<!--
<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم
الذكريــات الممنوعــة !!
ليلة تمتاز بالظلام .. وقلب سجين يشتكي العزلة بين سياج الأضلاع .. وهموم تتخفى تحت دثار الحياء والانكسار .. واكتواء صامت يحرق الوجدان بلهيب الأسرار .. وتلك شكيمة الويلات تلو الويلات .. حيث ناقوس الذكريات الذي يدق ويلح في العمق بإصرار .. يقول كلاماً عجباَ يبيح عصمة الحل بأهل الجوار .. حل لا يليق بأهل الأدب والوقار .. وتلك مدافن الذكريات ممنوعة ولا يزاح عنها الستار .. فإذا بالطيف يتحدى ويأبى أن يكون في عالم الإنكار .. يتجلى شاهرا بالمحاسن على مدى الخيال والأمتار .. فهي تلك البهية التي تقف حائرة خلف حواجز من الأستار .. تتحدى الأعراف ولا تبالي بمكائد الشطار .. وببنانها تشير إلى سابق عهـود كانت في ماضي الأوان .. وتتحدث عن لحظة كانت ذات ليلة بين حياض الأزهار .. ليلة ممطرة فيها تجلت روعة اللقاء والإبهار .. هي لحظة لا تنسى أبداَ وكم مثلها من اللحظات في صفحة الأسرار .. ولكن الويل ثم الويل لمن تسول له النفس بالإفشاء والإشهار .. فتلك خطوة محظورة تنذر بألوان الوبال والأخطار .. وعندها تتخاذل الخاطرة وتكتفي بدموع تنهمر بالمدرار .. والنفس تتوق لهرولة نحو آفاق القفار .. فإذا بالطيف يعاود الكرة ويتحدى نسيان الماضي بإصرار .. ثم يطل فجأة في الخيال بروعة المزاهر والنضار .. وتلك المحاسن هبة غير زائفة وغير مجلوبة بكيد التجار .. إنما هي معالم مبدع أجاد الخلق بدقة محسوبة بمقدار .. وهنا الذكريات تأبى أن تغادر الأذهان والأفكار .. لتعيد أياما قـد خلت وأصبحت أحداثها في كنف الأسرار .. وتلك أعين الرقباء تترصد الأحوال بالمرصاد لتمنع تطفل الدخلاء والأشرار .. ولكن القلب لا يلام عندما أخطأ الطريق ثم طمع في قطف أعالي الثمار .. وكذا البريئة لا تلام وقد أرادت أن تكون في رفقة الضعفاء والصغار .. براءة يفرضها واقع الطيبة في قلبها حيث التمرد من جور الكبار .. ثم للأقدار حكم في تلك المجريات التي تحدد معالم المشوار .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش