<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنفــس حيــن تفتقـد الوقـــار والاتــزان !!
إلى متى تلك المجاديف تصارع تيارات الهـوى ؟؟ .. ومتى تحين سماحة الركوع والخضوع والخنوع ؟؟ .. ورب مهر هو ذلك المشاغب الذي يتعافي عندما تبلغ الأحوال مشارف العقل والاتزان .. فيقال : يافع متمرد قد أصبح طائعا منقاداَ في نهاية المشوار .. وتلك الأيام من سماتها أنها تتكفل بالصقل والتأديب والترويض والتهذيب ,, ويدوم المنوال حتى يفارق المتعاند صفة العناد والاستهتار .. فكم من ناطح يناطح الصخور ثم يقف عاجزا في نهاية المطاف !.. وكم من طائر يتعالى نحو آفاق السماء تيها ودلالاَ ثم يتهاوى خائباَ نحو الثرى عندما تخذله الأهواء والكبرياء .. فتلك سنن الحياة في الأرض حيث الانقياد والانصياع الذي يعقب الأهواء والتمرد والانفلات .. وقد يركض الراكضون بالقدر المتاح الذي تشتكي منه الأقدام من كثرة اللهث في المشوار .. وقد يتبجح المتبجحون .. وقد ينبح النابحون في أروقة الحياة حتى تطالهم جولات الصمت والسكينة والوقار .. وتلك العقول النيرة لدى الناس تراقب هفوات الانفلات في البشر ثم تدرك جيدا أنها إلى الزوال .. فلا تدوم رقصة الراقصين إلى الأبد ولا تدوم هيمنة الصغار .. فيا أيها الراقص في حلبات الأهواء توقف عن رقصة الخيلاء كالطاووس .. فالمصير محتوم في نهاية المشوار .. وهو ذلك الخضوع رغم فداحة الإصرار .. توقف قليلا وخذ أنفاسك ثم التمس زينة التواضع فيا لها من زينة تشرف المقدار ! .. متمرد جانح مشوب بالغرور خير أم ذلك المتواضع الذي يملك الوزن والمعيار ؟؟.. وبنان الناس كالعادة تشير بالمرصاد وتقول : ذاك متكبر جبار وذاك متواضع بغير إشهار .. وتمضي الأيام والسنوات وفينا من ينافق بالرياء ويتظاهر بالإكثار .. فيا أيها العاقل الحكيم لا تمدح الذات فتلك صفة من صفات الأشرار .. وعندها قد يستمع السامعون إليك ولكن في أعماقهم تلك الظنون التي تجردك من الاعتبار .. وفي العلياء بدر يتوسط كبد السماء ثم ينير الكون بضياء الأنوار .. ولكنه لا يتعالى ولا يتفاخر بالرقص والاستهتار .. فذلك التواضع وذلك الوقار يجعله قمراَ من الأقمار .. ولو تفاخر تيها ودلالاَ لفقد المحبة في أفئدة الناس ولكان مذموما بالليل والنهار .. فيا أيها السابح في بحار التيه والضلال توقف قليلاَ فأنت تفقد مقدارك بكثرة الإشهار .. ودع عنك تلك المجاديف التي تناكف الأمواج في بحار الأهواء والأسرار .. فأنت مهما تطول بك الأحلام لن تبلغ بر الأمان ولن تنتهي بك مشقة الأسفار .. وقد سبقك السابقون من أهل التكبر والتجبر ثم فارقوا الدنيا وهم في قمة الاحتقار .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش