إن حرية التعبير أمر مهم، فالعقل  دون حرية التعبير هو عقل ملغى ومعطل، بل وبدونها يفقد الإنسان السعادة؛ حسث إن حرية التعبير متلازمة مع الذات الإنسانية؛ لذا يسعى كل الإنسان دوما إلى الإفصاح عن رأيه  للإثبات أنه  كائن عاقل يملك القدرة علي الفكر والمشاركة في تقديم الحلول لمشاكل مجتمعه، وتغمره السعادة إذا وجدت آراءه القبول والإعجاب من الغير. وتعد حرية التعبير من أهم حقوق الإنسان التي نصت علي المواثيق العالمية والإقليمية كما أكدت الدساتير علي إحترامه. ومهما كانت حرية الفكر و التعبير مقدسة، فلابد لها من ضوابط تنظم ممارستها, فحرية التعبير هذه حرية مسئولة، وسلاح ذو حدين،

فقد يؤدي اساءة ممارستها الي إثارة اللغط و الصراعات وكما انها قد تسبب  الإضرار بالغير و بالمصلحة العامة وبل والعبث بأمن المجتمع والسلم العام.

ويجب الإشارة أنه نتيجة  غياب الوعى بضوابط الحرية ، علاوه علي  ضعف الآليات القانونية التى تنظم ممارسة الحرية نجد أن هناك إنفلات واضح فى التعبير عن الرأي بل وفي اللغة المستخدمة في نقد الأفراد والسياسين زكثيرا ما يتم التعدي الشخصي علي القيادات والرموز السياسية والمساس بهم علي غير حق . وللأسف  ساعد علي ذلك إنتشار البرامج الحوارية غير الهادفة، وسعي بعض سائل الإعلام المستقلة لجمع  الآراء الشاذة بل والمتطرفة أحيانا رغبة منها في جذب مزيد من المشاهدين وبالتالي تحقيق بعض المكاسب المادية من الإعلانات التجارية ، علاوة علي إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي التي قد يسأء إستخدامها لتشهر ببعض الشخصيات العامة أو نشر معلومات كاذبة و قد تستخدام عبارات تخرج عن مقتضيات الأخلاق والأداب العامة.

وعلي حق يحذر الفيلسوف جون استيوارت ميل  محاولة البعض لفرض لآراءهم بالقول : أن الناس نزاعين إلى فرض آرائهم وميولهم على الغير ، مستخدمين في ذلك عناصر القوة، ولن يردعها سوى الضمير والقانون .

ورغم الإتفاق على أن هذه الحرية ليست مطلقة ولا بد من وجود ضوابط لممارستها إلآ أن  تحديد هذه الضوابط أمر مختلف عليه نتيجة الإختلاف بين الثقافات المجتمعية والظروف التى تمر بها كل مجتمع. وعلى اية حال يمكن القول أن هناك عدد من الضوابط المتفق عليها بين المفكرين والكتاب  تتلخص أهمها ما يلي:

-       عدم الخروج علي الأخلاق الأداب العامة المستقرة في المجتمع 

-      استهداف نشر معلومات غير حقيقية بقصد إشاعة الفوضي والتأثير علي الإستقرار الأمني او بغرض  هز الثقة في آداء الحكومة علي غير حق. 

-      تجنب السخرية والإستهزاء بالآخرين، والنقد الشخصي بأي أسلوب من أساليب التعبير والتعدي علي حقوق الآخرين أو سمعتهم.

-      تجنب النفاق في التعبير لكسب ود الآخرين وإستمالتهم، أو لنشر الفساد والفتن بين الناس

-      الموضوعية في التعبير و النقد وتجنب الإنفعال، والتوتر، والقلق والغضب (، والإبتعاد عن العدوانية، والهجوم  على الآخر بقصد فرض الرأى أو الذات

-      طرح التعصب للذات ، وإظهار الإستعداد النفسي والفكري لتقبل الرأي الأخر

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف، http://kenanaonline.com/drelsawaf
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 437 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2016 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

749,062

ابحث