توصل ثلاثة علماء من المركز القومي للبحوث بالقاهرة لكشف جديد مستخلص من الطحالب لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي والأورام وهم د. عصام محمد حب الله ود. أبو الخير السيد ود. لمياء الحسيني، وقد قاموا بالعديد من الدراسات حول الفوائد الطبية والصحية للطحالب البحرية وخاصةً تأثير ما تحتويه من مواد كيميائية على جوانب من مراحل نشوء الأمراض أو تسارع وتيرة تداعياتها.
وأشار الدكتور عصام محمد إلى أنواع المواد الكيميائية الوجودة في الطحالب البحرية وهى "البولى سكرايد" و"الفيوكودان" و"الأوميجا3" تحتل اهتماماً خاصاً، وقد تمت عليهم العديد من الدراسات الطبية كمضادات للأورام.
وقد استخلص علماء مركز البحوث ثلاث مواد طبيعية في بعض الطحالب البكتيرية و المسماة بـ"السيانوبكتيريا" إثنان منهما لعلاج مرض الالتهاب الكبدي الوبائي الفيروسي ومرضى الحساسية الصدرية والمادة الثالثة تم إدخالها فى صناعة صابون شفاف علاجي مضاد لزيادة تلون الجلد، كما توصلوا لاستخلاص مادة جيل مضاد لزيادة تلون الجلد، مما يفيد في علاج الهالات السوداء في الوجه ومفتح للون البشرة.
وجاري الآن دراسة درجة السمية المزمنة لهذه المواد الفعالة والمواد المنتجة في جامعة الطب بفيينا بواسطة الدكتورة لمياء الحسيني.
كما قام علماء المركز بإنتاج أول وحدة طحالب في المنطقة العربية وعن هذه الوحدة، يوضح دكتور أبو الخير بدوي السيد رئيس وحدة بيوتكنولوجيا الطحالب بالمركز القومي للبحوث، أن الطحالب كنز كبير غير مستغل في مصر رغم وفرتها على سواحل مصر وفي المياه العذبة وتعدد استخداماتها في الطب والتغذية والتجميل ومخصبات زراعية وتتميز بقدرتها على النمو فى مدى بيئي واسع يتصاعد من المياه العذبة إلى المياه الراكدة والبرك إلى المياه المالحة وشديدة الملوحة.
ويختلف التركيب الكيميائي تبعاً لنوع الطحلب وبيئة النمو، حيث يصل البروتين في بعضها إلى 70% فى حين يصل الدهن فى البعض الأخر إلى 70% وعليه يختلف الغرض من كل طحلب تبعا لمكوناته حيث يرتبط إرتفاع السكر والدهن بإنتاج الطاقة والمواد الصيدلانية والغذائية الخاصة فى حين يرتبط الإرتفاع البروتينى بالإنتاج الزراعى والطبى والصيدلي بمعنى عدم وجود حدود فاصلة فى إستخدام الطحلب وهذا هو الهدف من مشروع الوحدة المقام حالياً بالمركز القومى للبحوث.
وأضاف أبو الخير أن أهداف المشروع هى خفض تكلفة الإنتاج من خلال تطوير وحدات الزراعة وخفض الطاقة المستخدمة والبعد عن إستخدام غاز ثانى أكسيد الكربون وإستخدام مياه الصرف الغذائي والزراعي واستخدام سلالات طحالب من البيئة بمواصفات خاصة بكل غرض وتعظيم الاستفادة من منتجات الطحلب الواحد.
وقد أنتجت وحدة الطحالب بالمركز القومى للبحوث مخصبات زراعية تنافس المستورد سواء فى السعر أو المردود الحقلى وقد تم تطبيقها فى العديد من المزارع المصرية ذات السمعة العالية وخاصة فى الزراعة العضوية.
وعن الجدوى الاقتصادية لمشروع وحدة الطحالب يشير أبو الخير إلى أن الوحدة أنتجت أسمدة متخصصة لكل زراعة توفر 25% من استخدام أسمدة العناصر الكبرى و75% من أسمدة العناصر الصغرى وتزيد من مقاومة النبات للأمراض وتمت زراعة القمح بالأراضي الرملية على مياه مالحة (5000 جزء فى المليون) بنجاح ومبيدات حيوية ضد النيماتودا ومسببات الأمراض الفطرية والبكتيرية بالتعاون مع قسم أمراض النبات ومستحضرات علاجية وتجميلية بالتعاون مع قسم الميكروبيولوجيا الزراعية.
كما تم إنتاج زيت الطحالب الغني بـ"أوميجا3-6" وإنتاج الكحول الحيوي وأسمدة الزراعة السمكية لمنع تغيير المياه طوال الموسم وخفض كمية العليقة الغذائية، كما تهدف الوحدة إلى تكنولوجيا خاصة لمعاجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي والغذائي إلى مستوى مياه الشرب بإستخدام مصادر الطاقة الطبيعية.