بسم الله الرحمن الرحيم
القلـوب معــاَ في مسـار الحـق !!
خنادق الصالحين مباركة بأهلها .. صور مشرفة تمثل الأكثرية الغالبة في معظم المجتمعات الإسلامية .. جند يناصر العقيدة بعزيمة صادقة دون تورية أو رياء .. وهم يمثلون صالح الثمار في المجتمعات .. ويمثلون النواة الطيبة المورقة التي تنير الساحات .. وفي نفس الوقت يمثلون الجذور القوية التي تثبت العقيدة وتمثل الأرضية الصالحة لها .. ومن قلوب هؤلاء الأشاوس تشتعل أنوار العقيدة بالانطلاق نحو الآفاق .. وحين تضج وتفور الساحات بهوامش الأمور من تحليق الزنابير الهزيلة وعواء الذئاب الممقوتة ونباح الكلاب الضالة يظن البعض أن تلك المجتمعات الطاهرة الطيبة قد خليت من هؤلاء الصالحين .. ويظن أنها قد أصبحت في سيطرة المهازل وسيطرة اللاعبين الصغار .. ولكن تخيب ظنون الخائبين عندما يدعو الداعي وينادي المنادي .. حيث العزة والعظمة والقيمة العالية المشرفة التي تطل فجأةَ لتذهل العالم بالوقفة الجماعية المقدامة التي تغطي شرفات العالم .. ففي كل المجتمعات يهب المسلم الصالح صاحب العقيدة الفاضلة .. وتهب كتائب الإسلام للدفاع عن العقيدة بالغيرة والعزيمة المتفانية التي لا مثيل لها في الأديان الأخرى .. وحيث الوقفة الصادقة والنخوة الرجولية القوية .. وتبرز تلك الغيرة ومحبة العقيدة في فئات الكبار والصغار والنساء والرجال .. تلك هي الأهلية الصالحة التي ترتكز عليها العقيدة في الأرض بعد الله سبحانه وتعالى .. تلك الفئات في كل المجتمعات تبرز كالأسود ثم تغطي الساحات والمجتمعات بزئيرها الهادرة .. وحينها كالعادة تهرب الضباع الجبانة والكلاب النباحة لتختفي في جحورها وأوكارها .. لتكون السيطرة الكاملة في أيد الأسود المزمجرة الباسلة .. أسود مياسة الخطوة تلبس تيجان العز فوق رؤوسها .. تغادر العرين عند اللزوم لتواجه الشدائد والمحـن .. وتلك الأهلية الصالحة في مجتمعات المسلمين تظل متواجدة بأغلبية ساحقة .. صيتها الرزانة والوقار .. ومن عاداتها الصمت حين لا يلزم الكلام .. ذلك الصمت الذي يقي من سفاسف الأمور .. وهي أهلية غير شغوفة للمهاترات .. لا تشغلها عواء الذئاب ولا نباح الكلاب .. في مسارها تتبع الحكم والمواعظ الحسنة .. ولا تتعامل بنهج الهرج والمرج .. ولا تشغل نفسها بشئون الساسة والسياسيين .. فهي فقط جماعات في المجتمعات الإسلامية قلوبها مخلصة للإسلام خاضعة لتعاليم الدين الحنيف .. لا ترى بديلا عن الإسلام .. ولا ترى جدلاَ يستحق الكلام غير الإسلام .. تحضن الأنوار الإيمانية في دواخلها لتكون لها الزاد الروحي العظيم .. يحسبهم الجاهل أنهم في غفلة نائمون .. وأن قلوبهم شتى .. وأنهم قد أوهنتهم كثرة الخلافات والانشقاقات .. ولكن حين تقع أية بادرة تجرح العقيدة أو حين تبرز أنواع من الكيديات والمؤامرات ضد الإسلام نراهم ينتفضون فجأة ليكونوا في الواجهات .. وقد هبوا بعنفوان الغضب لا يخشون في الله لومة لائم .. حينها يتواجدون بكثرة في الساحات والخنادق والميادين .. كثرة تعجب الأعين وترهب الأعداء والخونة .. وتجري عليهم صفة الآية الكريمة حيث الشدة على الكفار والأعداء وحيث الرحمة البينية .. فالإسلام عزيز عند المسلمين هؤلاء الصابرين الصامتين .. المتمسكين بآداب وخصال النهج الرباني العظيم .. سند قوي لا يخذل الإسلام يوماَ .. ولا يتأخر لحظة عندما ينادي المنادي .. ذلك السند الذي يمثل الدرع الواقي ويمثل حائط الصخرة القوية التي تتحطم عندها المؤامرات والكيديات والدسائس .. والسكوت في ساحات المسلمين في بعض الأحيان عن بعض الأصوات الضئيلة الضالة الهزيلة لا يعني الاستكانة والاستسلام .. ولا يعني أن الإسلام يضعف ويفقد الأرضية ويفقد كوادر الدفاع .. ولكن تلك حالة يلزمها نوع من الحلم والصبر والمثابرة والمعالجة الحكيمة .. كما أنها مرحلة قدرية تفرزها السنة من وقت لآخر حيث الحرب بين الحق والباطل .. وهي حرب متواصلة منذ أن تواجد آدم عليه السلام في معية إبليس على هذه الأرض وحتى قيام الساعة .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش