أكد الدكتور محمد البرادعى ، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ، فى حديث إعلامى ، أن الثورة المصرية ستنجح رغم الإحباط الذى يشعر به الشعب ، مضيفاً أننا : " أسأنا إدارة مرحلة ما بعد الثورة " ، و طالب القوى السياسية بالاتفاق وتوحيد الموقف حول العديد من الأمور القومية و منها وثيقة المبادئ الدستورية ، لكونها الضامن لحقوق المواطنين من جميع فئات الشعب ، كما طالب المجلس العسكرى بالاعتراف بضعف خبرته فى إدارة شؤون البلاد ، بالرغم من أنه هو المالك للسلطة بعكس الحكومة الحالية ، معتبراً إياها " سكرتارية للمجلس العسكرى " .

كما أكد أننا نعيش فترة انتقامية وليس فترة انتقالية ، فالكل ينتقم من بعضه البعض سواء المجلس العسكرى ، أو الحكومة ، أو المحامين أو القضاة أو غيرهم .

وأكد أن الشعب لم يقم بالثورة ليجد انعداما أمنيا وتدهورا اقتصاديا ، إلا أننا سنتخطى هذه المرحلة ونمضى للأمام ، مشدداً على ضرورة البدء فوراً فى نقل السلطة إلى حكومة إنقاذ وطنى مدنية بصلاحيات كاملة تتولى إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية ، وتعلن برنامجاً واضحاً بتوقيتات محددة لإقرار الأمن وإنقاذ الاقتصاد من خلال برنامج تحفيزى قصير المدى ، بما يضمن خفض البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاستجابة لمطالب الجماهير ، موضحاً أن الجميع فى هذه المرحلة يبحث عن نقاط خلاف وليس نقاط توافق ، و هذا يعطى انطباعا لدى الكثيرين من أبناء الشعب بالإحساس بالإحباط العام تجاه مستقبل البلاد .

و مع التفاؤل الذى ألهمنا به الدكتور البرادعى ، يطلع علينا كاتب صحفى و هو الأستاذ " مأمون فندى " فى مقال بعنوان " شامم ريحة شياط " : ليذكر فى حديثه أن فى البلد الآن لاشك تنبعث رائحة شياط ، ولكن نحتاج إلى أنوف قادرة على استشعار الشياط قبل وقوعه ، نحتاج إلى طهاة وطباخين قادرين على التمييز بين الأفكار ، نحتاج إلى ذوّاقة ، وهكذا يبدو الحديث عن مستقبل مصر، الناس بدأت تشتم رائحة الشياط ، فبدأت فى التفكير فى مستقبل البلد . مستقبل البلدان لا يجوز الحديث عنه لحظة تزكم رائحة الشياط الأنوف ، مستقبل البلدان هو نتيجة تخطيط طويل الأمد ، ونتيجة خلط الطبخة بمكوناتها الأساسية وطهيها بشكل لائق . طباخو السياسة والثقافة فى مصر الآن ، من مدرسة " النىّ فى نىّ " ، الطهى المسلوق بماء وملح والسلام ، و هو يعنى هنا بالطهاة أى المجلس العسكرى و الحكومة ، و لقد اختصر الحديث عن مستقبل مصر فى مجموعة من الأفراد الذين تشابهت أفكارهم لدرجة تبدو وكأنها نوع من نكاح المحارم ، أفكار لا تليق ببلد بحجم مصر. الحديث عن مستقبل مصر الدائر فى مصر، الآن ، ينقصه الكثير ، ومع ذلك حتى أنا القابع فى بلاد بعيدة " شامم ريحة شياط " .

و أقول أنه من تحليل ماورد بالحديثين ، نجد الآتى :

أولا : أن المجلس العسكرى ليست لديه الخبرة الكافية فى إدارة البلاد فى تلك المرحلة ، و هذا ليس عيبا ، و لكن العيب فى الإستمرار على هذا المنوال ، رغم علمى بضعف إمكانياتى فى الإدارة و التخطيط لمستقبل بلد بحجم مصر ، و أنه بإمكانى أن أكون الحارس الأمين لمجلس رئاسى إنتقالى لمجموعة يرضى عنها العامة و الخاصة ، قادرين على التخطيط و الإفادة .

ثانيا : أن عدم وجود البديل الكفؤ لهذا المجلس العسكرى ، يساعد فى زيادة فجوة و هوة الإختلاف ما بين القوى السياسية المتصارعة على الساحة المصرية ، لفرض معتقداتها و توجهاتها التى تعتقد بأنها الأفضل للتطبيق فى مثل هذه المرحلة ، و التى تعتقد أن ما أخذ منها بالقوة ( و هو فرض الرأى دون المشورة ) لا يسترد بغير القوة ( و هو التناحر حتى الوصول لمقعد الحكم لفرض تلك المعتقدات ) .

ثالثا : يأتى السواد الأعظم من الشعب فى طى النسيان ، فلا هو كفة مؤثرة فى الميزان ، و لا هو يشعر بالأمن و الأمان على مستقبله و مستقبل الأجيال القادمة من أبنائه ، فمرة يثور ، و مرة يهدأ ، و مرة يجد أن لا طائل من وراء هذا إلا المصلحة الفردية ( و هو ما نسميه بالمطالب الفئوية ) ، فيسعى لتحقيق أى مصلحة له فى ظل هذا التخبط من إنعدام رؤية التخطيط السليم لعبور تلك المرحلة ، و يبقى السؤال : لماذا يشعر الكثيرون منا بالإحباط و ضبابية الرؤية نحو المستقبل ؟

أرجو أن لا تكون الإجابة عن هذا السؤال ، هى : أن رائحة الشياط تزكم الأنوف ، و يتجاهلها أولى الأمر كالعادة حتى يصير ما يصير ، لا قدر الله !

Ramzy-online

محمد رمزى

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 495 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2011 بواسطة Ramzy-online

ساحة النقاش

محمد رمزى

Ramzy-online
مصرى يملك وطنى فؤادى و أكاد أملكه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

217,179

مصر



يا حبنا الكبير