تجمع السادك ( جماعة تنمية الجنوب الإفريقي )

تجمع السادك ( جماعة تنمية الجنوب الإفريقي )

نشأت هذه الجماعة عام 1980 تحت اسم مؤتمر تنسيق التنمية

للجنوب الإفريقي وكان عدد الدول المنضمة إليها وقتئذ حوالي 9 دول

و أصبح عدد هذه الدول في التسعينات 11 دولة بعد انضمام

ناميبيا ومدغشقر إلى تنزانيا و زامبيا و زيمبابوي و أنجولا وموزمبيق

و بتسوانا وليستو و سوازيلاند و ملاوي ، وكلها أعضاء في الكوميسا

فيما عدا تنزانيا وموزمبيق .

و تحول هذا التجمع إلى جماعة تنمية الجنوب الإفريقي عام 1992

وكان الهدف منه حينها هو تقليل الاعتماد على جنوب إفريقيا بالإضافة

إلى تحقيق التنمية في كل القطاعات حيث يعد سادك نموذجاً ل

لتعاون القطاعي بأن تختص كل دولة من الدول الأعضاء بمسئولية

محددة عن قطاع معين فقد كانت زيمبابوي مسئولة عن الأمن الغذائي

في المنطقة ، أما أنجولا فكانت مسئولة عن مشروعات الطاقة ، في

حين كانت مهمة سوازيلاند تتركز في تدريب القوى العاملة ، بينما

كانت بتسوانا تقوم بمهمة الأبحاث بهدف القضاء على أمراض ا

لحيوان ، أما ليستو فكانت تهتم بأبحاث التربة وأخذت تنزانيا على

عاتقها عبئ التنمية الصناعية إلى جانب اهتمام ملاوي بمجال تنمية

الثروة السمكية و الغابات و حيوانات الرعي ، واقتصر دور ناميبيا

على مجال التعدين وموزمبيق على مجال النقل و المواصلات وذلك

لما لها من موقع إستراتيجي في المنطقة حيث تطل على المحيط الهندي

و بالتالي تمر عبر موانيها عمليات التجارة للدول الحبيسة في المنطقة

للعالم الخارجي خاصة زيمبابوي وبتسوانا وزامبيا .

يهدف التجمع إلى رفع الفقر عن سكان الإقليم و تحقيق النمو

الاقتصادي و تحسين مستويات المعيشة لسكان جنوب إفريقيا

و مساندة الفئات الاجتماعية الفقيرة من خلال تحقيق التكامل في

الإقليم بالإضافة إلى تحقيق تكامل المؤسسات السياسية و تعزيز الأمن

و السلام من خلال الاعتماد على الذات و التعاون المشترك للدول

الأعضاء كي يتم التوظف الكامل والاستغلال الأمثل للموارد في الإقليم.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه الدول الأعضاء أقل اعتماداً على

جنوب أفريقيا في بعض القطاعات و خاصة النقل والمواصلات إلا

أن تجارتهم مع جنوب إفريقيا تزايدت بشكل كبير وتسيطر جنوب

إفريقيا على جماعة السادك خاصة وأنها تمثل 31% من سكان

التجمع علاوة على أنها تحظى بما يعادل 78% من الناتج القومي

الإجمالي للجماعة ويزيد من سيطرتها أن دول المجموعة لا تمتلك موانئ

و تعتمد في نقل كل صادراتها على موانئ جنوب إفريقيا ، كما تزداد

درجة اعتماد جنوب إفريقيا على جيرانها الذين يمثلون بالنسبة لها

سوقاً إقليمياً واسعة لتصريف منتجاتها.

قد حققت جماعة السادك مظاهر نجاح تتمثل في سياسات التكامل الإقليمي

، حيث أصبح متوسط عجز الموازنة العامة في دول التجمع 6% من

الناتج القومي الإجمالي و لا يتعدى التضخم 9% كما أحرزت

" السادك" متوسط معدل نمو اقتصادي وصل إلى 4.1% عام 1996

و قد نجحت السياسات القطاعية أيضاً في تنمية قطاع المعادن ،

أما بالنسبة للتجارة البينية بين دول السادك فقد زادت من 7.5%

عام 1995 إلى 12% عام 1998 .