بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اشراقات الخواطــر  !!

عجيبة تلك الدواخل .. فهي ميالة للإنفراد والخصوصية .. والنفس ترى الأسرار مقدسة بقدر يرفض الآخرين .. وكل إنسان يملك ساحته الخاصة في عمق الوجدان .. ينفرد فيها ويعيش في أروقتها .. ومهما تكون قوة الشكيمة أو ضحالتها فهي تلك السريرة .. التي تزين للصاحب جدلاَ من الأفكار قد تكون صائبة وقد تكون خائبة .. وتلك إرهاصات تحدد ميول الإنسان الفطري فيما يحب وفيما يكره .. والمرء بذكاء مبطن يخفي خصوصية النفس .. ولا يريد من الآخرين أن يتدخلوا في ساحة معتقداته الذاتية .. وهو يخشى من ذلك التدخل أن يكون سبباَ في كشف معدلات الذوق في قياساته .. فالآخرون قد يرون عيبا أو شائبة في صورة هو يراها جميلة .. كما أن الآخرين قد يمجدون لوحة هو يراها غير تلك البهية المطلوبة .. فإذن كل إنسان يحكم على الأشياء من منطلقات المزاج الذي يوافق السريرة ..  وتلك السمة الخاصة بكل إنسان هي التي تفرق بين طبائع البشر .. والناس تتباين في أمزجتها وخياراتها .. فقد يرى أحدهم جمالا وإبداعاَُ في لوحة أو في خاطرة بينما قد لا يكون الأمر كذلك في تقدير الآخرين .. والعكس كذلك هو الصحيح .. حيث يرى المرء عيوبا وشوائب في زينة أو خاطرة يتغنى بها الآخرون ! .. والإنسان عادة ينمي أسلحة الخواطر من منطلقات التلقي والاجتهاد .. وعندها تكمن الخطورة في جودة أو عدم جودة ذلك التلقي وذلك الاجتهاد .. وعليه كان الإلزام بضرورة الاستعانة بأهل الشأن في المهارات والقياسات .. وعالم الإنسان الخاص عادة يحاط بأسوار من التحفظات والموانع التي تمنع الجرأة .. وهناك من يمتلك الكثير والكثير من آفاق الخواطر والإبداع كما يمتلك المقدرات الخلاقة .. ولكنه في نفس الوقت ذلك الخجول الذي يتوارى خلف أغطية التردد  والخوف .. ومثل ذلك إنسان يقتل الإبداعات في أرحامها قبل أن ترى النور .. والعزاء الوحيد في ذلك أن الساحات تعج بصنوف البشر التي تختلف في طبائعها .. والأم حواء تجود من أرحامها بألوان البشر .. وتلك طبائع الناس تختلف عن بعضها كاختلاف أنامل الكف طولاً وسمةً .. فهنالك في الأرض خلائق مؤهلة تملك المواهب ثم تعطي فيضا دون منن أو أذى .. وهنالك في الأرض خلائق موهوبة ومميزة ولكنها تتوارى خلف سياج الحياء والاستحياء .. كما أن هنالك في الأرض خلائق لا تملك المواهب ولكنها تملك تلك الشجاعة لتقدم للناس ذلك النوع من غث الخواطر .. فهي عادة تصر على العطاء رغم أن في عطاءها الكثير من الأذى ! . 
          ونجد كلمـة ( الخاطرة )  اسم كالشن يوافق الطبق بالتمام والكمال .. والخاطرة تعني ثمرة لمجتهد خطرت له خاطرة فيأخذها في الحسبان .. فهو مجتهد يرى الصواب في نزعة ثم يلتمس الاستحسان من الآخرين .. وبذلك يقترب في تحقيق أحلامه التي تراوغ الوجدان .. فإن نال ذلك الاستحسان فقد نال المراد .. وإن لم يجد ذلك الاستحسان فله اجر الاجتهاد .. والخواطر شمل يجمع الإبداع في مجالات شتى .. حيث عالم الآداب والحروف والكلمات والفنون واللوحات والرسوم وشتى مجالات الابتكار .. وكل رائعة من الروائع التي تطرب الوجدان لا بد أن تنطلق من ثمـرة ( خاطرة ) تطرأ في سريرة إنسان .. وبعد ذلك قد تنال الاستحسان لدى أمزجة الآخرين .. وهي تلك الخواطر والإبداعات التي تتجدد عبقاَ كلما يتناولها الإنسان .. دوامة من النفحات التي لا تفقد المفعول بكثرة المذاق .. كما أنها لا تعرف الحدود والنهايات .. ولا يحدها سقف من السقوفات .. فمتى ما تواجد إنسان يقدس السريرة وينمي المواهب فهو ذلك المبدع الذي يمثل الواحة في صحاري الحياة .

ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 371 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2016 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,978