جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
فلســــــفة إبليــــــــس ذلك اللعيـــــــن !!
يقول إبليس لجنوده أوجدوا اليابسة إذا كان البحر حائلاً .. ثم أمطوا اليابسة حتى تسع قدماً .. ثم أمطوا موضع القدم حتى يكون جبلاً .. ثم أمطوا موضع الجبل حتى يصبح مهلاً وجدلاً .. ثم أوجدوا الإغراءات منهجا متواصلاً .. ولا تجعلوا اليأس حائلاً يضعف عزائمكم .. وأنا أدرى منكم بابن آدم .. وقد راقبته يوما في الجنة ثم ما زلت أراقبه حتى قيام الساعة .. فأبن آدم هو ذلك المدعي الذي يدعي قوة العزيمة .. في حين أنه لا يملك تلك العزيمة بالقدر الذي يظن .. وهو ذلك الضعيف الذي ينهار حين تراوده الرغبة والشهوة .. ومن شيمة الإنسان أنه في البداية يرفض معترضاً قاطعا ليقول ( لا ) عند كل خطوة ومحاولة .. ثم يتراخى رويدا رويداً .. وتكرار تلك الكلمة ( لا ) لا يعني نهاية المطاف .. بل خطوة تعني ضرورة تجديد المحاولة تلو المحاولة دون كلل أو ملل .. ثم المداومة في المحاولة من كل الجهات .. يمينا وشمالا .. وطولا وعرضاً .. فإذا عاند ورفض فأغروه بمذاق الملذات .. وذلك بإيحاء الكثير أولا .. فإذا رفض فأغروه بإيحاء القليل ثانياً .. فإذا رفض فأغروه بمجرد المذاق .. فإذا أطاعكم وأذاق الطعم فأعلموا أنه قد وقع في الفخ .. وهو ابن آدم ذلك الكائن الذي يستر السوءة بحرص وعزم .. فإذا أحاط الجسم بالستر والعفة فأغروه بكشف الأظافر فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الأصابع فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الأعين فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الوجه فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الجيد فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الأكتاف فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الصدر والبطن فقط .. فإذا فعل ذلك فأغروه بكشف الساقين فقط .. فإذا فعل ذلك فأعلموا أنه قد وقع في الفخ .. وحينها سوف يكشف السوءة من تلقاء نفسه دون ذلك الجهد والطلب .
وما زال إبليس يتحايل ويوصي جنوده بالمكر والدهاء .. وما زال أبن آدم يجاري مخطط الشيطان رغم أنه يدعي غير ذلك .. كانت العصمة العليا هي السائدة في الماضي القريب .. فإذا بالتراخي في المواقف يجري بقدر منهار .. وتلك التنازلات لمشيئة الشيطان كانت في الماضي سمة تعني الإلحاد .. أما في عالم اليوم فقد تبدلت الأحوال وتلك التنازلات لمشيئة الشيطان أصبحت من عدة التقدم والتحضر .. وهي تلك الخطوات التي توافق مخططات إبليس اللعين كما ونوعاً .. في البداية قالوا نميل قليلا بالقدر الذي يرضي الأعداء .. ثم تراخوا قليلا ليقولوا : الدين سعة وللعلماء الأجلاء خلافات في بعض الأحكام والإفتاء .. فلما لا نأخذ الأيسر والأهون الذي يتنازل عن بعض أحكام السماء ؟؟ .. ثم توالت التنازلات تلو التنازلات .. وأخيراً قالوا لما لا نكتفي فقط بالكتاب ثم نتنازل عن بعض سنن الأنبياء .. ثم تراجعوا عن ذلك وقالوا لما لا نفرق بين الدين والحياة .. فنخصص ساحات ومناطق معينة لمناسك الدين .. وفي نفس الوقت نخصص ساحات ومناطق معينة لممارسة الأهواء !!.. والمراقب لمجريات الأمور يتأكد جلياً أن تلك الخطوات توافق مخططات إبليس اللعين وجنوده كما ونوعاً .. والمشهد السائد في عالم اليوم هو ذلك الانحصار لأرضيات الأتقياء والاتساع لأرضيات السفهاء .. ولسان حال المسلمين في أرجاء الأرض يقول عجبا من علمانية تكتسح الساحات يوما بعد يوم .. وعجباً من أديان سماوية تتراجع يوما بعد يوم بكيد أبناء المسلمين !!.. وقد تأتي على الناس أوقات فيها تنعدم مظاهر الإسلام في بلاد الإسلام .. ولن تكون فيها إلا تلك المسميات التي توحي بالماضي وتقول : ( كان هنا الإسلام في يوم من الأيام !! ) .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش