قسم الفارماكولوجي الشعبة الطبية المركز القومي للبحوث

<!--<!--<!--

 "الذرات الطليقة" تحارب أجسامنا باستمرار ... وتسبب حالة الإجهاد التأكسدي!!

إكتشف الباحثون مؤخرا مضادات للأكسدة قوية وفعالة جدا تسمّى (الأنثوسيانيدينات)

الذرات الطليقة أو الشوارد الحرة أو المؤكسدات هي ذرات كيميائية شديدة النشاط لأنها مختلة التوازن الكهربائي، ينتجها الجسم بشكل طبيعي خلال عمليات الأيض (البناء والهدم) الخلوية حيث تستهلك الخلايا الأكسجين، ويتم تحويل 98% منه إلى ماء، و 2% من الأوكسجين غير المستخدم يخرج على شكل شوارد حرة، وهي ذرات تحتوي على إلكترون واحد غير مرتبط وبذلك تكون في حالة عدم استقرار فتقوم بالبحث عن إلكترون آخر ترتبط فيه للوصول لحالة الإستقرار.

تنتج "الذرات الطليقة" عن أيض الطعام (التمثيل الغذائي)، وفي بعض الأحيان تنتج من خلال الجهاز المناعي بهدف تدمير الفيروسات والبكتيريا، كذلك تكون من نواتج التفاعلات من خلال عمليات الأكسدة في الجسم، كذلك التعرض للاشعاعات ومنها أشعة الشمس وأشعة اكس واشعاعات أخرى تضر بالجسم حيث تعمل على تكوين "الذرات الطليقة" وتقذف أجسامنا بها وبالتالي فقد تأتي من مصادر خارجية أيضا

يستخدم الجسم هذه  "الذرات الطليقة"  في بعض العمليات المفيدة، مثل التحكم بالالتهابات، التخلص من السموم، والمحافظة على درجة أنقباض الوعية الدموية، كما تستخدمها بعض الخلايا المناعية لقتل البكتيريا والفيروسات.

إلا أن مستوى "الذرات الطليقة" في الجسم دائمًا ما يتجاوز المستوى المثالي له، فتقوم الذرات بـ'سرقة' إلكترون من الجزيئات الأخرى مثل ' الدهون، البروتينات، أغشية  الخلايا، والأحماض النووية مغيرةً للتركيب الأساسي لهذه الجزيئات ومسببةً تغير في وظائف الخلايا أو مدمرة لها. 

 مما يجعل أجسامنا عرضة للعديد من الالتهابات والفيروسات والسرطانات، والنتائج ستكون أكثر وضوحا في المستقبل عندما يبدو متوسطو العمر متقدمين في السن فتظهر تجعيدات البشرة وهي العلامة الأولى للشيخوخة، كما أنها تتسبب في أمراض القلب والاوعيه الدمويه، أمراض الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي، أمراض العيون وإضطرابات الرؤيا، أمراض الكلى، الأمراض الجلديه، الإضطرابات العصبيه وأمراض الكبد والدم.

كما تتعرف الخلايا المناعية في الجسم على هذه الجزيئات والخلايا على أنها دخيلة على الجسم فتقوم بمهاجمتها مسببة أمراض المناعة الذاتية مثل الصدفية، سكري النوع الأول، التهابات المفاصل (الروماتيزم) وغيرها.  

 

وعلى الرغم من أن أجسامنا مجهزة بفضل الله للتعامل مع تلك "الذرات الطليقة"، إلا أن المشكلة تحدث عند حدوث عدم إتزان نتيجة زيادة "الذرات الطليقة" مقابل مضادات التأكسد، هذه الحالة تعرف بالإجهاد التأكسدي وهو ما يؤدي إلى حدوث هذه الأضرار لأجهزة الجسم المختلفة.

 

الجدير بالذكر .. أن من أهم مسببات حالة الإجهاد التأكسدي هي التدخين وأشعة الشمس وأدخنة وعوادم السيارات والإفراط في تناول المنبهات كالشاي والقهوة والعمل الشاق المكثف والمجهد وزيادة تناول اللحوم المدخنة أو المشوية أو المحروقة والتعرض للمبيدات القاتلة للحشرات والقوارض وغيرها وكذلك التعرض للاشعاعات المنبعثة من الآلآت والأجهزة مثل الآلآت الناسخة والطابعة ومكيفات الهواء أو بعبارة أشمل أنه التلوث بوجه عام . هذا بالإضافة إلى الهرمونات الصناعية التي يحتوي عليها طعامنا وشرابنا المخلق، وبخلاف الدهون المشبعة الموجودة في الوجبات السريعة.

أما عن زيادة قدرة أجسامنا على مواجهة هذه "الذرات الطليقة" فهي تعتمد بالدرجة الأولى على التغذية الصحية وما توفره من مقويات للجسم بما يسمى "مقاومات التأكسد" التي تمثل نظام دفاعي، وتتضمن فيتامين أ (A)، فيتامين سي (C)، فيتامين اي(E) ، السيلنيوم والزنك.

وببساطة .. يمكن توضيح عملية الأكسدة ومضادات الأكسدة من خلال المثال التالي: 
"عند تقشير تفاحة نلاحظ بعد فترة من الوقت أنها بدأت تتحول للون البني، وذلك بفعل الأكسجين الموجود في الهواء الجوي وهذا ما يعرف بالأكسدة، ولكن أذا أضفنا قليلا من عصير الليمون إلى التفاحة بعد تقشيرها فلن يتغير لونها؛ لأن الليمون يحتوي على مضادات لللأكسدة". ​ومصادر هذه المقويات، هي كما يلي:

فيتامين أ (A): الجزر - السبانخ - البطاطا الحلوة - الكرنب - البروكلي - الفلفل.

فيتامين سي (C): الفلفل - الفراولة - الكيوي - الحمضيات - الطماطم - الفجل - الجوافة - التفاح - الكانتالوب.

فيتامين  اي  :(E)  البقدونس - زيت الصويا - بذور السمسم - اللوز.

السيلنيوم: سمك التونا - المحار - الأصداف - الفطر - القرع.

الزنك: المحار - الأرز الأسمر - الدقيق الأسمر - الحبوب الخضراء - الجرجير.

الا أن كمية هذه المواد المقاومة للتأكسد تتباين بشكل كبير. كما أنه يوجد في الأسواق العديد من المستحضرات الصيدلانية المقاومة للتأكسد ذات سمعة معروفة وجيدة.

ولقد إكتشف الباحثون مؤخرا مضادات للأكسدة قوية وفعالة جدا تسمّى الأنثوسيانيدينات أو مشتقات الفاوانيدين والتي عرفت بأنها أقوى 50 مرة من فيتامين اي “E ”، وهي تحمي بشكل كبير خلايا المخ من الآثار الضارة للذرات الحرة وتمتاز بأنها تستطيع تنقية خلايا المخ سواء في الأجزاء المائية أو الدهنية،  وتوجد في عدد من الفواكه و يمكن الحكم على مدى إحتواء الفاكهة على الانثوسيانيدينات من لون الفاكهة، فكلما كان لون الفاكهة يميل إلى اللون الأحمر، البنفسجي، الأزرق فذلك يعني أن الفاكهة غنية بالمادة المضادة للأكسدة .يعد التوت البري المصدر الغذائي الأكبر للفاوانيدين، حيث يحتوي على 42 مجم لكل 100 جرام من الثمرة، كما يحتوي العنب البري والبرقوق والعنب والكرزعلى كمياتٍ كبيرة من الفاوانيدين تتراوح من 5 إلى 12 مجم لكل 100 جرام من الثمرة، وقد وجد الفاوانيدين بتركيزاتٍ تصل إلى 40 مجم لكل 100 جرامٍ في أصنافٍ معينة (مطبوخة) من البطاطس الحلوة أرجوانية اللون. وتتوافق المستويات العليا من الفاوانيدين في الثمار الطازجة مع القاعدة العامة التي تنص على أنَّ الفاكهة الطبيعية تعد أكثر صحةً.

وكلما كثرت نسبة " الذرات الطليقة" في أجسامنا ...  كلما كان احتياجنا لمقاومات التأكسد أكبر خاصة مع بداية موسم الشتاء وتعرضنا للجراثيم التي تسبب الانفلوانزا، فالجهاز المناعي للجسم تزداد قوته بوجود مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الغزو الفيروسي والبكتيري والمرض.

أدام الله عليكم الصحة والعافية،،،،،

د/ منال محمد السيد

المركز القومي للبحوث

 

المصدر: د/ منال محمد السيد المركز القومي للبحوث

قسم الفارماكولوجي الشعبة الطبية المركز القومي للبحوث

Pharmacologydep
•إعداد قاعدة علمية راسخة تتمثل فى شباب الباحثين يتم امدادهم بكافة و أحدث الامكانيات و الخبرات الحديثة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

41,967