بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أيــن الأيـــوبي يـا قدسـنا الشريف ؟؟

هانت قيمة الأنفس حين اتخذ قادة الأمة قبلةً تخالف قبلة السماء .. وقد ركعوا وسجدوا تحت أقدام الطغاة .. وأظهروا مدى الطاعات لأعداء الأمة بقدر يفوق كل التخيلات .. التزام بخنوع ورضوخ يسقط هامات العزة والكرامة .. وإفراط في طاعة عمياء بقدر يزل مقام الرجال .. وهي التزام كالخيط يطارد الإبرة حيث ترحل .. يدخل من حيث تدخل ويخرج من حيث تخرج .. قيادات للأمة آثرت أن تعبد آلهة الغرب والعصاة .. وهي قيادات تراقب مؤشرات الأوامر بالأنامل .. تركع بإشارات البنان وتهب بإشارات البنان .. والإغراءات التي تشجع القادة تكمن في أمة تطيع أولي الأمر بأمر السماء .. أمة لا تريد أن تعصي أمرا يوجب العذاب يوم العقاب .. والمحك يتمثل في دلائل القوم التي تقود الأمة .. تلك الدلائل التي تعودت أن تعصي مناهج العقيدة القويمة .. وتخالف تعاليم الشريعة الغراء .. دلائل تفرض الذات وتتحكم في المصائر بقوة الإرساء .. وهي دلائل مسئولة أمام الله لتقود الأمة إلى الفضائل التي ترضي الله .. ولكن آلت القيادات لغير أهلها .. حيث القيادات التي تمر بأهلها في غير مرضاة الله .. ويقال إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب .. وقد صدق القول حيث تمر الأمة اليوم بأحوال تماثل جيف الكلاب .. وهي الأمة التي تلزم تلك الحالة منذ سنوات قليلة .. وقد مرت بها الدلائل بجيف الخنازير والحمير والبغال .. كانت الزلزلة والمهانة الكبرى في ذلك اليوم .. حين وضع ذلك الحقير أطراف الحذاء فوق هامات الأمة الطاهرة الأبية .. ثم قال تلك المقولة التي تحدى بها العالم : ( القدس الشريف ) ملك لليهود دون سواهم .. قال ذلك القول جهارا وعيانا دون وجل أو خوف من أمة تملك الوزن وتعادل المليارات في تعدادها .. وقد أدرك ذلك الحقير أن الأمة لا تملك في يدها حالياً قيادات تملك العزة وترد بالقرارات الحازمة الرادعة .. كانت الأمة تتوقع ردود فعل شجاعة عنيفة شديدة الواقعة من قياداتها .. تعني القطيعة الكاملة والتحدي لكل من يتحدى الأمة ,, فإذا بذلك التسويف والمراوغة والمهادنة والإدانات التي تخفف الواقعة عن نفوس الأمة الساخطة .. حينها بكى البيت الحرام كما بكى القدس الشريف من هول القرار والفاجعة .. كما بكت الأمة الإسلامية من هوان الوزن ومن سقوط هيبة القادة .. في الوقت الذي فيه لم تبك قيادات الأمة حسرةً وغيرةً ونخوةً وشهامةً ورجولةً .. ولم تعلو خناجرهم سخطاً وغضباً يماثل الطوفان .. كما لم يجتهدوا في مواجهة التحدي بالقدر الذي يرضي الرحمن .. بل استكانوا وسكتوا .. ثم تحسسوا عروش الحكم بالأيدي ليتأكدوا لو أنها ما زالت ثابتة .. حالة من الوهن أجبرت الأمة أن تعيش في أتون المذلة والهوان .. ودفعت الأمة أن تبحث عن ذلك الأيوبي ليعيد أمجاد التاريخ .. وهو ذك البطل المغوار الذي تمكن ذات يوم من إخراس الطغاة .. وعيون الأمة تبحث في مشارق الأرض ومغاربها عن ذلك القائد الذي يملك نخوة صلاح الدين الأيوبي .. يناضل من أجل العقيدة والأمة .. فلا تجد من يوافي الشروط .. حيث ينعدم ذلك الشهم المغوار الذي ينبري ليرفع راية الإسلام عالية خفاقة .. وساحات الأمة الإسلامية تفتقد اليوم ذلك القائد المطلوب المتفقه في دينه .. والمتشبع بالعزة والكرامة .. ذلك الحريص المواكب لأحوال الأمة الإسلامية .. فهل يعيد التاريخ سيرة الماضي حيث أبطال الإسلام الذين كانوا يملكون المقدرة في طمس أعين أمثال ذلك الطاغي الباغي بالأصابع العشرة ؟.. وهي الأمة التي تبحث ليلا ونهاراً عن ذلك القائد الذي يشكل القدوة العليا في عزة النفس .. فلا تجد ذلك المرغوب في الساحات .. ولكن مع الأسف الشديد تتوفر حاليا في أرجاء الأرض تلك الشراذم التي تمثل التطرف والإرهاب .. تلك الفئات الفالتة المتطرفة التي تكفر المسلم قبل أن تكفر الكافر .. وهي تحسب أن الإسلام هو دين بطش وقتل وسفك للدماء .. تقتل الآخرين باسم الدين الحنيف .. جماعات موبوءة بالجهل والطيش ,, تشوه نهج العقيدة السمحة زاعمة الدفاع عن الإسلام .. وترى أن الدين الإسلامي هو ذلك الدين الذي بسلب حياة الآخرين دون ذنب يوجب .. ولو علموا فإن الدين يعطي مطلق الخيار والاختيار .. وهو دين إنصاف وعدل لا يفرض الاعتقاد قسرا وجبراً .. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. نهج يقول للكافرين لكم دينكم ولنا ديننا .. ولا يحق لأحد أن يفرض الدين بالقوة على الآخرين .. وكل واعظ ناصح يريد أن يخدم الإسلام عليه أن يبلغ الدعوة بالتي هي أحسن دون أن يفرض الدعوة بالقوة والسلاح .. ورب العرش الكريم حين أرسل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون أمرهما بأن يقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى .. ولم يطلب منهما أن يفجرا أنفسهما انتحارا بالحزام الناسف في حضرة فرعون وأتباعه .. وهؤلاء المتطرفون قد أوجدوا سمات غير مستساغة تلاحق الإنسان المسلم أينما يتواجد فوق وجه الأرض .. فالمسلم في عرف الآخرين قد أصبح اليوم ذلك الإرهابي القاتل السافك لدماء الأبرياء .. رغم أن تلك الصفات لا تتوفر في كل مسلم يحمل ذلك الاسم النبيل .. فهؤلاء الجهلاء قد شوهوا سماحة الإسلام برداءة الفهم والإدراك .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 213 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,845