القيادة الإدارية  في الأزمة- أ.د/ أحمد السيد الدقن
  تختلف طبيعة موقف الأزمة وأبعاد هذا الموقف عن الموقف المعتاد الطبيعي للقيادة، ففي الأوقات العادية تتعدد أنماط القيادة بين التوجيهية والبيروقراطية والأتوقراطية والتشاركية والمساندة والموقفية، وغيرها من الأنماط المتعدة، وقد تنجح هذه الأنماط المتعددة كل في بيئته، حسب ظروف هذه البيئة وخصائصها، بينما في الظروف غير المعتادة وظروف الأزمة، تتفق البيئات المتنوعة في موقف متشابه الأبعاد إلى حد كبير، وتتراجع الأبعاد المختلفة لبيئات العمل في الظروف المعتادة، ومن ثم إذا كانت الأنماط القيادية متعددة يمكنها أن تنجح في الظروف المعتادة تبعا للبيئة، فإن في وقت الأزمة، يتطلب الأمر أنماطا معينة لكي تنجح في الأزمة، أبرزها ما يلي:

1- نمط القيادة الإدارية الموقفية المرنة التي تتغير تبعا لتغير موقف الأزمة، فلا يمكن للقيادة البيروقراطية أن تحقق نجاحا في ظل موقف أزمة متغير ويتطور تباعا.


2-نمط القيادة الإدارية المساندة المشاركة في التنفيذ وليست القيادة الإدارية التوجيهية؛ فلا يمكن للقيادة التوجيهية التي لا تساند ولا تشارك في التنفيذ أن تحقق النجاح المنشود في ظل ضغوط الأزمة.


3-نمط القيادة الإدارية الإبتكارية وليست القيادة النمطية؛ حيث إن الأزمة موقف غير عادي؛ وبالتالي يتطلب التجديد والإبتكار وليس النمطية والتقليدية.


4-نمط القيادة الإدارية المنفتحة وليست القيادة المنغلقة؛ حيث إن الأزمة وما يستتبعها من تطورات تتطلب قيادة منفتحة على كافة الإختيارات والبدائل وليست قيادة منغلقة على بدائل محددة.


5- نمط القيادة الإدارية التشاورية وليست القيادة الأتواقراطية المتفردة؛ فموقف الأزمة بما فيه من عناصر غير معتادة وتتطور باستمرار يتطلب القيادة التي تتخذ القرار بالتشاور مع المنفذين ولا تستأثر بقرار ما دون التشاور معهم.  


6-نمط القيادة الإدارية الاستثنائية وليست القيادة الإدارية التقليدية؛ فموقف الأزمة استثنائي وبالتالي يتطلب قيادة إدارية استثنائية يمكنها التعامل مع الظروف الاستثنائية للأزمة.


7- نمط القيادة الاستباقية  وليست القيادة برد الفعل؛ فموقف الأزمة يتطلب اتخاذ قرارات استباقية التي تتوقع ما سيحدث وتستعد له وتتخذ القرارات الاستباقية وليست قرارات رد الفعل التي  تنتظر ما يحدث ثم تتخذ قالقرارات كرد فعل عما يحدث.


   أخيرا فإن موقف الأزمة بما يحمله من عناصر غير معتادة وغير تقليدية وعناصر متطورة ومتشابكة وعناصر استثنائية:


  لا يتطلب قيادة إدارية بيروقراطية/ توجيهية/نمطية/منغلقة/أتواقراطية/تقليدية/رد الفعل.  


  بل  يتطلب  قيادة إدارية استثنائية/موقفية مرنة/ مساندة مشاركة في التنفيذ/منفتحة على كافة البدائل/ تشاورية في اتخاذ القرار/استثنائية للتعامل مع الظروف الاستثنائية للأزمة/ استباقية تتوقع ما سيحدث وتتخذ القرارات الاستباقية للاستعداد لما قد يحدث. 

 

المصدر: محاضرات أ.د/ أحمد السيد الدقن في القيادة الإدارية
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

عدد زيارات الموقع

743,187

ابحث