يعاني الصيادون في مدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط من مشكلات عديدة، يأتي على رأسها ما وصفوه بتجاهل الدولة لمقترحاتهم حول تنمية صناعة السفن، وتحقيق مصادر دخل بالعملة الصعبة.
القرية التي تتميز بموقعهاعند انتهاء رحلة النيل إلى البحر المتوسط مقابل مدينة رأس البر، تضم أكبر أسطول صيد في مصر، وتعد المركز الأول لصناعة السفن على اختلاف أنواعها في الشرق الأوسط.
وقف التراخيص
وفى هذا الصدد قال محمود بيومي، أحد الصيادين، إن المدينة تضم أكثر من 3500 مركب صيد، مختلفة الأشكال والأنواع والأغراض، ومن الممكن أن يزيد العدد لولا معاناة الترخيصات للمراكب الجديدة.
وأوضح أن الترخيصات متوقفة منذ نحو 4 أعوام بسبب زيادة أعداد المراكب بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لافتا إلى أن عددًا من المستثمرين من خارج المحافظة يديرون مراكب الصيد في دمياط، في الوقت الذي وصل فيه سعر الرخصة الواحدة للمركب إلى أكثر من 150 ألف جنيه، وقد تصل في أحيان أخرى إلى 200 ألف جنيه.
وأضاف أن الدولة تتجاهل تطوير صناعة السفن في المحافظة، على الرغم من أنها تمتلك المقومات الصناعية والفنية وتضم أفضل عمالة مدربة على بناء وتطوير السفن.
وتابع: "المشكلة تتمثل في أن الصناعات الموجودة في المدينة والتي تخص السفن بدائية وحتى وإن حاول الصناع المهرة تطويرها تبقى قديمة إذا ما قورنت بالورش الموجودة في دول أخرى".
يستخدم العمال في بناء السفن أشجار التوت والكافور، بعد أن يجهزوها بواسطة الماكينات الموجودة في الورش التي تطل على نهر النيل مباشرة، وتمر السفينة بمراحل متعددة بداية من إنشاء الغرف والكبائن ونهاية بنزولها من على "الأزق" إلى الماء.
خطر الانقراض
وأضاف السيد الحلو أحد صناع السفن في مدينة عزبة البرج، إن الصناعة تفتقد إلى التطوير بسبب عدم وجود الرأس المال الكافي لذلك، لافتًا إلى أنها باتت مهددة بالانقراض لا سيما أن الدولة تتجاهل عمال التصنيع.
وأكد أن مطالب العمال بسيطة وتتمثل في وجود حماية من قبل قوات الشرطة في البحر لهم، حتى لا يتعرضون للسرقة أو القتل، فضلًا عن ضرورة التأمين عليهم، وتوفير العلاج.
وكشف عن أن الشركات الأوربية تستدعي عددًا من الخبراء والفنيين من العمال لبناء السفن في القارة العجوز، فيشعرون بالفارق الكبير في التعامل بين الحكومات والشركات والمؤسسات في أوربا، وبين الحكومة المصرية، مؤكدًا أن مدينة عزبة البرج تمتلك كل المقومات لتنافس أكبر ميناء في العالم، لكن لا أحد يساعد الصيادين.
معدات حديثة
وأشار مصطفى خليل صاحب ورشة إلى أن الصيادين يحتاجون إلى معدات حديثة، وأحواض رفع، ومساحة مجهزة لتصنيع وتطوير السفن، لافتًا إلى أن "الدولة قد تكسب ذهب" إذا ما أقدمت على تنفيذ ميناء صيد ومصنع لتعليب الأسماك وتصديره وورش لتنصيع وتطوير السفن"، مؤكدا أن المدينة ستجذب سفن الشرق الأوسط إليها، مما يعني دعم السياحة وتطويرها.
وطالب خليل، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بمحافظة دمياط عمومًا ومدينة عزبة البرج لأنها تضم "مناجم ذهب تتمثل في صناعة الأثاث والسفن، بالإضافة إلى صيد الأسماك إذا توفرت الإرادة السياسية والدعم الاقتصادي لذلك".