بسم الله الرحمن الرحيم
الصفـــوة الخيـــرة َ!
هي الصفوة الخيرة المختارة فوق هذه المعمورة .. صفوة نقيـة .. عالية المقام تمثل النخاع المفضل في جسد الإنسانية .. أقوام من البشر ترضخ في نعيم الهداية والرحمة .. هم أتباع الرسل والأنبياء .. صفوة تشكل القدوة الطاهرة التي تبحر في سماكة الحفظ الرباني المتين .. وتحتمي بسياج الأفضلية بين مخلوقات الله تعالى .. صفوة من خلائق الله استحقت الوقاية والرعاية من فوق السموات السبع والعرش العظيم .. وتلك هداية من خالق يهدي من يشاء من عباده ويضل من يشاء .. مشيئة ربانية تميز الإنس والجن المكلفان بالعبادة والطاعة .. وحيث البلاء والابتلاء ثم الجزاء بالثواب أو العقاب .. فنجد دائما فوق وجه الأرض تلك الفئة المؤمنة الصادقة التي تجاري الصراط المستقيم .. لا توهنها مكائد الكائدين .. ولا تقل عزيمتها بأحقاد الحاقدين .. أمم وأقوام أكرمها الله بخاصية العباد المكرمين .. أمم مسلمة لا تعرف التراجع أو التخاذل عند الشدائد أو المحـن .. ولا تتبدل بتعرية الأزمان أو بتبدل الأحوال .. ولا تنهار عزيمتها بمكيدة الماكرين وبكيد الكائدين .. ولا تضعف شكيمتها بأهواء الضالين .. ولا ترتبك أبدا بمفاسد ومكائد المفسدين .. ولا تضرها أبدا اجتهادات ومؤامرات الملحدين والكفرة والمشركين .. وقد مرت على الأمة الإسلامية جولات وصولات للعلمانيين الذين أرادوا النيل من الإسلام والمسلمين .. وقد أحاطوا العقيدة بسياج من اجتهادات الضلال والفسوق والإلحاد .. ثم خابت مسعاهم ومؤامراتهم في كل الجولات التي خاضوها حتى يئسوا من النيل من تلك القلوب المؤمنة الطاهرة .. وتلك مقدرة الله سبحانه وتعالى حيث تتجلى عند المكائد والمؤامرات .. وحيث التوفيق بالثبات على الحق وعلى الإيمان .. وعندها تتحطم المكائد والمؤامرات فوق صخور الهداية الربانية الصلدة المتينة .. ( يكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين ) .. سجال بين الحق والباطل سائد بين البشرية منذ تبليغ الرسالات السماوية وحتى قيام الساعة .
وذلك الحرص الشديد يتجلى دائما في سلوك الصفوة الخيرة المختارة .. حيث التمسك بعزم وحزم بنهج الأنبياء والرسل دون زيادات أو نقصان .. وتلك هي خطوات العقيدة السليمة .. دون ذلك الغلو والمبالغة في العبادات والمعتقدات .. ودون ذلك الإسراف بالقدر الذي يخالف نهج الرسل عليهم السلام .. كما أن تلك الصفوة الخيرة لا تتخطى سياج الباطل باتخاذ البدع والضلال منهجا في الذكر والعبادات والاعتقادات .. فهي صفوة حريصة للغاية .. لا تخطوا خطوة إلا بعد الوثوق الشديد على صحة الخطوة بالكتاب والسنة .. وعندها نجد أن تلك الصفوة تتهم وتوصف بالتطرف .. كما توصف بأنها فئة متشددة في إتباع مناهج العقيدة والعبادات .. وتتهم كذلك بأنها تمارس نوعا من التعصب الذي يفرق الإجماع الإسلامي .. وهؤلاء النقاد الجهلاء نجدهم يحرصون على إجماع في تحقيق الباطل دون الحق .. وذلك هو الضلال المبين .. ويرون الصواب في إجماع زائف ملفق من منطلقات البدع والضلال .. فلا خير في وفاق قاعدته الضلال والبدع والغلو .. ولا خير في خطوات تخالف خطوات الرسل عليهم السلام .. ولا خير في منهجية أساسها الاجتهاد التعصبي النابع من أحضان النزوات والابتكارات البشرية الضلالية .. وهنا يتجلى مقدار العظمة في تلك الفئة الخيرة عندما تفحص وتنقب بحرص شديد .. ضاربة بذلك ألوان البدع والضلال بعرض الحائط .. ورافضة بذلك كل منهج يخالف نهج الرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم .. فالشرائع السماوية مقيدة بشروط القبول دون تعديلات أو تخمينات أو زيادات أو نقصان أو اجتهادات تخالف الثوابت المنزلة .. وهي ثوابت تؤكدها الكتب السماوية .. كما يؤكدها الرسل بالتوضيح والتفسير .. وليست منهجية مفتوحة المصارع لكل من هب ودب من المجتهدين .. ولا تقبل التعديل والتبديل حسب الأمزجة .. ومن غرائب الاجتهادات في هذه الأيام هنالك من ينادي بتحسين وتبديل العبادات والأحكام الشرعية بالقدر الذي يواكب العصر الحديث .. وكأن ذلك المنادى هو أدرى بأمور البشر من رب العالمين !! .. وذلك يعد تطاولاَ يتعدى حدود الأدب مع الله سبحانه وتعالى .. كما يعد تطاولا يتعدى حجم ذلك الكائن الطفيلي الهزيل .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش