<!--<!--<!--
فالمضاد الحيوي هو دواء يستعمل لقتل أو وقف نمو الجراثيم .. أنه سم مفيد .. لا يخلو من أضرار اذا أخذ من دون رقابة طبية أو بدون وصفة من طبيب.
وتوجد مئات من المضادات الحيوية لكل منها مفعول بالنسبة لمرض معين، كما توجد مضادات حيوية تضرب عدة جراثيم في وقت واحد فهي في نفس الوقت تهاجم عدة أنواع من البكتريا. لذا اذا أعطي الدواء لمدة أقل أو بكمية غير مناسبة فان ذلك يؤدي الى مضاعفات خطيرة تظهر بصورة مباشرة أحيانا ولكن بعضها لا يظهر الا بعد زمن وخاصة اذا أخذت هذه المضادات الحيوية على مسئولية المريض، فمن مضاعفات المضادات الحيوية المباشرة أنها تقتل الأنواع المفيدة وغير المفيدة من الجراثيم الموجودة في الأمعاء مما يؤدي الى تقرح المصران الغليظ، كما أنه قد يحدث حساسية مباشرة أو تحسس مزمن.
هذه بعض المضار المنظورة أما الأخطر فهو أمكانية حدوث طفرة وظهور جرثومة مقاومة لهذا المضاد الحيوي، وكذلك خروج جينات جرثومية جديدة تكتسب الصفة وتنتقل من كائن الى آخر. أي أن من يأخذ مضادا حيويا على مسئوليته وبدون حساب الجرعة والوقت والمرض فقد لا يؤذي نفسه فقط بل يؤذي المجتمع بأكمله.
وقد يصاب الانسان بالتهاب اللوزتين الحبيبي وهو التهاب سببه جرثومة وعلاجه حقن بنسلين لمدة أسبوع الى عشرة أيام اذا لم تكن هناك حساسية من البنسلين، اما اذا أخذ المريض أي مضاد حيوي فقد يزيل الحالة المرضية الظاهرة ولكن يؤدي ذلك الى حدوث روماتيزم في المفاصل أو التهاب الكلى أو التهاب صمامات القلب وهذا كثيرا ما يحدث في سن الأربعين وما فوق والسبب أن هذا المريض لم يعالج بشكل صحيح عندما كان بحاجة الى علاج.
ومن الأخطاء الشائعة أن المريض اذا تحسن يوقف العلاج وهذا خطأ فلابد من استكمال العلاج حتى نهايته أو حسب ارشادات الطبيب. أيضا عدم الالتزام بمواعيد اخذ المضاد الحيوي وهذا امر خطير فلابد من تعاطيه في المواعيد التي حددها الطبيب بالضبط لآن التأخير أوايقاف العلاج لمدة يوم يفسد تأثيره. كما أن البعض يقدم على تعاطي هذا المضاد دون استشارة طبيب معتمدا على أن حالته تشبه حالة صديقه أو قريبه وهذه كارثة فكل حالة تختلف عن الأخرى فالتفريق بين الأمراض شيء صعب ومن اختصاص الطبيب.
وفي كل عام تخرج علينا جراثيم جديدة وأخشى أن يأتي اليوم الذي قد نواجه فيه جراثيم ليس لها دواء، لذا فالمشكلة محلية وعالمية وعلينا جميعا الوقاية منها فالوقاية كما يقولون خير من العلاج.
حفظكم الله ،،،
د/ منال محمد السيد
المركز القومي للبحوث