جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الطــــــواف حـــــول مــــدار الطـــــلاسم !!
قــــــــــــال :
هالني الأمر تحت قباب الصمت .. فانزويت متجانفاً مرتعباً .. وتلك علامات الإضمار تبديها السمات .. كنت أرجو تباشير السماحة في الملامح .. كما كنت أرجو مقولة عفا الله عما سلف .. ولكن تراءت بواعث العداء والمحن .. ولاحت في العيون معالم الخصام .. وقد تلاشت إشارات المودة والترحاب .. وتلك أنفس تواري المقاصد .. وهي تشتكي من علل التعرية والترسبات .. وما زالت تحمل الكثير وتنوء بالأثقال .. إرباك في المشهد وضبابية في المعالم .. تلك الأحوال التي فرضت مناسكا لا توافق الأهواء .. واللوحة المعروضة معكوسة ومعطوبة بالقدر الذي يجلب الدهشة والعجب .. والصراحة أصبحت معدومة في هذا الزمن .. وكادت مستحيلة .. تلك المعضلة التي أفقدت الجرأة في المواقف .. فالصديق يفقد الجرأة في إعلان الصداقة .. والخصم يفقد الجرأة في إعلان الخصومة .. وتلك شائبة تنم عن مفارقات مبهمة .. فاليد التي تتحسس الجراح قد تكون مشفقة .. وقد تكون قاصدة مؤذية .. ولكن دائماَ تتوفر تلك الفواصل التي تقي من سوء المقاصد .. ولو لا سياج الأمان لافترست السباع كل من يدنو من الأقفاص طامعاَ في المشهد .. وكذلك لو لا تلك الألياف من نواعم الخيوط التي تفصل البين لتصادمت ألواح الزجاج .. فتلك الموانع الوقائية تعد حكمة عميقة .. حيث القوي الذي يقي الضعيف من الأذى .. أو الضعيف الذي يقي الضعيف من التحطم والتهشم .. ولو كان الانفلات مباحاً في مسارات الحياة لكانت الطامة الكبرى .. فكم من راغب يرجو التخلص من أستار يمنع الإفصاح الصريح ثم يخشى الملامة .. وكم من مستور حال يجدد الأسوار دوما ومع ذلك يتوجس خيفة من الخيانة .. والإنسان هو ذلك الجدل من الطلاسم .. وهي طلاسم تعجز أهل الفراسة والمهارة .. والواهم من يتوهم المساواة في طبائع البشر .. فظواهر الإنسان قد تخالف البواطن .. وأغواره قد لا تجاري ملامح الوجه .. وسريرته قد لا توافق ما يقوله اللسان .. ورغم كل ذلك فإن الزمن يفرض مناسك المجاراة في كل الأحوال .. وتلك محنة الإنسانية منذ الأزل .. حيث المجاملة رغم الأنواء .. تلك الأنواء التي تعقبها السيول الهادرة وقد تفعل ما تشاء .. فإن أرادت أن تمتطي صهوة الفلاة كان لها ذلك .. وإن أرادت أن تمتطي صهوة الأغوار كان لها ذلك .. وإن أرادات أن تمتطي صهوة السهول كان لها ذلك .. وإن أرادت أن تمتطي صهوة الويل والثبور لكل من يعادي أو يوالي كان لها ذلك .. فهي تمثل القوة الضاربة الكاسحة التي لا تعرف الصديق أو العدو .. وتمثل منتهى الطغيان الذي لا يعرف الحدود .. وعندها تتجلى كوامن الطبائع في نفوس البشر .. كما تتجلى قوة المكابح في مواجهة النوازل .. فمسالم يتقي الشرور بالصبر والتحمل .. أو حريص يعمل بالحرص ثم يتمسك بالجدار ويقول يا ستار .. أو حكيم لا يبالي بالمجريات ثم يمتطي صهوة الرزانة والوقار .. أو غاضب يرفض الأحوال بالتمرد ثم يفكر في الانتحار .. وتلك الحواسيب للأعمار تعمل لدى البعض من منطلق اليأس والقنوط .. ذلك البعض الذي يتعجل الرحيل من هذه الدنيا متمنيا الخلاص .. وقد ضاقت عليه أروقة الدنيا رغم السعة .. وهو دوماً يحث الشمس أن تشرق فإذا أشرقت يحسها بالرحيل والغروب .. وكأنه يسارع شوكات الساعة باليد ليسرق الزمن .. ولو كان في مقدوره لأسقط الكثير والكثير من سنوات العمر .. ولكن تلك هي المشيئة القدرية التي تجعل الأعمار محسوبة بالقسط .. لا تنقص ولا تزداد بالأماني .. والكيس الفطن من يقف عميقا ويتمسك بالحقيقة التي تؤكد أن الذي أصاب ما كان ليخطأ .. وأن الذي أخطأ ما كان ليصيب .. فمتى يكون العقل يا أيها الإنسان ؟ .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش