أثار انتباهي ما أعلنته وزارة الداخلية عن القبض علي إحدي الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتحارية خلال الفترة المقبلة تستهدف بعض المنشآت الحيوية والمهمة الأجنبية، وأن هذه الخلية الإرهابية لها صلات بتنظيم القاعدة وان العناصر التي تم ضبطها تلقت تدريبات عسكرية في كل من إيران و باكستان ، وأنهم أيضا علي تواصل مع عناصر إسلامية متطرفة في الجزائر.

   ويلاحظ أن الإرهاب الجهادي أصبح ظاهرة عالمية ويشكل خطورة بالغة علي أمن الشعوب واستقرارها وبصفة خاصة عملياته الانتحارية التي وصفها "أولريش بيك" عالم الاجتماع الألماني في كتابه "مجتمع المخاطر العالمي " انها عمليات عابرة للقوميات لا تخضع لقواعد الحرب المعروفة عالميا وتؤدي الي انتزاع سلطة الدولة وتقويضها في نفس الوقت لأن وسائلها الحربية والعسكرية أصبحت عاجزة وغير صالحة . فهي تتم عشوائيًا وبلا هدف وبشكل لا يمكن تقديره فليس هناك حرب أو تهديد والضحايا سواء كانوا بالزي العسكري أو مدنيين عزل ، ليس لديهم إمكانية الدفاع المضاد ، فالإرهابيون لا يرغبون تحقيق النصر بل يريدون خلق الخوف وبث الرعب في نفوس الأبرياء من الناس.
  وأضاف ان العالم اصبح اليوم امام حقيقة مؤكدة هي عولمة توقع هجمات ارهابية ممكنة في أي مكان في العالم وفي أي وقت ، وتخطت بذلك كل ضمانات الأمن التي تعهدت بها الدول القومية.

  ومن الطبيعي امام هذه الظاهرة أن تولي الدول الصناعية الكبري علي رأسهم الولايات المتحدة اهتماما خاصا وتعد العدة لمواجهتها من خلال عدد من الخطوات المدروسة جيدا. فمن المعلوم ان هذه الدول اتبعت عدة بدائل ثبت عدم فعاليتها مثل:
- دعم قيادات العالم الاسلامي وتقوية شوكتهم للوقوف امام كل مظاهر التطرف الفكري حتي لو كان ذلك من خلال فتح المعتقلات واتخاذ إجراءات قمعية شديدة لا يراعي فيها احترام حقوق وكرامة الانسان.
-اللجوء لشن الحروب علي الدول المصدرة للإرهاب.
-محاولة نشر مبادئ الديمقراطية واحترام الآخر ومطالبة الحكام بمراعاة تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك للحد من اسباب اللجوء إلي الارهاب والعمليات الانتحارية منها الشعور بالظلم وعدم المساواة والبطالة والفقر.
  ورغم ان هذه البدائل حققت نوعا من الهدوء إلا انها لم تحقق الأمن العالمي بالقدر الكافي لذا فإنه من الطبيعي أن تلجأ الدول الكبري الي التفكير في بدائل جديدة التي في اعتقادي قد يكون أحدها هو العمل علي التخطيط لإحداث صراعات دينية تؤدي إلي التدمير الذاتي لكل التيارات المتطرفة. وعلي حق رأت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، أن المعركة المشتعلة بين القوي الدينية في مصر الجديدة حول من يمثل الإسلام، ومن يشكل مستقبل البلاد، يهدد الاستقرار العام لأكبر دول العالم العربي، لتصبح المشكلة أقوي وأشرس بكثير من تلك الأزمة المشتعلة بين القوي الدينية والليبرالية. ومن هنا يجب ان نكون أكثر يقظة ووعيا بما يحدث حولنا حتي لا ندمر انفسنا بأنفسنا .

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 421 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2013 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

818,313

ابحث