تقع بحيرة المنزلة فى الركن الشمالي الشرقي من دلتا النيل بمصر , ويحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق قناة السويس وهى تطل على خمس محافظات وهى الدقهلية والشرقية ودمياط وبورسعيد والاسماعيليه, أو للأمانة العلمية يمكن القول بأنها كانت تطل من قبل على محافظة الاسماعيليه أما اليوم فلا .

* وبالإطلاع على الخرائط الجيولوجية الحديثة ظهرت لنا مفاجأة مذهلة أن الخرائط الحديثة يختلف فيها شكل بحيرة المنزلة تماما عن تلك التى نعرفها فى خرائطنا المدرسية , وما زاد الطين بلة هو ما وضحه لي الدكتور/ اشرف حسين خطاب الباحث بالهيئة العامه للمساحة الجيولوجية والمتخصص فى علم الخرائط الرقمية الحديثه, فقد اخبرني أن الخرائط التى تدرس فى المدارس والجامعات يرجع البعض منها إلى عام 1936م وما تم تعديله منها لم يتحرى فيه الدقة . فقد لاحظت أن حجم البحيرة انكمش جدا جدا,فصارت وكأنها قناة متسعة , المهم عزيزي القارئ فقد أخذتني الحميه للجانب العلمي فعذراً, فكان يجب علىً أن أحدثك أولاً عن نشأة بحيرة المنزلة . يقول بعض المؤرخين القدامى مثل الرحالة العربي المقريزى والرحالة الفارسي ناصر خسرو أن بحيرة المنزلة لم تكن موجودة حتى القرن الثالث الميلادي , ولكن الأستاذ الدكتور عبد الجليل هويدى أستاذ جيولوجية مصر بكلية العلوم بجامعة الأزهر له رأى آخر . يقول الدكتور/ عبد الجليل هويدى أن بحيرة المنزلة من التكوينات الجيولوجية الحديثة , وهنا عندما يقول الجيولوجي كلمة حديثه لا يعنى بها سنوات قليلة , مئات السنين مثلا , ولكنه يقصد آلاف , المهم أن لا يزيد العمر أو لا يصل لمليون سنة , فبحيرة المنزلة بشكلها الحالي لا تعطى أكثر من ألفى عام وهذه فى عرف الجيولوجيين وعلماء البيئة تعتبر أعمار قليلة جدا . ثم اتجهت لسؤال الأستاذ الدكتور / جمال محمود سالوم أستاذ التكوينات الجيولوجية بكلية العلوم بجامعة الأزهر , وهنا يجيبني قائلا , تكونت بحيرة المنزلة على عدة مراحل , ولكن من الصعب أن نقول أنها لم تكن موجودة قبل القرن الثالث الميلادي , فقد كانت بحيرة المنزلة فى بادئ أمرها عبارة عن مجموعة متشابكة من الخلجان يصب فيها فرع من فروع النيل , وكانت تفصلها مجموعة من التلال عن البحر المتوسط , ولكن نظرا لظروف وعوامل جيولوجية وبيئية( مثل الزلازل ) أزيلت هذه الموانع ليطغى البحر عليها , ويؤدى ذلك إلى تغطية المناطق المنخفضة بالمياه , مما أدى إلى اتساع رقعتها بعد ذلك . وبالعودة فعلا إلى خرائط أعماق المياه فى الخرائط الرقمية الحديثه , وجدنا أن هناك مناطق ذات عمق كبير تكاد تعطى فى شكلها هيئة القنوات , ولعلها هى تلك الخلجان التى أشار إليها الدكتور/ جمال سالوم , أما المناطق الضحلة فهي المناطق التى لم تكن تغطيها المياه ولكنها غمرتها حديثا (وهذه المجارى العميقة يعرف مواضعها أصحاب المراكب واللنشات والصيادين ويطلقون عليها اسم القنال). وهذا الكلام لا يختلف كثيرا عما رواه المؤرخون فقد روى بعض المؤرخين أن بحيرة تنيس ( بحيرة المنزلة ) كان يسبق وجودها قناة بيلوز أو خليج بيلوز , ولكنها على اثر زلزال أصابها طغى عليها البحر . وقد كانت بحيرة المنزله معبرا تجاريا هاما من أهم معابر مصر فى جميع عصورها وحولها نشأت حضارة تنيس القديمة , وكانت مسرحا للعديد من الأحداث العسكرية الهامه سواء فى العصر الفرعوني أو الإسلامي أو الحديث. * أما فى يومنا هذا فالله اعلم إن كان هناك من حكم على بحيرة المنزلة بالإعدام أم ماذا ؟؟؟؟ فهناك اعتداءات متلاحقة تعرضت لها البحيرة فبعد ان كانت مساحتها 750 ألف فدان , أصبحت 120 ألف فقط بسبب عمليات التجفيف, وبعد أن كانت البحيرة بيئة خصبة لنحو عشرات الأنواع من الأسماك النيلية والبحرية ومأوي لمئات الآلاف من الطيور المهاجرة أصبحت مركزا طاردا لهذه الثروات التي كان يعمل علي استخراجها أكثر من‏150‏ ألف صياد يعولون أسرا كبيرة‏.‏ وكلنا نسأل ما الغرض من هذا التجفيف الغاشم ؟؟ وأجمع الخبراء والمسئولون والصيادون علي أن التجفيف تم لأغراض التوسعة العمرانية وشق الطرق والترع وبشكل رئيسي بسبب قيام هيئة التنمية العمرانية التابعة لوزارة الزراعة بتجفيف عشرات الآلاف من الأفدنة لصالح التوسع الزراعي‏,‏ وعلي حساب المصالح العليا لأسماك البحيرة وذلك بواقع‏30‏ ألف فدان بالدقهلية و‏87‏ ألف فدان بالشرقية لصالح مشروع سهل الحسينية و‏78‏ ألف فدان ببورسعيد لأغراض الطرق والتوسعات و‏4500‏ فدان بدمياط‏.‏