بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الســقوط في بــرك الدنايـا   !!          

 طالما نأى الإنسان بنفسه عن ساحات المظاهر الفاسدة  .. والتزم الصمت والعصامية مكتفياَ بالقدر الذي يكسب الصراط المستقيم  .. ومشى المشاوير الطويلة في أروقة الشرف والعزة والشهامة ..  دون أن يرتاد محافل المفسدة والدنايا  .. ذلك الإنسان الذي يتقي بالعفة تلك المزالق التي يعج بها العالم من حوله  .. ويتجنب تلك المغريات المفسدة التي تبشر بدرجات من السلالم لعوالم التفاهة والانحطاط  .. وهنالك تلك النفوس التي تريد الارتقاء نحو العلياء والمقامات والمكانة والثراء بأي ثمن من الأثمان .. ذلك المحك الذي يسقط فيه الساقطون وينجح فيه الناجحون .. حيث تلك الوسائل والأساليب التي تغربل وتمحص أنواع الرجال .. فهنالك نفوس عالية نبيلة تبلغ الأعالي بالكد والنضال والعمل الشريف الدءوب .. دون أن تتنازل لحظة عن شروط العزة والشرف .. وهنالك تلك النفوس الرخيصة العليلة الدنيئة التي تبيع العرض والشرف لتبلغ مقامات من الزيف المصطنع  .. فهي تتعامل بتلك العدة المشينة التي تسقط الهيبة والرجولة والسيرة .. وتلك الفئة من الناس همها الأول والأخير أن تتسلق الأوهام لتبلغ مكانة لا تبلغها بإمكانياتها المتواضعة .. ولذلك تتخذ الوسائل الموبقة الرخيصة في بلوغ المرام .. ذلك المرام الذي يعني المكانة الزائفة أو الثراء الحرام بالتنازل عن مكارم الأعراض والشرف .. فتلك النفوس لا تبالي إطلاقاَ بالمعاني الأخلاقية السامية .. ولا تعترف بفضائل السيرة .. كما لا تعترف بنصائح الأديان .. فهي ترى أن الغايات تبرر كل أنواع الوسائل .. مهما تعالت أو تدنت .. وتلك الصفة قد تلصق بشعوب مناطق معينة .. حيث تلك الشعوب التي تفقد المفاهيم العليا في الأخلاقيات والتي تتاجر بكل أنواع الموبقات .. وقد تتوفر الصفة في جماعات تفقد مقومات الأخلاق وإرشادات الأديان .. كما قد تتوفر في أقوام من أصلاب المجتمعات المحافظة ولكنها تلك الخسيسة التي تفلت حين تفقد الرادع وتفقد الضمير والأخلاق .. ولكن في المحصلة فمثل ذلك الشخص الذي يبيع العرض والشرف ثم ينال المكانة الزائفة فإنه يسقط عن الأعين  ..  وصيته يكون في الحضيض مهما يبلغ من المكانة الزائفة أو الثراء الفاحش .. وتلك النعوت المقيتة تظل تلاحقه طوال الحياة وبعد الممات .. ورب فقير معدم يملك عفة السيرة في الذات خير مليون مرة من ذلك الساقط الذي يتاجر بالعفة والعرض والشرف .. وهو ذلك النظيف الذي يشقى العمر كله مناضلاَ مكافحاَ في مشوار الرزق والعيشة الكريمة دون أن ينحني لحظةَ لشروط المذلة .. وهو دائماَ ذلك النبيل الذي يملك في كفه سلاح المقام العالي الطاهر .. يخرس به كل متطاول سفيه  .. لا يبالي بمظاهر الدنيا الزائفة الخادعة .. إنما يفني العمر كله في مشوار العزة والشرف والرجولة .. وهو ذلك الفطن الحكيم الذي يعلم يقيناَ أن تلك المظاهر خدعة لا تستحق أن يسقط الإنسان من أجلها في الهاوية ..  ومعادن الرجال تمتحن عند ذلك المحك .. حيث يبرز النبلاء وحيث يبرز الخبثاء .. نفوس عفيفة عالية سامية بمقام الثريا .. ونفوس دنيئة خسيسة خائبة بمقام النفايات .. والأعجب أن هؤلاء الحثالة من البشر يظنون في أنفسهم كمال الذكاء والنباهة .. ويرون الآخرين من أهل الصفات النبيلة بأنهم فئة عبيطة غبية بليدة .. وأنها فئة تفقد عدة الذكاء والنباهة .. والحقيقة غير ذلك .. لأن المرد تولده الأصالة والإرث .. فهنالك القادمون من الأصلاب والأرحام الدنيئة الرخيصة .. نبت خبيث من مصادر خبيثة .. تعود النماء في حظائر الخنازير وبرك الفضلات ..  وهنالك القادمون من أصلاب الطهر والعفاف .. نبت صالح من رياض الصالحين والملائكة .. وشتان بين إنسان وإنسان .. فكيف يكون الشريف الذي يأبى أن يتناول من ريع الأعراض ثمناَ هو ذلك الغبي البليد ؟؟ .. إنما يفعل ذلك منحط فاسق يفقد خلفيات الشرف والعزة في أصوله وفي ماضيه .. وهو ذلك الوارث لنفوس اعتادت الحياة في براثن الفضلات .

ـــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 109 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,763