من الملاحظ أن أى الدولة لا يمكنها أن تعيش منعزلة عن غيرها من الدول. فمن المعلوم أن الثروات الطبيعية تختلف بإختلاف المناطق والمناخ والطبقات الأرضية وتختلف تباعا لذلك المحاصيل والمنتجات الزراعية، كما ان بعض الدولة تملك إمكانيات تكنولوجية وعلمية تمكنها من التخصص من إنتاج عدد من المنتجات التى يحتاجها البشر جميعا فى الكرة الأرضية مثل الأدوية، والمعدات الطبية، وغير ذلك من معدات صناعية او وسائل نقل متطورة . وقد أدى ذلك  إلى أنه أصبح من المستحيل أن تستغنى دولة ما عن الدول الآخرى، وأصبح من الضرورى أن تعتمد الدول فى تغطية بعض إحتياجات شعبها من سلع ومنتجات أساسية للحياه على علاقات التبادل الإقتصادى والثقافى مع غيرها من الدول.
     وبسبب هذه العلاقات نشأت بين الدول حالة تعاون وإعتماد كل منها على الأخرى فى سد حاجاتها الضرورية ، وهذه التبعية التبادلية لاتقتصر على المجالات الإقتصادية بل إمتدت إلى المجالات الفكرية والثقافية والإجتماعية، ولتنظيم هذه العلاقات كان من الضرورى وجود تنظيم دولى يهتم برعاية العلاقات بين الدول والتوفيق بين المصالح المتنافسة بينها.
      وعلى ذلك يمكن القول أن الغاية من وجود التنظيم الدولى العام هو تنظيم العلاقات بين الدول وتيسير سبل الحياة لأفراد الدول المختلفة وضمان رفاهيتهم وذلك بمعاونتهم على الحصول على إحتياجاتهم المادية أوالمعنوية من الشعوب الأخرى فى حالة عدم توافرها فى دولهم. والحصول على هذه الحاجات بشكل مستقر يتطلب إستمرار العلاقات بين الدول وإستقرارها وأن تقوم على الود وحسن التفاهم وعدم اللجوء إلى العنف لتحقيق المطالب . وإذا حدث خلاف بينها على أمر ما يتعين وجود القواعد المنظمة التى تضمن حسن التفاهم وإستخدام الوسائل الودية فى فض النزاع القائم.
  ويجدر الإشارة أن إقتناع المجتمع الدولى بضرورة وجود قواعد دولية تنظم العلاقات بين الشعوب ونبذ العنف والحروب وإستخدام الوسائل السلمية لحل الخلافات والنزاعات لم يتولد إلا بعد تطور تاريخى إمتد لسنوات طويلة وساهمت عوامل متعددة فى تكوينه. ورغم التطور الملحوظ للتنظيم الدولى إلا أنه مازال يحتاج إلى مزيد من التنظيم بالشكل الدى يجعل المجتمع الدولى قريب من المجتمعات الوطنية تحكمة عدد من السلطات القادرة على تنفيذ قواعدة القانونية بطريقة فعالة وتصبح عامة التطبيق وملزمة لكافة الدول.
 
ونظرا لأن التنظيم الدولى الحالى يقوم بعديد من الوظائف وإنشأت عديد من المنظمات والوكالات المتخصصة فى المجالات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية وتحول إلى تنظيم ضخم متعدد التقسيمات والفروع  فإنه من الأهمية للتعرف على دورها أن نتناول تفصيليا أهم المنظمات الدولية المتخصصة علاوة على المنظمة الأم وهى منظمة الأمم المتحدة. وعلى ذلك فقد رأينا إعداد عدد من المقالات حوله. 

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف، http://kenanaonline.com/users/drelsawa
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 185 مشاهدة
نشرت فى 7 إبريل 2016 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

743,123

ابحث