بمنحة إيطالية‏(83‏ مليون جنيه‏)‏ تدخل تقنية الاستزراع السمكي البحري في مصر نقلة إنتاجية للأنواع الفاخرة من أسماك القاروص والدنيس وموسي والجمبري التي تتراوح أسعارها بين‏58‏ و‏56‏ جنيها للكيلو برغم صعوبة الاستزراع البحري علي شواطئنا الممتدة نحو7.31 مليون فدان شمالا وشرقا والتي تتمثل في قوة الأمواج بهذه السواحل وبارتفاع تقنية الاقفاص المنتجة وبنوعية من الشباك الحاكمة للزريعة بها
وانها تجربة رائعة لهذا الاستزراع استخدمتها شركة خاصة بوادي النطرون بعد حفر بئر عميقة زادت فيها الملوحة علي42 ملليجراما في المتر فحولتها لمزرعة للسمك القاروص وأعطي أضعاف الإنتاجية الزراعية وبالمياه المعدلة من الزراعة أنتجت برسيم حجازي ربت عليه أغناما ومن روثها سمدت الأراضي لذرعها وبالتالي جودت المياه الأرض في أكثر من دورة
ولعله يتم تعميم هذه التجربة علي أبيار الري بصفة عامة لزيادة الإنتاجية السمكية وقد أسهم الاستزراع بالمياه العذبة من( البلطي السمكة الشعبية) والبوري بمصر لرفع إنتاجية مصر في01 سنوات من004 ألف طن إلي2.1 مليون طن أسهم المستزرع منها ب057 ألف طن من قيمة هذا الإنتاج واحتفظ بسعر البلطي ب21 جنيها للكيلو قابلتها زيادة في أسعار اللحوم لنفس الفترة من02 جنيها إلي05, وللدواجن إلي02 جنيها.
ولعل نجاح الاستزراع البحري وما يحققه من مكاسب عالية( للمنح) يحدث نقله تعمير علي هذه السواحل ويخفف من أعداد الأقفاص السمكية النيلية التي تسبب لبعض المدن مشكلات بيئية في محطات تحلية المياه حتي إن أهالي مدينة المحمودية ودمياط يؤكدون أنهم يشتمون رائحة السمك في كوب مياههم ولا يقوون علي منعها لما تحققه من مكاسب جمة لاقتصار هذا النشاط علي القطاع الخاص وباشراف من هيئة الثروة السمكية التي تمتلك4 مزارع تجريبية فقط وتسهم الأسماك بنحو63% من القيمة الكلية للإنتاج الحيواني في الفترة من7002 إلي1102 ويتمثل في صافي الدخل الحيواني44% لنفس الفترة
وباستثناء محميتين هما بحيرة ناصر وبحيرة البروديل للحفاظ علي منظومتها البيئية كوحدة إنتاج تصدير للأسماك عالية القيمة( قاروص وموسي ودنيس) للاتحاد الأوروبي فان فرص الاستزراع السمكي البحري سوف تمثل نقلة في اقامة مناطق استقرار وتعمير علي سواحل مصر الممتدة ل7.31 مليون فدان شمال وشرق البحر الأحمر, والمتوسط وقناة
السويس والبحيرات( المنزلة البرلس أدكو قارون الريان المرة والتمساح).
كما أن للاستزراع أيضا القدرة علي سد فجوة الاستيراد ما بين العرض والطلب في8 أشهر هي من ديسمبر حتي أغسطس التالي والتي تقل فيها نسبة الإنتاج ل05% من القيمة الكلية بينما ال05% الباقية تتركز في4 أشهر فقط من أغسطس حتي ديسمبر حيث يرتفع السعر في فترة هذه الفجوة.
وتشير دراسة إلي أن نصيب الفرد من الأسماك تزيد ل81ك للفرد مقابل2.7 ك قبل01 سنوات نتيجة الاستزراع, وان تاجر الجملة يحصل علي النصيب الأكبر من سعر الأسماك يليه تاجر التجزئة ثم المنتج.
ويمكن خفض الأسعار السوقية بانشاء جمعيات تعاونية سواء للمنتجين أو للمستهلكين لتوفير ما يحصل عليه الوسطاء وبالتالي ينخفض الثمن
سد الفجوة
يقول د.محمد فتحي رئيس مركز البحوث الزراعية وهيئة الثروة السمكية انه تم تقسيم المشروع المصري الإيطالي لأربعة أجزاء وهي التوجيه الإداري والتدريب والندوات بالإسكندرية ومحطة مراقبة الجودة لمنح تراخيص الإنتاج ومقرها هيئة الثروة السمكية بمدينة نصر.
أما الجزء الإنتاجي فهو بمرسي مطروح في حين يتم انشاء مفرخ سمكي لإنتاج21 مليون فرخ سمكي من القاروص والدنيس بالإضافة لثماني وحدات أقفاص بحرية لاستزراع(001 طن) أسماك بحرية دنيس وقاروص مطابقة لمعامل جودة التصدير للاتحاد الأوروبي وانشاء مخازن خاصة بالأعلاف والمعدات للمشروع.
ويضيف د.محمد فتحي ان سد فجوة اللحوم بالأسماك كبديل هي الحل لمواجهة ارتفاع الأسعار وقد احتفظت الأسماك الشعبية كالبلطي, والقراميط بنفس الثمن علي مدي01 سنوات بينما قفزت اللحوم والدواجن5 أضعاف أسعارها, كما أن معدل الاستزراع قد قفزت بمعدل الإنتاج(1,2 مليون طن من004 ألف طن خلال نفس الفترة, في المياه العذبة ب037 ألف طن من هذا الإنتاج حيث ينتج الفدان الواحد ما بين2,4 إلي5 أطنان. وفارق الإنتاج الكلي يقدر بنحو593 ألف طن يأتي من الصيد الحر بالنيل والبحر الأحمر والمتوسط والبحيرات الشمالية والبردويل والمنزلة وإدكو وقارون والسد العالي.
ويحدد رئيس الهيئة ان الامتداد الجغرافي للصيد لنا علي البحر الأحمر يعوق وبشدة نمو الشعب المرجانية حيث يصعب استعمال الشباك ويتم الاعتماد علي مجموعات من السنانير وبالتالي يقل الإنتاج.. وبالنسبة للبحر الأبيض المتوسط فإنه بالنسبة إلينا فقير حيث تطل عليه22 دولة ويأتينا من مدخل ضيق هو جبل طارق تيارات ضعيفة وبالتالي تقل فيه نسب الصيد مما يضطر الصيادين للتعمق نحو ليبيا حيث تتوافر كميات للصيد.
نقلة الاستزاع البحري
من هنا يأتي الاستزراع البحري كنقلة كبيرة في هذا الاتجاه يمكنها أن تزيد نسبة ال02% المستوردة من النوعية الجيدة لهذه الأسماك وبما تمثله من قيمة غذائية وأسعار أعلي بكثير من البلطي كما أنها تفتح باب التصدير أيضا وهو في غاية الأهمية.
ويؤكد أن للبردويل حساسية خاصة في الحفاظ علي المنظومة البيئية لها لإنتاج أفضل نوعين من الأسماك وهناك لجنة علمية مع بعض المعاهد المتخصصة في جامعة قناة
السويس وكلية الزراعة الفنية بالعريش تهدف للحفاظ علي هذه المنظومة وتوجيه الإنتاج ناحية التميز من أسماك( الدنيس والقاروص) المفضلة للمستورد الأوروبي والاقلال من الأنواع الأقل قيمة وهي الكابوريا والجمبري حيث إن إنتاجه فيه أقل من الجمبري السويسي وأسعارها أقل أيضا.
الاطماء وزيادة الملوحة
بالرغم من امتداد البردويل علي مساحة961 ألف فدان وبالرغم من تصاعد إنتاجها نوعيا فإنه لايزال قليلا بالنسبة للمساحة ويعد خفض نسبة الملوحة بالبحيرة أهم التحديات حيث ان للبحيرة3 بواغيز الأول بوغاز الزرانيق وهو فتحة محددة تفتح وتغلق بفعل حركة التيارات البحرية, وبوغاز رقم(1) وهي فتحة صناعية غرب البحيرة تتعرض للاطماء, زما بوغاز(2) تقع شمال شرقي البحيرة, ويتعرض أيضا للاطماء ما لم تتم الصيانة الدائمة وقد قامت هيئة الثروة السمكية بتوفير حفار من الهيئة يعمل علي رفع الاطماء من البوغاز(2) بصفة دورية
وقد قامت الهيئة بعمل رواق بالبحيرة علي مساحة003 ألف فدان بالجزء الشرقي للبحيرة تجري فيه أبحاث التنمية العلمية بمخزون البحيرة كما تم اقامة مفرخ بحري لإنتاج زريعة الدنيس والقاروص لتدعيم المخزون السمكي بها إضافة لوجود صالة وقاعة لارشاد المصدرين لتوعيتهم بالأسلوب الأمثل لقواعد تصدير الأسماك عموما ولأوروبا خصوصا.
جمعيات الصيادين
هناك6 جمعيات رئيسية هي:
العريش, السلام,6 أكتوبر, الساحل والبروديل وسيناء, وتشمل نحو0521 مركبا تمثل البداية النسبة الأكبر0411 مركبا ويعمل بها3 صيادين ليلا ثم مركب البوص وتمثل نحو52 وحدة يعمل بها4 صيادين وتعمل نهارا.
وتتعدد مشكلات الصيادين في
سيناء ما بين ارتفاع الجمارك المفروضة علي معدات الصيد والمطالبة بأهمية تخفيضها لتشجيع زيادة اعداد الصيادين وما بين الرغبة في الاستقرار وذويهم بالقرب من الرزق بتخصيص مساحة من أراضي ترعة السلام لمصلحة أبناء الصيادين وضرورة فتح نقاط وصروح للصيد علي الساحل وقت اغلاق البحيرة.
المطالبة الأهم
بينما تبقي مطالبة وزارة البيئة بسرعة التدخل للتنفيذ والاشراف علي محطة كهرباء بالوظة لتركيب شباك علي مداخل مياه التبريد لمنع شفط زريعة الأسماك وهذا يمثل أهمية قصوي في الحفاظ الاقتصادي والبيئي علي هذه الثروة.
وأعدت المحافظة مع الهيئة مشروعات مهيأة للاستزراع بمنطقة الزرانيق وحتي الكورال يتسني وعلي طول امتداد86 كيلو مترا ب
سيناء
وقد تبنت دراسة أعدها معهد بحوث الاقتصاد الزراعي برئاسة د.فوزي الشاذلي مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي المطالبة بزيادة القروض الموجهة للقطاع السمكي بما يحقق زيادة الإنتاج برفع كفأة القوارب التقليدية ومدها بالمعدات اللازمة حيث أنها الأكثر عددا ورفع كفاءتها بما يؤدي لزيادة الإنتاج.
كما أوصت بتطوير الرؤس الخرسانية للبحيرة وتوفير كراكات بقدرة0061 حصان تظل بالتبادل بين المواقع لاتمام عمليات التطهير ومنح قروض لعمليات التصنيع والتعليب للأسماك لتوفير منتج أفضل يسهم في تشغيل عدد أكبر من العمالة وبما يتوازي مع الاستفادة من انشاء ميناء
العريش البحري الذي تبلغ مساحته المائية04 فدانا وتبلغ طاقة رصيفه التجاري51 ألف طن واستخدامه كميناء تصدير للأسماك.
ويؤكد المهندس محمد العربي المنسق للمشروع الإيطالي أن المشروع يعتمد علي اقامة الأقفاص بالخلجان محمية اللاجون ومنطقة عجيبة وغرب وشرق السلوم بمطروح وأبورماد وحلايب وشلاتين بالبحر الأحمر.
تقنيات الاستزراع
تتعدد بين الأحواض الترابية ويمكن انشاؤها بسهولة وبمساحات شاسعة ويمكن انشاء قري كاملة لهذا الغرض ويمثل مشروع ساحل البرلس مطوبس الذي اقامته علي01 آلاف فدان بشمال المحافظة كفرالشيخ بتكلفة نحو002 مليون جنيه بما فيها انشاء ساتر ترابي للحماية بطول03 كم لحماية شمال المحافظة.
ويقول المهندس علاء عفت وكيل وزارة الثروة السمكية بالمحافظة ان المحافظة وضعت خطة لبيع هذه الأراضي بواقع4 أفدنة لكل شاب ب52 ألف جنيه للفدان بالتقسيط تقدم لها حتي الآن004 طلب وتم الانتهاء من المرحلة الأولي للمشروع بمساحة0581 فدانا ولكنه يحتاج لتمويل جديد لشق طرق وتزويد المنطقة بالمرافق والخدمات وانشاء قرية للصيادين قريبة من عملهم واقامة مفرخ لإنتاج زريعة بحرية فاخرة لأول مرة علي شاطيء البحر المتوسط وأن المشروع كما يحقق الوفرة السمكية فانه سيحقق عمرانا ايجابيا بشمال المحافظة.
النظام الثاني يعتمد علي تحديث الأحواض وامدادها بالمعدات اللازمة
والثالث هو المكثف ويعتمد علي الأحواض العائمة في المياه وتكون ابعاد الحوض ذات انتاجيات مرتفعة وجميع إمكاناتها متاحة و,يمكن أن تسهم في اعمار
سيناء بقدر كبير.
النظام الرابع والأحدث في التقنية هو الأقفاص العائمة
وكما يؤكد المهندس محمد العربي ان القطاع الخاص حقق طفرة اقتصادية في إنتاج أنواع متميزة من أعلاف السمك تصدر لدول الخليج والأردن وان أفضلها العلف الطافي الذي تلتقطه الأسماك من أعلي حيث يكشف للمزارع حالة المزرعة ولكن المزارع البحرية تحتاج لنسب أعلي من البروتين والدهون من أسماك المياه العذبة وهي تتوافر في مسحوق الأسماك وبسبب الارتفاع العالي للغذاء ارتفعت أيضا أعلاف الأسماك.
كما تم إنتاج أنواع من الأقفاص المحلية من مواسير الجي في سي المغطاة بالشباك المستوردة وتحقق مكاسب جيدة للصناعة.
وكما يؤكد العربي أن الاستثمار بصفة عامة وفي كل المجالات يحقق قيمة عالية ومن بعده شروط هي الاقامة والاستقامة والتفرغ للمتابعة الدائمة.

أعدته للنشر / داليا عمر

المصدر: الاهرام اليومى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 405 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2012 بواسطة PRelations

الإدارة العامة للعلاقات العامة إحدى الإدارات العامة التابعة للمدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

PRelations
تحت إشراف مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة (دكتوره/ أمانى إسماعيل) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

666,506