بحوث الثروة السمكية

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

             التلوث البيئى فى جمهورية مصر العربية

و أثره على الإقتصاد القومى

 

تواجه مصر فى الوقت الحاضر العديد من   القضايا   و المشاكل البيئية ، و التى قد تمثل عقبة أمام التنمية الشاملة و التخطيط البيئى المستقبلى ، و يأتى فى مقدمة المشاكل البيئية و أخطرها فى جمهورية مصر العربية مشكلة التلوث البيئى و التى قد تصل إلى أقصى درجات الخطورة فى المناطق الصناعية التى تجاوز فيها نسبة التلوث الحد المسموح به . و لاشك أن لهذه المشكلة آثار ضارة علىالإقتصاد القومى المصرى ، و من هنا سوف نتطرق الى عددة محاور رئيسية عن هذا الموضوع وهى:

 أولاً : مفهوم التلوث البيئى و أسبابه :

* مفهوم البيئة :

 

          البيئة هى كل ما يحيط بالكائن الحى من أشياء و ظواهر و عوامل تؤثر فيه و يؤثر هو فيها ، و هى الحيز الذى يمارس فيه الإنسان أنشطته الحيوية ، و من بينها النمو و التكاثر ، و هى الوسط الذى يستمد منه موارده اللازمة للحياة و الرفاهية كما أنها الوعاء الذى يصب فيه مخلفاته و نواتج نشاطه .

* مفهوم التلوث البيئى :

    هو حدوث تغير فى الصفات الطبيعية لكل من الغلاف الجوى ، أو المائى أو الصخرى ، أو فى الفضاء الخارجى ، و قد يشمل التلوث جميع هذه الأغلفة بنسب  متفاوتة   و فى موقع واحد و لهذا تعد مشكلة التلوث البيئى من أخطر المشاكل التى تواجه الإنسان فى هذا العصر

* مفهوم الإقتصاد القومى :

    يعنى الإقتصاد القومى التنمية و الإكتفاء الذاتى و الرفاهية من خلال ثلاث عناصر رئيسية هى :

<!--تأمين الموارد الإقتصادية الحيوية حتى تتجنب الدولة أى ضغوط خارجية.

<!--أن التنمية هى جوهر مفهوم الأمن للدولة فهما وجهان لعملة واحدة .

3-أن الموارد الإقتصادية يجب حمايتها من أى تلوث حتى تستطيع الدفع بعجلة التنمية .

* أسباب التلوث البيئى فى جمهورية مصر العربية :

 

    يرجع تلوث البيئة إلى عدة عوامل متداخلة عديدة نذكر منها على سبيل المثال :

<!--النمو الضخم فى الصناعات التعدينية و الصناعات التحويلية و ما صاحب ذلك من تزايد كمية المخلفات الصناعية و الأدخنة المتصاعدة من المصانع.

<!--التوسع فى إستخدام مصادر الطاقة الملوثة للبيئة فى كافة نواحى الحياة مثل التدفئة

و الأغراض المنزلية و الخدمات العامة (مياه – كهرباء – صرف صحى ) و المصانع و المناجم   ووسائل   النقل البرى و البحرى و الجوى ، إلى جانب الأغراض الزراعية  فى محطات الرى و الصرف و آلات الزراعة الحديثة .

<!--التوسع فى المناجم و المحاجر و غيرها من النظم البيئية المنتجة بدون مراعاة للتوابع التى تصاحب مثل هذا التوسع .

<!--التوسع فى تطبيق أساليب الزراعة العلمية الحديثة و الإفراط فى إستخدام الكيماويات الزراعية (مبيدات – أسمدة معدنية – أسمدة ورقية) .

<!--تلوث الصوت الناجم من التوسع فى ميكنة الحياة اليومية للمواطن .

<!--تعرض العاملين فى بيئات العمل المختلفة للعديد من الملوثات الضارة بالصحة العامة .

<!--التوسع فى إنشاء المفاعلات الذرية بدون الإعداد المسبق لحماية البيئة فى هذه المناطق .

ثانياً : التلوث البيئى فى ج . م . ع :

1- تلوث المياه فى جمهورية مصر العربية :

تعتبر المياه ملوثة إذا كانت تحتوى على نسبة أعلى من المعتاد من المواد المذابة أو العالقة من المواد الغريبة مثل الأملاح ، العناصر المعدنية ، المواد العضوية أو غيرالعضوية أو مواد غذائية

* أنواع تلوث المياه :

ينقسم تلوث المياه الى :

<!--تلوث بيولوجى :  و يشمل التلوث الميكروبى و الطفيلى و الحشرات الناقلة للأمراض ، و ينتج من المخلفات الآدمية و الحيوانية .

<!--تلوث كيميائى : و يشمل المواد الكيميائية   الناتجة  عن عمليات التصنيع و النشاط الزراعى و حركة النقل النهرى .

<!--تلوث حرارى : يقصد به رفع درجة حرارة المياه بالمسطحات المائية عن   المعدل الطبيعى ، و ينتج عن صرف مياه ذات درجة حرارة مرتفعة بالمجارى المائية أو نتيجة لإستعمال المياه فى عمليات التبريد .

<!--تلوث بواسطة المواد البترولية أو المواد الطافية : مثل الزيوت و الدهون و الرغوة .

<!--تلوث بمواد إشعاعية : و تنتج عن صرف المواد الإشعاعية من المصانع أو نتيجة  لصرف  مخلفات  التجارب  الذرية  و دفن  النفايات  المشعة ، و نشاط عمليات نقل الوقود النووى .

* مصادر تلوث المياه :

يمكن حصر مصادر التلوث تحت ثلاثة مصادر رئيسية هم :

<!--صرف مخلفات  المدن : و تشمل  مياه  الصرف     الصحى من المنازل و المبانى العامة و المستشفيات . و عادة ما تجمع هذه المياه و يلقى بها فى مجارى الأنهار أو البحار دون معالجة أو بعد معالجة جزئية مما يؤدى إلى ترسب المواد الصلبة و تحلل المواد العضوية ، مما يقلل من نسبة الأكسجين فى الماء و من ثم إبادة الأحياء المائية و إنتشار الروائح الكريهة.

<!--صرف مخلفات المصانع السائلة : و عادة ما تحتوى المياه على مواد سامة خطرة يصعب التخلص منها .

<!--تلوث ناتج عن المبيدات : التى ترش على المحاصيل الزراعية فينساب بعض منها مع مياه الصرف الى المصارف ، التى قد تصب فى بحيرات أو بحار ،   كذلك   تلوث  مياه  الترع   و القنوات  التى  تغسل فيها الآت و معدات الرش .

و يتحكم فى درجة تلوث المياه مجموعة من العوامل المتداخلة و تشمل حمضية أو قلوية المياه ، درجة التخفيف و الخلط و التأثيرات الكيميائية و الحيوية، معدل تدفق المياه ،

و التأثيرات المتضافرة و المضادة للمواد الملوثة من و على بعضها البعض ،

و المتطلبات الإقتصادية التى تربط معايير جودة المياه بإستعمالتها مثل تجديد مصادر المياه و الحياة المائية و البرية و الزراعية والصناعيةهذا و تعانى مناطق كثيرة فى جمهورية مصر العربية من مشكلة تلوث المياه خاصة فى المناطق الصناعية . فقد أوضحت دراسة أجريت عن تلوث المياه بمنطقة حلوان الصناعية من خلال إجراء تحليل لعدد 17 عينة من المياه السطحية من نهر النيل و ترعتى الخشاب و الحاجر ، تبين ما يلى :

<!--تحتوى  المياه   على  مواد صلبة عالقة بلغت كميتها 3.39  طن / يوم ، و تراوحت   كمية  المواد العالقة   بين 500 الى 4300 مليجرام / لتر . و هى تزيد عن المنسوب الذى حددته منظمة الصحة العالمية عام 1975 و هو 30 مليجرام / لتر .

<!-- تسود نسبة أكاسيد الحديد فى المواد العالقة حيث تمثل 74.4 % من إجمالى نسبة المواد العالقة ، و ذلك لأنها تمثل الجزء الرئيسى من مواد الهيماتيت الخام المستخدمة فى الصناعات الثقيلة .

<!--الأملاح الذائبة و تشمل إيونات ذائبة قاعدية من الصوديوم ، البوتاسيوم ، الكالسيوم ، الماغنسيوم . و بصفة عامة ترتفع نسبة الصوديوم . و هذا مؤشر لزيادة نسبة ملوحة المياه ، مما يؤدى إلى أضرار جسيمة للحياة بالمنطقة خاصة المحاصيل الزراعية و الثروة الحيوانية ، أما الإيونات الذائبة الحامضية فتشمل الكلوريد و البيكربونات و الكبريتيت . و قد إرتفعت نسبها ، و تتراوح كمية الأملاح الذائبة بين 430 الى 2860 جزء / مليون .

<!--تتكون المعادن الثقيلة من الرصاص ، الحديد ، الزنك ، المنجنيز ، النحاس و أوضحت الدراسة وجود نسبة من الرصاص تراوحت بين 0.09 إلى 0.2 جزء / مليون و هذا مؤشر خطير ، فعنصر الرصاص عنصر سام له أخطار عديدة .

و ترجع الزيادة الواضحة فى نسبة التلوث فى المياه فى منطقة حلوان الصناعية للأسباب التالية :

      ◘ النمو الضخم للعديد من الصناعات  الاستراتيجية  و التحويلية فى مدينةحلوان ، و ما إرتبط بها من زيادة واضحة فى كمية المخلفات الصناعية و المواد السائلة التى تنصرف من المصانع إلى نهر النيل و الترع .

  ◘ الزيادة الواضحة فى إستخدام الوقود الحفرى بأنواعه المختلفة كقوى محركة فى المصانع و وسائل النقل و الأغراض الزراعية .

◘ إستخدام الأسمدة الكيميائية و المبيدات الحشرية فى الأراضى الزراعية.

◘ إرتفاع نسبة ثانى أكسيد الكبريت و الرصاص فى الهواء ، و المنبعثة من المصانع و عوادم السيارات و التى تؤدى إلى تلوث مياه الأمطار .

      هذا و تعانى البحيرات الشمالية فى مصر من إرتفاع نسب التلوث فى مياهها . و خير مثال على ذلك حالة التدهور الخطرة التى تعانى منها مياه بحيرة مريوط منذ السبعينات و حتى الآن ، حيث أدت إرتفاع نسب التلوث فى مياه البحيرة إلى قتل الحياة بصفة شبه كاملة فى مساحات كبيرة منها ، و ذلك بسبب الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحى و الصناعى التى تلقى فى البحيرة و التى تصل إلى 750 ألف متر مكعب يومياً تصل من عدة مصارف . و قد نتج عن ذلك إختفاء عدة أنواع من الأسماك و الحيوانات الآخرى . و يرى البعض أنه لايمكن أن نتصور أن مشكلة هذه البحيرة ستجد حلاً جذرياً الا إذا تم التصرف فى الكم الهائل من مخلفات الصرف الصحى العضوية و مخلفات 120 مصنعاً كيماوياً تلقى فى مياه البحيرة .

         أما بحيرة البرلس فقد قررت أكاديمية البحث العلمى عام 1985 أن تركيز مبيد اللندين و ال  د. د. ت فى عينات من أسماك بحيرة البرلس كانت فى المتوسط 70 – 270 وحدة فى البليون . و لهذا آثاره الخطيرة على إختفاء عدة أنواع من الأسماك من البحيرة ، و إنخفاض إنتاجيتها إلى جانب خطورة تلوث الأسماك فى البحيرة وإانتقال هذا التلوث إلى الإنسان .

2– تلوث التربة :

أدى إستعمال المخصبات الكيميائية و المبيدات الحشرية إلى تلوث التربة بنسب متفاوتة خلال العقدين الأخيرين . و نتج عن إستعمال المخصبات الكيماويةو المبيدات زيادة كبيرة فى المحصول جعلتنا نغض الطرف عن الآثار الجانبية لإستعمال هذه المواد و التى تزايد أثرها مع مرور الزمن فأصبحت تشكل حالياً مشكلة كبرى فى كثير من البلدان ، ففقدت التربة بعض توازنها العضوى و الغير عضوى ، كما قضت المبيدات على كافة الحشرات النافعة و الضارة على حد سواء . و مما لاشك فيه أن جزءاً من هذه المواد العضوية أو الغير عضوية المعقدة التركيب يجد طريقه إلى النبات ثم إلى الحيوان و الطيور ، و من ثم إلى جسم الإنسان أو مياه المصارف ، و يدخل فى دورة آخرى نهايتها جسم الانسان .

لقد أصبح الريف المصرى يواجه تزايداً فى تلوث بيئته من جراء التوسع فى إستخدام الأسمدة الكيماوية و المبيدات الحشرية. مع التوسع فى إستخدام الطائرات لمكافحة الآفات و تلوث الماء و الهواء بهذه المبيدات السامة ، يذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 375 ألف حالة تسمم بهذه المبيدات الكيميائية و لاسيما الفوسفورية تحدث كل عام فى الدول النامية ، و فى مصر نستهلك سنوياً ما يقرب من عشرين ألف من الآطنان من المبيدات فى السنوات شديدة الإصابة بالآفات تسهم إلى حد كبير فى تلوث البيئة و تسبب للإنسان أضراراً جسيمة و أمراضاً قاتلة بالإضافة إلى تسمم الحيوانات ففى قرية قطور قضت المبيدات الفوسفورية على الآف من الماشية و الحيوانات نتيجة الرش بالطائرات ، و تعانى الأسماك كالسالمون و القشريات كالجمبرى و الطيور كالسمان و أبى قردان من مشكلة التسمم بالمبيدات فقد قاربت طيور أبى قردان على الإختفاء على الرغم من أهميتها فى القضاء على ديدان القطن .

و تتمثل خطورة المبيدات الحشرية فى بقاء أثرها فى التربة لمدة قد تطول إلى آثنى عشر عاماً ،  و تنتقل  هذه  الآثار إلى بذور الكثير من النباتات كالشعير و القمح و البرسيم و فول الصويا و العديد من الخضروات و خاصة الجزر .

و فى دراسة تمت على 14 نوع من المحاصيل الزراعية بعدد 40 عينة على مدار عام 1990 عن تراكم الملوثات خلال النظم البيئية الثلاث الماء و التربة و النبات ، إتضح أن محصول البصل و هو من أهم مكونات الطعام المصرى يختزن عنصر الرصاص الضار جدا  ً بالصحة  كذلك  عنصر الزنك . أما بالنسبةلعنصر المنجنيز ففى دراسة عن نبات الخس كانت النسبة القصوى لمحتوى نسبة المنجنيز 5430 جزء / المليون   إستطاع  النبات  مقاومة 1940 جزء / المليون و النسبة الباقية تم تركيزها فى النبات و بالتالى كان المحتوى الآقصى للمنجنيز فى جذور النبات 3660 جزء / المليون .

و ثبت من الدراسة أن زيادة نسبة المنجنيز فى التربة يؤثر فى النبات من حيث نقص النمو و إصفرار فى لون  الأوراق ، و نقص نسبة الحديد فى الأوراق و ظهور بقع عليها .

ثالثاً : الآثار الإقتصادية للتلوث البيئى :

1- الآثار الإقتصادية لتلوث المياه :

أ – الآثار الإقتصادية لتلوث مياه الشرب :

<!--[if !supportLists]-->     ·   عدم توافر مياه نقية للشرب أوللإاستحمام يؤدى إلى أمراض صحية خطيره تتطلب توفير مستشفيات و مراكز لغسيل الكلى .

<!--نقص إنتاجية الفرد يصاحبه زيادة الإستيراد و الإعتماد على الخارج .

       ·       <!--[endif]-->التقدير الجزافى لأسعار المياه للمساكن و المحلات يؤدى إلى الإستخدام غير الرشيد للمياه .

<!--إرتفاع منسوب المياه الجوفية فى التربة نتيجة إزدياد معدلات الإستهلاك أثر على الأساسات العمرانية و مكوناتها من الحديد و الأسمنت .

ب – الآثار الإقتصادية لتلوث البحيرات المصرية :

<!--ضعف الإنتاج السمكى يؤدى إلى زيادة الإستيراد لمواجهة الإحتياجات مما يمثل عبئاً على ميزان المدفوعات .

ج – الآثار الإقتصادية لتلوث البحرين الأحمر و المتوسط :

<!--يؤدى  عدم  وجود  مراكز  مكافحة للتلوث على كل من البحرين الأحمر و المتوسط إلى تراكم التلوث مما يؤثر على البيئة البحرية .

<!--إقامة منطقة صناعية حرة بخليج السويس سيؤدى إلى زيادة فى حركة السفن العابرة لكل من البحرين الأحمر و المتوسط و معنى هذا توقع المزيد من التلوث .

     ·            <!--[endif]-->تسرب أى إشعاع نووى من السفن العابرة يؤدى إلى تدمير منطقة واسعة من البيئة البحرية .

     ·            <!--[endif]-->موقع مصر فى الجزء الشرقى الجنوبى من البحر المتوسط يكثر من الملوثات على سواحلها نظراً لما تقذفه التيارات البحرية من ملوثات الأقاليم التى تطل على البحر المتوسط مما يزيد من تكاليف المكافحة .

<!--المياه اللازمة لتبريد الأجهزة و المعدات فى المؤسسات الصناعية المختلفة تستمد من البحر ، و فى حالة إستخدام مياه ملوثة بالزيت فإن ذلك يخفض من معدل نقل الحرارة فى المكثفات و المبخرات هذا بالإضافة إلى ما قديتسبب من زيادة فى تكاليف صيانة الالات و المعدات .

<!--و جد أن اللتر الواحد من البترول يؤدى إلى إستهلاك الأكسجين فى 400 ألف متر من ماء البحر لتتم عملية تحليل هذه المواد بواسطة البكتريا الموجودة فى مياه البحر .

<!--تسرب كميات كبيرة من االآمونيا فى مياه البحر قد تنشأ عن مشاكل آخرى متعددة إذا كانت بالقرب من مأخذ مياه التبريد و التقطير لمحطات توليد الكهرباء و تقطير المياه

<!-- و من هذه المشكلات تآكل معدات المصانع من إستخدام مياه التبريد الملوثة بالآمونيا و زيادة مادة الكلورين اللازمة لمياه التبريد و التقطير و قد تصبح المياه المقطرة غير مطابقة للمواصفات الصحية المطلوبة .

<!--تصاحب عمليات تقطير المياه و تحليتها و إستخدام مياه البحر فى المصانع فى عمليات التبريد أن المياه المطروحة الساخنة و التى تقدر بملايين الجالونات يومياً تؤثر على الأحياء المجهرية و الأسماك و تؤثر على موازين وجودها و إنتشارها .

<!--أى ضرر بيئى مهما كان طفيفاً يؤدى إلى آثار طويلة المدى و خسائر لايمكن علاجها تتمثل فى :

◘ موت الأسماك و الأحياء البحرية .

◘ تدمير البيض و هلاك صغار الأسماك و يرقات الأحياء المائية.

◘ هجرة الأسماك و هروبها من المناطق الملوثة إلى مناطق آخرى .

◘ تسمم و هلاك الطيور البحرية الساحلية نتيجة ما تتغذى به من مواد بحرية ملوثة .

◘ تغير لون و طعم الأسماك و الأحياء البحرية و الطحالب المستخدمة فى الغذاء .

<!--إستمرار المواد الملوثة فى القاع البحرى ( المواد الهيدروكربونية ) طويلاًيفسد البيئة الحيوية فى القاع و إصابنها بالأمراض و إنخفاض معدل الإصابة و النمو و أن تكون الأجيال الجديدة أضعف من المعدل . و قد يؤدى ذلك إلى الإنقراض نتيجة ضعف العلاقة بين حيوانات النوع الواحد و إنخفاض معدلات الإخصاب .

<!--فقد الشواطئ لأنشطتها السياحية نتيجة التلوث ، فتلوث المياه الشاطئية يمنع حركة الإصطياف بنشاطها المتنوع .

د – الآثار الإقتصادية لنفايات الصرف المنزلى :

<!--إنشاء شبكات للصرف الصحى تحتاج لأموال ضخمة تحاول الحكومة تدبيرها .

<!--إلقاء الصرف الصحى فى بحر أو بحيرة أو نهر يعطل  الإستفادة منها كمكان للترفيه أو النزهة كما أنه يؤدى إلى القضاء على الثروة السمكية .

<!--المدن الصناعية التى تلقى مصانعها بنفايتها و سوائلها السامة فى نفس شبكات الصرف الصحى لا يكون من السهل تحويل سوائل الصرف الصحى حتى بعد المعالجة لمياه صالحة للرى أو للشرب .

2- الآثار الإقتصادية لتلوث التربة :

 

أ – الآثار الإقتصادية لإستنزاف التربة :

   ·     <!--[endif]-->زيادة الإستيراد للحبوب تزيد العجز فى الميزان التجارى للدولة .

<!--إستصلاح أراضى جديدة يستلزم أموالاً كثيرة .

       ·         <!--[endif]-->عدم كفاءة الأراضى المستصلحة كتلك التى تم تدميرها .

<!--زيادة فى الطلب على أعلاف الماشية و إستيرادها من الخارج .

 

ب- الآثار الإقتصادية للنفايات الزراعية الكيميائية و المبيدات الحشرية :

<!--قتل الكائنات المفيدة غير المقصودة باستخدام المبيدات .

<!--إضعاف إنتاجية الحيوانات التى تتأثر بها .

<!--تزايد مقاومة الأفات الحشرية مما يقلل من تأثيرها عليها .

<!--تلويث البيئة فى مناطق واسعة .

<!--التراكم فى النظم البيئية مما يؤدى بمرور الوقت إلى هلاك كثير من الأحياء ، كما يؤدى بقاءه و إنتقاله خلال الكائنات إلى استمراره فى النظام البيئى كله .

<!--أخر ظهور آثار التلوث بالمبيدات لفترات طويل الأمر الذى يؤدى إلى حدوث خسائر فى النظم البيئية مثل موت بعض الكائنات أو إختفائها .

رابعاً : أثر التلوث البيئى على الإقتصاد القومى :

          سبق أن أوضحنا الآثار المختلفة للتلوث البيئى من حيث تأثيره على الإنسان و الحيوان

 و النبات و ينعكس ذلك على الإقتصاد القومى للدولة كما يلى :

1- إنتشار الفقر و تدنى مستوى المعيشة :

حيث تنخفض القدرة على الإنتاج و تفقد المنتجات صلاحيتها للتصدير أو المنافسة و تنهار الوحدات الإنتاجية الأمر الذى تتدنى معه المؤشرات الإقتصادية مثل إرتفاع معدل التضخم و إنخفاض الناتج القومى الإجمالى الأمر الذى تنخفض معه دخول الأفراد و يتدنى مستوى المعيشة .

2- وجود فوارق كثيرة فى الدخل بين الطبقات :

حيث تبدأ الظواهر الإقتصادية المصاحبة للأزمات الإقتصادية مثل السوق السوداء و السمسرة

 و العمولات و الصفقات المشبوهة لصالح فئات معينة بالمجتمع مما يزيد الفوارق بين الطبقات .

3- إرتفاع نسبة البطالة :

فى مثل هذه الظروف تنهار  وحدات  إنتاجية بالكامل نظراً لتدنى الإنتاج و تحقيق خسارة مستمرة مع عدم القدرة على العمل و الإنتاج الأمر الذى يعرض العمال للفصل مع عدم وجود إستثمارات لفتح فرص للعمل ، كل هذا يؤدى إلى إرتفاع نسبة البطالة .

4- ضعف الإنتاج الزراعى و الحيوانى و عدم كفايته لإحتياج الجماهير :

حيث يفقد العامل الزراعى قدرته على العمل و رعاية ما تحت يده من ثروة حيوانية بالإضافة إلى انتشار التلوث فى الأعلاف المقدمة للحيوانات الأمر الذى يهدد بإنهيار الثروة الحيوانية و عدم وفائها بإحتياجات الجماهير .

5- ضعف مستوى الخدمات و المرافق و البنية الأساسية :

مشكلة التلوث لها تأثيرات  حاده  على  الإنسان الأمر الذى يتبعه ضغوط و مطالب خدمية عاجلة فى العديد من المجالات . هذه المطالب الخدمية تشكل ضغوطاً متزايدة على الدولة و قدرتها على أداء هذه الخدمات فى مجالات الصحة و التعليم و النظافة و خلافه و بالتالى تبدأ قدرة الدولة فى الإنهيار و عدم الوفاء بهذه الخدمات و تنخفض كفائتها .

أما بشأن المرافق أهمها مرفق المياه و الصرف الصحى فإن مصادر التلوث تلقى بتحديات تعجز معها هذه المرافق عن أداء وظيفتها فى محطات المعالجة و بالتالى لا تستطيع تخليص المياه الملوثة من ملوثاتها و بالتالى تعود هذه السموم مرة    أخرى  لتلويث  كميات  جديدة من المياه أو تزيد من درجة التلوث و ترفع من درجة تشبع المياه بالسموم و المخاطر و يكون الضحية بالتالى هو الإنسان .

6- إنخفاض الناتج القومى :

أحد التأثيرات العميقة لمشكلة التلوث على الإنسان فى مصر هو الضعف و الوهن الذى يؤثر على قوة الإنتاج و بذلك تفقد العمليات الإقتصادية سواء كانت زراعية أو صناعية أهم مقوماتها مما ينعكس أثره على الوحدات الإنتاجية فى جميع أنحاء  الدولة  و الذى يترجم فى النهاية بالإنخفاض فى الناتج القومى للبلاد و تفقد بذلك قدرة هامة من القدرات الشاملة للدولة و هى القدرة الإقتصادية حيث لا يمكن تحت هذه الظروف انتاج سلعة جيدة تتمتع بالمواصفات التى تفرضها التحديات العالمية فى مجال الجودة سواء للأسواق العالمية أو المحلية فضلاً عن الخطورة التى يحدثها عامل مريض يحمل فى جسده مسببات العديد من الأمراض فى خطوات إنتاجية لسلعة حساسة مثل الصناعات الغذائية و الدوائية .

7- مخاطر تعرض الإقتصاد القومى للإنكماش :

   ان مشكلة التلوث البيئى و ما تفرزه من ملوثات صلبة و سائلة تؤدى إلى العديد من مظاهر الإنكماش الناتج عن عدم القدره على إستخدام الإمكانيات الإقتصادية و الإستثمارية بطريقة مثلى فضلاً عن إحجام رؤوس الأموال الأجنبية عن الأسواق المصريةلإرتفاع  الآثار  الضارة  لمشكلة  التلوث و تراكم المخلفاتبالإضافةإلى إنحسار المد السياحى . كما يؤدى إنتشار المخلفات السائلة إلى تلف شبكات الطرق و غيرها من المرافق الآخرى كالتليفونات بما يؤثر على قدرة هذه المرافق على تسهيل تدفق الإنتاج فى القطاعات الإنتاجية و تحميل خزانة الدولة أعباء إضافية لمواجهة متطلبات الصيانة و التجديد الزمنى للمرافق العامة .

خامساً:الإستراتيجية المقترحة لمواجهة التلوث البيئى فى جمهورية مصر العربية:

هناك مجموعة من الأهداف فى مجال التنمية البيئية و التى يجب أن تعمل الإستراتيجية المقترحة من خلال كافة الموارد المتاحة فى مصر وهذه الأهداف هى :

<!--رفع الوعى البيئى لدى المواطنين و ترسيخ المفاهيم البيئية .

<!--دراسة المشاكل البيئية فى مصر بإسلوب علمى ووضع الحلول التكنولوجية لها مع الإستعانة بالتكنولوجيات العالمية و الصديقة للبيئة فى هذا المجال .

<!--ملاحقة أى مستحدثات للتقدم العلمى بكافة مجالاته بالتشريعات التى تحد من مضارها على البيئة و صحة المواطنين .

<!--تفعيل دور الأجهزة الرقابية و تشديد العقوبة على أى ممارسات ضارة بالبيئة .

و من خلال الدراسة السابقة عن التلوث البيئى فى جمهورية مصر العربية يمكن إقتراح إستراتيجية لمواجهته فيما يلى :

 

أولاً : إستراتيجية أجهزة الإعلام :

تبنى الإستراتيجية الإعلامية على إستخدام وسائل الإعلام المتاحةلإقناع المواطنين بالمفاهيم البيئية و العمل على رفع الوعى البيئى لديهم و ذلك من خلال حملات إعلامية مخططة

<!--الحملات الإعلامية :

تعتبرالحملات الإعلامية  هى  الأنشطة  الموجهة   للتأثير   فى معتقدات و إتجاهات و سلوك الأخرين بإستخدام أساليب إعلامية مؤثرةفى  الأفراد   و خلقمجتمع أفضل و يمكن أن تحقق الحملات الإعلامية أهدافها إعتماداً على عدة عوامل منها :

◄ تبسيطالرسالةالإعلاميةلتناسب تفاوت المستويات الثقافية فى المجتمع و عاداته و تقاليده .

◄ مراعاة الواقع الإجتماعى و الظروف المعيشية لغالبية الجماهير .

◄ تحقيق عامل جذب الإنتباه عند بث المادة الإعلامية من خلال إختيار التوقيت و الوسيلة المناسبين و طريقة صياغتها .

◄ أن تكون الرسالة الإعلامية غير مباشرة و تخاطب العقل و الوجدان من خلال مضمون جيد .

margin-bottom: .0001pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; text-indent: 1.3pt;

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 114 مشاهدة

ساحة النقاش

الإدارة العامة للبحوث

Research
الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

148,574