عشرات المراكب تتهادى فى المياه المحيطة بقرية "الحلوس" بالإسماعيلية، ترى داخل كل واحدة أسرة تتعاون من أكبرها لأصغرها لكسب قوتهم مما تجود به البحيرة عليهم، وجوههم الراضية تعكس سلامًا نفسيًا، يجعلك تندهش حين تكتشف قسوة الظروف التى يعيشونها، فبعد سنوات من الكد لتحقيق أكبر أحلامهم بتدبير 7 آلاف جنيه لشراء ترخيص الصيد من أحد الصيادين القدامى الذى قرر التخلى عن المهنة بحثا عن أخرى أوفر حظًا، يتمكنوا من الخروج بالمركب مع "طلعة النجمة" من شاطئ قريتهم الصغيرة، إلى بحيرة التمساح بحثا عن الشبار، والسهراية، والكابوريا، وغيرها من أنواع الأسماك.

أجبرت رقة الحال الآباء فى القرية على إخراج أبنائهم من التعليم، ليساعدونهم فى زيادة الدخل، مما جعل الحصول على الشهادة الإعدادية أعلى مراحل التعليم فى القرية، فالابن يحارب تيار المياه بمجدافى المركب، بينما يرمى الأب أو الأخ الأكبر الشبك ويفرده فى المياه وينتظر رزقه فى صبر، الذى يتراوح يوميًا ما بين 10 كيلو جرامات أو 15 كيلو جرامًا، وقد لا يصطاد أى سمكة.

أحلام كثيرة تراودهم بداية من السماح لهم بالصيد ليلا بدلاً من التصريح الذى كتب فيها "الصيد من الضوء للضوء، واللى بيصيد بالليل يتحاكم محاكمة عسكرية" كما يقول "إسماعيل على”نقيب صيادى القرية، فضلاً عن أن أيامهم فى البحر لا تتعدى اليومين أسبوعيًا، أو 12 يومًا فى الشهر، بسبب أيام حظر الصيد لتأمين قناة السويس؛ وصولاً إلى وجود رقابة على الصيادين، الذين يستخدم بعضهم شباكًا ضيقة يقضى بها على "الزريعة" (الأسماك الصغيرة) أو يكهرب المياه فيسبب مقتل مئات الأسماك.

ويوضح "إسماعيل" أن كل صياد يتخصص فى نوع معين من السمك، فكل سمكة لها "الماجة" أو مساحة فتحة الشبكة الخاصة بها، مضيفا أن صيدهم يقتصر فقط داخل بحيرة التمساح ولا يسمح لهم بالنزول إلى مياه قناة السويس بسبب مرور السفن الحربية.

على جانب آخر من القرية وفوق ربوة مرتفعة، تتناثر العديد من المراكب على الأرض، بعضها لم تمس الماء حتى الآن، والبقية نال منها الماء حتى أنهى أعمارها وتبحث لدى عم "رشاد محمد عيسى" أقدم صانع مراكب بالقرية عن قبلة الحياة.

عم رشاد الذى بدأ العمل بصناعة المراكب كهواية يقول: "كان بيجيلنا واحد يصلح مركب أبويا، وكنت بتفرج عليه، فعجبتنى الصنعة وبدأت أركز فيها، وبعدها جاءنا واحد ليصنع مركب لوالدى، ركزت معه وشفت المقاسات بتتعمل إزاى وكان عندى وقتها 17 سنة".

يبتسم متذكرًا أول مركب صنعها فى حياته والتى كانت "فتحة الخير" عليه، رغم أنه صنعها بمقاسات خاطئة مما أظهر بها عيب كبير فى الشكل، ولكنه أهداها إلى والده ليعمل بها، وكانت "وش السعد عليه".

المراكب الخشبية تصنع من خشب التوت أو السويد، حسب رغبة الزبون، ولها عدة مقاسات وأحجام، تستغرق صناعتها ثلاثة أيام من العمل المتواصل للمراكب الصغيرة، وتتراوح أسعارها ما بين 4 أو ستة ألاف إلا أن تدنى دخل أهالى القرية يجعل أغلبهم يلجأ إلى تصليح المركب دون صنع واحدة جديدة.


























المصدر: اليوم السابع http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1614176#.U05YsKiSz8Q
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2014 بواسطة PRelations

الإدارة العامة للعلاقات العامة إحدى الإدارات العامة التابعة للمدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

PRelations
تحت إشراف مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة (دكتوره/ أمانى إسماعيل) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

676,411