بسم الله الرحمن الرحيم
الإرهــاب ابتكــار الأعــداء ؟؟
أعداء الإسلام يرون الاستقرار والهدوء في بلاد المسلمين أشد الأسلحة فتكاَ ونكالاَ عليهم .. وفي مرحلة عندما تقاربت الشعوب الإسلامية لبعضها البعض قليلاَ وأظهرت اليسير من علامات الوفاق والاتفاق في المحافل والمواقف ( رغم قلة ذلك الوفاق والاتفاق في معظم الأحيان ) جن جنون الأعداء .. فأرادوها فتنة كبرى ليس مثلها فتنة .. وأشعلوها حروبا ضروسة في معظم بلاد الإسلام والمسلمين .. ونشاهد اليوم تلك الزلزلة العنيفة التي تهز الأركان وتلاحق البلاد العربية والإسلامية هنا وهنالك .. ثم تلك الحمم من الفتن التي تحرق اليابس والأخضر تحت مبررات غريبة وعجيبة .. منها تلك النزعات العقائدية والطائفية والعنصرية المتطرفة .. ومنها تلك النعرات القبلية والعشائرية .. ومنها تلك المنسوبة لخانات الإرهاب الدولية جدلا مبطنا .. خيارات صالحة وخيارات طالحة ( القاعدة / طالبان / بوكو حرام / داعش / الحوثيون / وأخرى من المسميات التي تجتاح الساحات اليوم ) .. والمتمعن الحذق يجد خلطاَ في الأوراق بطريقة عجيبة للغاية .. ويجد أن الأمور تجري بأبعاد مخططة مسبقاَ .. وهي خطيرة وخبيثة للغاية .. حيث الحروب تحت شعار ( مواجهة الإرهاب ) .. ولا يتجرد العنوان عند الحد المطلق .. ولكن بطريقة ماكرة متعمدة وصريحة يختصرون الشعار ليكون : ( الحروب ضد الإرهاب الإسلامي ) .. وهنا يتجلى مقدار الخبث عندما يتجاهلون الجماعات الإرهابية الأخرى في العالم غير الإسلامية .. وهي تتواجد بوفرة وبالمئات .. وتمارس الكثير والكثير من الأفعال الإرهابية التي تؤذي وتبيد الجماعات الإسلامية هنا وهنالك .. وقد تعمد أعداء الإسلام في إشعال حروب ضد ما يعرف ( بالإرهاب الإسلامي ) .. ومنذ سنوات عديدة يخوضون تلك الحروب .. ومع ذلك فإن الإحصائيات العالمية تؤكد أن ظاهرة الإرهاب في العالم تزداد كما ونوعا وبطشاَ وانتشاراَ كالنار في الهشيم في كل أرجاء العالم سنة بعد سنة .. كما أن المحصلة تؤكد أن تلك الحروب رغم تلك المجهودات الدولية في مواجهاتها هي خاسرة وخائبة للغاية .. لا تتقلص ولا تتراجع ولا تتناقص ولا تنتهي .. دوامة عميقة لا يعرف أحد نهاياتها .. والسبب الأساسي في ذلك يعود لتلك الحقيقة القاسية التي تكمن وراء النوايا والأهداف من إشعال تلك الحروب ضد العقيدة الإسلامية .. تحت شعار ( محاربة التطرف الإسلامي ) .. فالغاية الأساسية من تلك الحروب تحت مسميات ( الإرهاب ) ما هي إلا خطوات إستراتيجية جديدة في محاربة الإسلام والمسلمين في العالم .. وهي غاية ماكرة وخبيثة للغاية .. والدلائل كلها تؤكد أن أعداء الإسلام هم الذين يخلقون ويوجدون تلك الجماعات بطريقة ما .. ثم يغذونها بالأسلحة وعدة الدمار .. فإذا بجماعات متطرفة مجهولة الهوية تتواجد باسم الإسلام .. ثم بطريقة ما وغامضة تبدأ في الإساءة إلى الإسلام بأفعال إرهابية منافية كلياَ لتعاليم الإسلام !! .. وبالتالي يوجدون المبررات لضرب الإسلام تحت غطاء الإسلام المتطرف !! .. فلسفة غريبة وعجيبة للغاية في التكتيك والمواقف !! .. حيث يخلقون أولاَ طرفاَ متطرفاَ .. ثم ثانيا يساندون ذلك الطرف المتطرف بالعدة والأسلحة الضرورية .. وفي نفس الوقت يعلنون الحرب على الإرهاب الإسلامي .. ويساندون الجانب الذي يحارب المتطرفين !! .. ويبذلون كل العون والمساعدات إلى أقصى حد ممكن من الكفاءات والمقدرات .. وهم بتلك السياسة الخبيثة الماكرة يهدفون إلى تحقيق غايات متعددة .. منها أولاَ تشويه فكرة الدين الإسلامي في أذهان الناس .. وإثبات أن الإسلام هو دين إرهاب وقتل وسفك دماء .. وثانياَ يهدفون إلى فرض تلك الحروب في الساحات الإسلامية والعربية بالقدر الممكن المتاح .. ولأطول فترة تفرضها الظروف .. وذلك لاستنفاذ مقدرات الشعوب العربية والإسلامية بقدر الإمكان .. كما يهدفون ثالثاَ في تشغيل الأمة الإسلامية في صراعات داخلية عند عقر ديارها .. حتى لا تتنعـم يوماَ بالأمن والطمأنينة والاستقرار .. فهم يعلمون جيداَ أن الأمة الإسلامية إذا نالت الاستقرار والهدوء سوف تعود لأداء رسالتها الأساسية .. وهي رسالة نشر الدعوة والعقيدة .. ومحاربة أعداء الدين الذين يكيدون للدين ليلا ونهاراَ .. وهنالك غايات أخرى كثيرة للأعداء في خلق تلك الحروب باسم الإرهاب .. أما الدليل والبرهان على تلك اللعبة الخبيثة التي يلعبها أعداء الإسلام فلدينا ظاهرة ( القاعدة ) حيث الإقرار الصريح من قبل الأعداء بأن فكرة ( القاعدة ) هي في الأساس وليدة الكيديات لكسب الحروب ضد المواجهات اليسارية في يوم من الأيام .. ثم الجديد العجيب في تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) .. فالكثير من الناس يرى أن ( داعش) هو ابن الحرام الذي ولد من أصلاب الموت .. حيث الولادة في ورش المطارق والسندان .. وحيث اللقاح المشبوه والحمل المشبوه والولادة المشبوهة والمهد المشبوه والنشأة المشبوهة !! .. ( داعش ) جدل عجيب لتنظيم عجيب يعشق الموت حتى النخاع !!.. يتخذ أسلوباَ غريباَ من أجل التواجد ضمن الأحياء !!.. نظام متطرف إلى أقصى الحدود .. يفتقد الحكمة ويفتقد النظرة المستقبلية البعيدة .. وكل تصرفاته يؤكد أن الغاية النهائية لن تمكن في إيجاد دولة هانئة ضمن المجموعة الدولية في يوم من الأيام ّ!! .. نظام بطريقة حمقاء يناطح الصخور أينما تواجدت ليلطخ الصورة بالسواد والدماء !! .. وكل خطواته انتحارية صارمة .. يتسارع في خلق الأعداء ولا يفكر لحظة في كسب الأصدقاء !! .. ( داعش ) نظام جامح أحمق يعشق لدغات السنادين وضربات المطارق .. وسوف يذكر التاريخ ( داعش ) يوماَ بأنه ظاهرة انتحارية فريدة من نوعها .. يمثل لغزاَ محيراَ في تاريخ البشرية .. حيث ابن الحرام الذي ولد مشاغباَ !.. وترعرع مشاغباَ !.. ثم سيتلاشى سريعاَ ومشاغباَ !! .. وتلك الظاهرة تؤكد أن الجماعات المتطرفة تتواجد في الساحات بحكم المؤامرات والمخططات الدولية الخبيثة .. لتمثل السوسة الضارة التي تنحر جذوع الأمم من الداخل .. وفي النهاية مصيرها الحتمي أن تنتهي بالإبادة السريعة بعد أن تؤدي دورها حسب المخطط .. وكل تلك الألاعيب تسري بسهولة على الشعوب الإسلامية .. التي تتضرر كثيراَ من تلك المؤامرات والحروب والدمار والتمزق والشتات .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش