بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تسـقط العقول في مسار الابتـلاء ؟؟
يا هـذا اتق الله !! .. هانت عليك الخلائق فكيف هان عليك عقاب رب العالمين .. وضعت أقدامك فوق رقاب البشر .. تحكم فيهم بشرعة الأهواء .. تلك الشرعة التي تعني لديك في المقام الأول مصلحة الذات .. تلك المصلحة التي تضعها فوق مصلحة السماء .. حتى ولو تطلب الأمر أن تكون في زمرة الضالين المنكرين المحاربين لله .. تصول وتجول في الخلق كيف تشاء .. وتحكم فيهم بشرعة المفاسد وأنت تدعي بأنها شرعة الصالحين .. تدعي النهج السليم وأنت تخالف قواعد الصادق الأمين .. كيف ذاك الصلاح والإصلاح وأنت تحارب الصالحين ؟؟ .. وتنادي مجاهراَ بأنك أدرى بما ينفع الناس بغير شرع الله فهل أنت أدرى من رب العالمين ؟؟ .. كيف تحمل في ذمتك يوم القيامة وزر الملايين من المسلمين الذين يشهدون بأن لا إله إلا وأن محمداَ رسول الله ؟.. وأنت تحارب الدين في مسيرتك سراَ وجهراَ .. وتنسى بغرور زائد بأن قدرك في الابتلاء هو الذي وضعك في تلك المكانة التي تعني المسئولية والأمانة في تولي شئون المسلمين .. وأنت مطالب بالحكم فيهم بما شرع الله .. كيف ستكون إجابتك لرب العرش العظيم إذا سألك يوماَ لما حاربت الإسلام والمسلمين والصالحين وكنت أنت المالك للزمام ؟؟ .. كيف طاوعتك نفسك بأن تطاردهم براَ وبحراَ وجواَ وتضيق عليهم أرض الله الواسعة ! .. وذلك فقط لأنهم نادوا بكلمة التوحيد خالصة لله رب العالمين ؟؟ .. حاربتهم فقط لأن أهوائك ومصالحك الذاتية خالفت قواعد وحدود الدين الحنيف .. فلو واكبت حدود الدين والشريعة لرغباتك ونزواتك ما كنت حاربت هؤلاء .. فإذن أهوائك هي التي دلتك بغرور بأنها أهم كثيراَ من أمر السماء .. ولم تقف مع الحق بخالص النوايا لله ليقف الصالحون معك .. بل وقفت مع الباطل من أجل عرض من الدنيا الزائلة ؟؟ .. ويا ليت الأمر توقف عند ذاك الحد ولكن الأمر فاق حد الاحتشام لتكون المؤازرة والتعاضد مع الملحدين أعداء الدين والعقيدة وأعداء رب العالمين ؟؟ .. فهل ستفيدك الدنيا بمباهجها وقصورها ومتاعها في ذلك اليوم العصيب ؟؟ .. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بلقب سليم ! .. وهل تلك الوقفة المخذية الفاضحة سوف تغطي عنك لحظة عذاب في نار جهنم ؟؟ .. أين عقلك فوق رأسك وأنت تقدم عرضاَ من الدنيا الزائلة على نعيم الآخرة ؟؟ .. لا يكون ذلك خيار عاقل حكيم خبير يعرف الدنيا بزيفها ويعرف الآخرة بنعيمها الدائمة .. كيف تنام يا هذا وتصحو وأنت لا تبالي بغضب الله وسخطه ؟؟ .. كيف تنام وتصحو يا هذا بضمير مريح وأنت تحارب الصالحين المؤازرين الموالين لدين الله .. ونرى محبتك ومودتك في هذه الدنيا لأعداء الله أشد مودةَ من الصالحين ؟ .. وتجعل فيهم المحبة والمودة والظن منك بأنهم يحمون لك مصالح أنت تراها هامة أكثر من أمر الله .. فهم قد يحمونك ويحمون مصالحك في هذه الدنيا الفانية .. ولكن بالتأكيد لا يستطيعون أن يحموك من لحظة عذاب في نار جهنم ؟؟ .. ألم تقسم بالله يوماَ بأنك سوف تحمل الأمانة بإخلاص يراعي حكم وشرع الله في الناس دون ميل أو انحراف ؟؟ .. فهل أنت وفيت حقاَ بذلك القسم ؟؟ .. أسأل نفسك مليون مرة بدلاَ من مرة واحدة .. فذاك قسم لمن يعقل أثقل من جبال الأرض وأنجم السماءَ .. ويا حسرةَ على من نالته غفلة الدنيا بغرور ففرط في جنب الله .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش