أعلنت الإسكندرية حالة الاستنفار القصوى لمواجهة النوات الممطرة المتوقعة والتي تبدأ خلال الأسبوع الحالي بنوة المكنسة وتوابعها، في أول اختبار حقيقي لقدرة المدينة على مواجهة الأمطار وسرعة تصريفها ، دون تكرار كارثة غرق الشوارع التي حدثت العام الماضي.

وأكد اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية، أن جميع أجهزة المحافظة استعدت من خلال جهود مضنية تم بذلها خلال الأسابيع الماضية ، تضمنت تطهير وتنظيف شنايش تصريف الأمطار القائمة في أحياء الإسكندرية، حيث كانت غالبيتها مسدودة بتراكمات ترابية وأسمنتية نتيجة أعمال الرصف السابقة، وإنشاء 433 من شنايش التصريف في أماكن مختلفة من المدينة تعاني من نقص في نقاط التصريف، كما تم تزويد بعض المناطق المنخفضة ببدالات مثل منطقة أبو تلات وزاوية عبد القادر وبعض مناطق الكورنيش التي يتوقع حدوث تجمعات مياه بها.
وأعلنت المحافظة خطة لتمركز سيارات الطوارئ و معدات الصرف التابعة لشركة الصرف الصحي في المناطق الحيوية والحرجة بالمدينة ، والتأكد من تواجد العاملين عليها بشكل مستمر، مع ضرورة وضع مولدات كهرباء احتياطية في حالة انقطاع الكهرباء وخاصة في الأماكن الأكثر احتياجا وذلك حتى نهاية فصل الشتاء. وفي محور آخر قام فرحات بتفقد استعدادات محطة التنقية الشرقية للصرف وهي من أكبر المحطات على مستوي الإسكندرية؛ وتبلغ طاقتها الاستيعابية 800 ألف متر مكعب/ يوم، وتستقبل ما لا يقل عن ثلث تصرفات محافظة الإسكندرية وتخدم أحياء شرق المدينة ، كما تفقد فرحات سيارات الطوارئ والشفط الجاهزة لشركة الصرف ، والتي يبلغ عددها 60 سيارة خاصة بالشركة بالإضافة إلي 30 سيارة في الأحياء، بأجمالي عدد 90 سيارة مجهزة ومنتشرة ومتمركزة علي مستوي الأحياء للتدخل الفوري والسريع لحل أي مشكلة متعلقة بتراكم الامطار.
وكانت الإسكندرية قد شهدت مؤخرا زيارة تفقدية لد.محمد عبد العاطي وزير الريى والموارد المائية، حيث رافقه المحافظ في جولة تفقدية لمشروع مصرف تعمير الصحاري " مصرف العموم " ، بالكيلو ٤٠ طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي، للوقوف على آخر الأعمال الجاري الانتهاء منها بالمصرف، والتأكد من حالة تأهيل وتدعيم جسور المصرف ، ووصول المناسيب به للحسابات التصميمية لاستيعاب كميات أكبر من مياه الأمطار ، وتجنب خطر ارتفاع مناسيب المياه بها، وهو أحد المشروعات الهامة لاستخدام مياه الصرف الزراعي، وحماية الجسر المشترك بين مصرف تعمير الصحاري وترعة مريوط ، ويتكون من جزء خوازيق خرسانة مسلحة، وجزء مباني دبش؛ بالإضافة إلى"يو سكشن" خرسانة مسلحة، بتكلفة 17 مليون جنيه، وسيتم الانتهاء من كافة الأعمال به نهاية نوفمبر الحالي. وشملت الجولة تفقد محطتي الرفع التابعتين لمشروع مريوط لخدمة المزارع السمكية- الثروة السمكية- ، للوقوف علي مدى استعداد المحطتين وعمل الوحدات بها علي الوجه المطلوب، وتقوم المحطتان بالرفع من بحيرة وادي مريوط إلي مصرف غرب النوبارية ، وتحتوي كل محطة علي عدد 4 وحدات رفع ، سعة الوحدة الواحدة 1,25 م3/ ثانية. وأكد محافظ الثغر أنه أشرف على رفع كفاءة 20 محطة للرفع والمعالجة بشركة الصرف الصحي ، كما قامت الشركة بالتعاون مع المحافظة والأحياء بعمل نماذج محاكاة بالأنفاق المختلفة بالمدينة، وأماكن التجمعات المنتظرة للوقوف علي حالة التأهب. كما تم خلال الأيام القليلة الماضية خفض منسوب المياه في ترعة المحمودية والنزول بمنسوب المياه في بحيرة مريوط للمناسيب القياسية لاستيعاب مياه الأمطار المتوقعة، وتفقدت لجنة الطوارئ برئاسة د. سعاد لخولي نائب المحافظ  جميع المصارف، والتنسيق مع الشركات المجاورة لاستخدام معداتها في حالة الطوارئ ، كما تمت إزالة 15 خازوق بكوبري مصب المكس وتطهير المصب العمومي ومن المقرر تسليم كوبري الجزائر خلال أيام ،وتدعيم مصرف تعمير الصحاري و تدعيم جسر ترعة النوبارية لحماية كوبري النهضة من الغرق.
وكان المحافظ ترافقه المهندسة جيهان عبد المنعم من أمانة متابعة المشروعات القومية برئاسة مجلس الوزراء والوفد المرافق لها قد شهدوا تطبيق نموذج محاكاة مفاجئ لتجمعات مياه لعدد من اﻷنفاق الحيوية بالمحافظة، والتي حدثت بها مشاكل خلال أزمة الأمطار العام الماضي، وكذا تجريب واختبار عدد من الطلمبات بمحطات الرفع المختلفة علي مستوي اﻹسكندرية؛ من خلال ضخ كميات كبيرة من المياه للتأكد من كفاءة عملها علي الوجه المطلوب لمواجهة النوات الشديدة القادمة، والتأكد التام من استعدادات المحافظة وجاهزية كافة الأجهزة لسرعة التعامل الفوري واللحظي مع النوات الشديدة. .

أعدته للنشر / دالياعمر