أرجعت منظمة الأغذية والزراعةالتابعة للامم المتحدة ''الفاو''، أسباب الهدر الغذائي وخسائر الإنتاج الزراعي بالشرق الاوسط إلى نقص مرافق التخزين ومحدودية مرافق التبريد.
وأشارت الفاو فى تقريرها التى تناقشه بالمؤتمرالاقليمى للشرق الاوسط الذى يعقد حاليا بروما، إلى أن هدر المواد الغذائية من الإنتاج الحيواني يتم خلال عمليات المعالجة والخزن والتجهيز والتعبئة والتوزيع والاستهلاك ويكون أعلى بكثير من الخسائر خلال مرحلة الإنتاج.
كما أشارت في التقرير الذي وزعه مكتبها بالقاهرة إلي أن الخسائر تتراوح بين 25 و50% في حالة الأسماك والأطعمة البحرية، لتشكل بذلك أعلى معدل للهدر والفاقد في حالة الغذاء المشتق من المصادر الحيوانية علما بأن أكثر من ثلثي الخسائر يقع خلال عمليات المعالجة والتغليف والتوزيع.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ''الفاو'' في تقريرها أن معظم المشكلات الخاصة بالهدر الغذائي تنجم عن العدد المحدود لمنافذ البيع بالجملة ولمرافق البيع بالمفرد ولأسواق ''السوبر ماركت'' للتوزيع المركزي، والتي عادة ما تتيح مرافق تخزين ملائمة لمناولة الموارد الغذائية ونقلها وتداولها.
وتغلب على أسواق البيع بالمفرد والتسويق بالجملة عبر الإقليم بصفة عامة مرافق صغيرة ومزدحمة وغير صحية مع عدم كفاية معدات التبريد.
ولفتت إلى أن من المعوقات الأخرى تبرز قلة الطرق المناسبة للشاحنات والعربات الكبيرة الحجم واللازمة للربط بين مناطق الإنتاج والموانئ أو مراكز المدن بالإضافة إلى نقص مصادر الطاقة الكهربائية وعدم كفاية البنى التحتية لإمدادات المياه
ويوضح التقرير أن من بين أسباب هدر المواد الغذائية تغير المناخ الذى يزيد من خسائر الإنتاج على صعيد بلدان الشرق الأوسط ويلقى بمزيد من الضغوط الملحة على موارده المحدودة ككل من الأراضي والمياه.
ويضيف التقرير أنه من المعتقد أن ارتفاع درجات الحرارة بما قد يصل إلى 4 درجات مئوية إضافية في الأجل غير البعيد وانخفاض هطول الأمطار بفعل التغير المناخي هي عوامل تهدد مباشرة استدامة النظم الزراعية وخاصة في حالة المراعى الطبيعية والغابات على امتداد الإقليم.
ويشير التقرير إلي أن الثروة الحيوانية تواجه تهديدات كبيرة بما تمثله بين 30 و50% من مجموع الناتج الزراعي في الإقليم بسبب شح المياه كما أن قطاع الثروة السمكية يواجه أخطارا موازية نظرا للارتفاع المتوقع في منسوب مياه البحار.