مقومات البناء التنظيمي الجيد
أ.د/ ماهر الصواف
البناء التنظيمي هو ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺟﻬﻮﺩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﺤﺪﺩﻩ ﺑﺄﻗﻞ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ وهناك عدد من العوامل والمقومات يجب توافرها لإعداد بناء تنظيمي ناجح وأهمها هي:
-التحديد الجيد للأهداف الرئيسة والفرعية فمن غير المنطقي بناء تنظيم دون تحديد الهدف المراد تحقيقه فلا شك ان وضوح الأهداف تساعد في تحديد الاحتياجات التنظيمية وفي إعداد البناء التنظيمي المناسب
-حصر المهام و الأنشطة اللازمة لتحقيق هذه الأهداف بأسلوب علمي مدروس وعادة بتطلب ذلك تشكيل فريق عمل من عدد من المتخصصين في مجالات عمل المنظمة
-تجميع الأنشطة والمهام في وحدات تنظيمية ( التصميم الجيد الوظائف) ، ويجب هنا مراعاة الإرتباط بين الأنشطة وتتابعها، أيضا توفير نوعا من الأثراء الوظيفي بحيث لا يصاب الموظف الشاغل للوظيفة بالملل ويكون حجم العامل والمسئوليات جذابا للموظف ، ومن الأهمية هنا مراعاة ان يكون حجم الأنشطة والمهام يتناسب مع ساعات العمل اليومية حتي نضمن ان وقت من يشغل الوظيفة مستغل بشكل فعال.
-إعداد توصيف جيد للكل وظيفة Job Description علي أن يراعا الوصف التفصيلي وتحديد المهام والوجبات و الاختصاصات و المسؤوليات لكل وظيفة، حتي نتجنب الازدواجية والتضارب في العمل ، كما يجب ان يتم التحديد الجيد للمتطلبات الواجب توافرها في من يشغل هذه الوظيفة من حيث التخصص والقدرات والمهارات.
-إعداد البناء التنظيمي وذلك بترتيب وتجميع الوظائف في شكل أقسام وإدارات إدارية بهدف تحديد نظام للمتابعة والرقابة ، مع تحديد العدد المناسب للمستويات التنظيمية والتي تتناسب مع طبيعة وخصائص الأنشطة والمهام ويتم إعداد خريطة تنظيمية يتحدد فيها العلاقات والإتصالات الرسمية مع مراعاة نطاق الإشراف المناسب وفقا لطبيعة العمل والأنشطة ويلاحظ انه يرفق بهذه الخريطة التنظيمية القواعد المنظمة لإجراءات العمل وسلطات كل مستوي إداري في مواجة المستوي الأدني ويجب هنا ان يراعا مبدأ ( تساوي السلطة مع المسئولية ).
وبشكل عام فإنه من الأهمية العمل علي توفير المقومات التالية:
-التماسك والتلاحم بين مكونات التنظيم مما يؤدي إلى زيادة قوة التنظيم في مواجهة التغيرات في البيئة المحيطة والتكيف معها وتحقيق الأهداف المحددة.
-توفير نظام للاتصالات جيد بحيث يسهل تدفق المعلومات والبيانات والأوامر والقرارات بين الوحدات التنظيمية.
-إعمال قاعدة: الشخص المناسب في المكان المناسب حتي يمكن الاستفادة الكاملة من التخصصات المختلفة.
-يراعي مبدأ: تساوي السلطة مع المسئولية من خلال تحدد السلطات والمسئوليات بشكل جيد ويوفر الموازنة بين السلطات والمسئوليات .
-توفير قدرا من اللامركزية في بناء التنظيم وتمكين الإدارات والأقسام المختلفة ومنحهم قدرا من الاستقلالية وحرية التصرف.
وهكذا فالتنظيم بعد أحدى العمليات الأساسية للإدارة إلا ان نجاحة في تنفيذ الأهداف المرسومة يستلزم إتباع الأسس العلمية عند إعداده ومراعاة القواعد السابقة ، ولاشك انه من الأهمية كذلك مراعاة التكامل بين التنظيم وباقي العمليات الإدارية الأخرى وهى التخطيط والتوجيه والرقابة.