<!--
<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنــات والآهــات الــتي تخــتـرق الحجـــب !!
هجرت المسافات حتى أبتعد عن أنهر الشقاء .. وامتطيت متون الصحراء لعلي أتجاوز محاور البكاء .. ولكن ما زالت تطاردني دموع المحاجر والأحزان .. وما زال يطاردني الظمأ والرمضاء في عمق الوجدان .. وتلك أنات الباكين من حولي تشتكي من كثرة الحرمان .. فكم ترهقني الأوجاع رغم أني أطرق دوماَ أبواب النسيان .. دمعة في خدود طفلة تكتم أنفاسي وتخنق البهجة بالكتمان .. وأنة في جوف ليل تؤرقني وتطرد الكرى من الأجفان .. وذاك نحيب طفل فاقد الأبوين ينادي أنـا الجوعان .. فأقول في نفسي يا ليتني كنت صخرة لا تحس بلسعة الأشواك والأغصان .. ويا ليتني كنت بعيداَ بعد السماء عن نوازل الأذى والفقدان .. ليتني كنت أصماَ لا أسمع الأنات لخلل في الآذان .. فتلك الأهوال تعصر قلبي بهموم كجبال البركان .. وتلك الأغلال تدمي معاصمي بسياط من حبائل الكتان .. والآهات تجتاح نفسي كلما يبرق برق يحمل الأذى بشدة اللمعان .. لا هارب ينجو من سطوة الغاصب ولا صابر يحصنه الصبر من لوعة الأحزان .. فيا ويح قلبي من نوازل تمطر الشرر في السهول والوديان .. وقد تعاظمت جحافل الويل بسواد كالح كأجنحة الغربان .. وتلك أسقام البلاء قد أصابت الأمة دون ترياق يبشر برحمة الرحمن .. وأنفس الناس تغلي حزنا كلما يضحك الضاحك بالزور والبهتان .. ومعاقل الإخاء قد طمرت لشائبة في الضمائر والوجدان .. وكفوف العدالة قد تخلت عن شرعة القسط والميزان .. وقد تعطرت حياة الناس بظلام يلاحق حتى مشارف القبر والأكفان .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش