بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين،

أما بعد فأود أن انتهز هذه الفرصة فرصة انتظار شهر رمضان عن قريب بعد أيام ليهل هلاله علينا إن شاء الله بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، انتهز هذه الفرصة لأهنئ الأخوة  المسلمين حيث يوجدون في مشارق الأرض ومغاربها، أهنئهم بقدوم هذا الشهر الكريم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامهم وقيامهم وأن يعينهم على حسن الاستفادة من هذا الشهر الكريم، ثم أود أن أذكر يعني كلمة عن هذا الموسم العظيم شهر رمضان أنا أسميه ربيع الحياة الإسلامية فيه تتجدد القلوب بالإيمان والعقول بالمعرفة والأسرة بالتواصل، المجتمع بترابط بعضه مع بعض الغني يعطف على الفقير والقوي يأخذ بيد الضعيف ويتزاور الناس بعضهم فهو شهر يجدِّد الحياة الإسلامية من ناحية أخرى فهو بالنسبة للمسلم موسم من المواسم نحن نعرف أن الحياة فيها لكل تجارة موسم معين يحاول الناس في هذا الموسم أن يضاعفوا من نشاطهم ليزداد ربحهم والطاعات لها مواسم ربنا سبحانه وتعالى أراد أن يَمُن على أهل الإيمان ما بين الحين والحين بموسم من مواسم الخيرات هناك موسم الحج مثلا هناك موسم الصيام موسم رمضان هناك موسم أسبوعي يوم الجمعة، فأراد الله أن يكون هذا الشهر موسما لأهل الخير وأهل القروبات إلى الله والطاعات إلى الله ليستفيدوا من هذا الشهر أمرين مهمين الأمر الأول التطهُّر رمضان شهر التطهر كان السلف إذا أقبل شهر رمضان يقولوا مرحبا بالمطهِّر مرحبا لأن الإنسان طوال أحد عشر شهرا يقع في أوحال الذنوب والخطايا والتفريطات والتقصيرات في فرائض الله وأوامر الله فهو يريد أن يجعل من هذا الشهر شهر اغتسال وتطهُّر يغتسل الإنسان فيه من خطاياه ومن تفريطاته في حق الله ولذلك جاء في الحديث الصحيح "من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" فكأن هذا الشهر فرصة الإنسان يتنظف ويتطهر من ذنوبه ويخرج مغفور الذنوب من هذا الشهر فهو شهر للتطهر ومن ناحية أخرى شهر للتزود الإنسان يحاول يتزود فيه "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" أي واحد مسافر لأبد أن يحمل معه زادا يكفيه إلى مدة السفر وكلنا مسافرون إلى الآخرة تزود للذي لابد منه فإن الموت ميقات العباد أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد فالإنسان يريد أن يتزود أن يكثر من زاده في شهر رمضان المبارك يزيد من حسناته يزيد من رصيده شوفي الإنسان لما بيكون عنده رصيد عنده عشر ألاف ريال عايز يخليهم عشرين ألف عنده ميت ألف عايز ميتين عنده مليون عايز عشرة مليون يزيد في رصيده الدنيوي المادي المؤمن حريص على أن يزيد في رصيده الروحي عند الله فشهر رمضان فرصة لزيادة هذا الرصيد عند الله ولذلك النبي عليه وسلم قال يوم وقد حضر شهر رمضان "أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل" الشقي من حرم رحمة الله في شهر رمضان المبارك ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام صعد المنبر وقال ثلاث مرات كل عتبة للمنبر كان ثلاث عتبات كل عتبة يقول آمين فالصحابة سألوه أمين فكان إحدى هذه الأوامين الثلاثة أنه قال جاءني جبريل وقال بعد أو شقي من أدرك رمضان ولم يغفر له إنسان فأبعده الله ثم أبعده لأنه لم ينتهز فرصة المغفرة المتاحة ويغرف منها ويأخذ لنفسه وينتهز فرصة الطاعات التي تضاعف.

المصدر: موقع الشيخ يوسف القرضاوى
Ramzy-online

محمد رمزى

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 549 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2011 بواسطة Ramzy-online

ساحة النقاش

محمد رمزى

Ramzy-online
مصرى يملك وطنى فؤادى و أكاد أملكه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

217,186

مصر



يا حبنا الكبير