرشحة ” مقصد أئمة الشعراء حينما يبالغون فى مدحهم أو هجائهم ؛ فيدعون أن حديث الاستعارة أو التشبيه لم يجر على بال .
يقول الشاعر :
( هل تسمحين لى ..بالمثول بين عينيك ؟
وتقبلين جلستى ؛ على البساط المخملى الأحمر ؛
منقوشة بالعز حواشيه
من وطأ قدميك الجميلتين عليه !؟
أنا قد خلعت عن أصابعى كل خواتمى ..
لأنى حلمت لها ؛ بأنها ستنام لدى كفيك وترتمى )
يقرر الشاعر طارق شعبان أن يعطى للشعراء درسا فى فن كتابة القصيدة ؛ فيلجأ الى الصورة الفنية ؛ فتعبير الشاعر : ” هل تسمحين لى ..بالمثول بين عينيك ؟ “
يعطينا انطباعا كقراء بانبهار الشاعر نحو محبوبته ؛ فيدعوها الى الجلوس على البساط المخملى الأحمر ؛ المنقوشة حواشيه بالعز لأن المحبوبة وطأته بقدميها وهى صورة فنية رائعة من الشاعر
ولعل اجمل اجزاء القصيدة هو الذى صور فيه الشاعر دلتا مصر فى صورة فنية لا يستطيع القارئ أن ينساها فيقول :
( وطارت بى الوسيلة ..
وأنا أبتعد عنك قليلا قليلا …
هذه أنت …
والعقد الذى تعلقين ؛ مضموم على جيدك المديد !
يمناه ” دمياط ” ؛ ويسراه ” رشيد ” !
كلاهما ؛ قد حوطا عنقك الجميل
فارتميا فى البحر خجلا منك
والموج صفق للهوى وللعشق الفريد
وطالعت مدينتك العتيقة الرقيقة
” الاسكندرية معشوقتى ” .. )
ويلجأ الشاعر طارق شعبان الى السرد الشاعرى متقمصا شخصية الرحالة قائلا :
( سنحضر اذن أمسية شعرية لأعظم شعراء المغرب فى حينه
الشاعر الرقيق جدا ” أحمد بلمسيح “
وسيهدى فى الحفل ديوانا يوقعه ؛
وسيلقى ” الزجل ” فينا ؛ بالقلب موقعه
وقد كان )
وفى ختام القصيدة يتقمص الشاعر شخصية ” شهر زاد ” فى ” ألف ليلة و ليلة ” فيقول :
( هل تسمح لى مولاتى ؛ بالمغادرة ؟
أنا قد تعبت الليلة … وأنشد الراحة فى فراشى
غدا سأروى لك من قصتى … عن بارق لاح وأفق جديد ! )
ان ديوان ” قد تشرق الشمس من المغرب ” للشاعر المصرى / طارق شعبان أبو النجا يجعلنا أمام شاعر يستحق أن نترجم أشعاره الى اللغات الحية كى يستمتع بابداعه الكثيرون المحبون للابداع الشعرى ؛ ونرجو من النقاد المتخصصين ان يتناولوا هذا الديوان بالدراسة حتى تعم الفائدة ونستفيد من تعدد وجهات النظر المختلفة .
الأستاذ الناقد محمد فهمى
قرات نقدا تحليليا لديوان شاعر مصرى اسمه / طارق شعبان وقام بالنقد الناقد الكبير / الأستاذعاطف عز الدين والذى أثلج صدرى واستمتعت برؤيته الثاقبة للقصائد فقد غاص فيه بوجدانه وعقله فاخرج ما فيه من الدر المنثور وتوج نقده بتعليقاته المتميزة ومقارناته البديعة لقصائد الشاعر ونظائرها من الشعرى العربى فتحية شكر للناقد الكبير / عاطف عز الدين
Alexandria, Al Iskandariyah
Atef Ez Eldin كل الشكر لأستاذنا الكبير محمد فهمى لقراءته الواعية . وسعيد لاعجابه بدراستى النقدية .
هذا ما نشره الاستاذ الناقد محمد فهمى بجمعية مبدعى الغد تعليقا على الدراسة النقدية
المصدر: شعبة المبدعين العرب