بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يليــق العيــب بعــد الشيــب !!

يا هـذا ؟؟ .. الصغار الذين هم في دروب النشأة لهم الأعذار عند العثرات ..  لأنهم يتدربون على المشية السليمة  ليجيدوا ويكملوا حالة الثبات .. وتلك الأعذار يفقدها الكبار الذين تعدوا مراحل النشأة والتطور .. فلماذا لا يفيق البعض قليلاَ ويمسك عن التيـه والضلال الذي هو فيـه  ؟؟ .. ويتمهل بشيمة الحكمة حتى يكسب وزناَ ومقاماَ ..  ثم ينظر إلى نفسه في مرآة التواضع  .. فهل هو ذلك الإنسان صاحب الاتزان الذي يملك الحجة في الأقوال والأحكام ؟؟ .. عبثاَ  نراهم يرقصون طرباَ ويفرحون وقد أنفلت عنهم الوقار .. والظن منهم اكتساح الساحة بالفوز وبالقبض على زمام الأمور ..  وتلك أكذوبة هم يعلمون بها في الأعماق قبل غيرهم .. وذلك الوهم من الانتصارات في خيالاتهم يشكل صور باهتة لأكذوبة العصر .. تلك المسرحية الهزلية التي تعني فداحة التردي في الأخلاق والسلوكيات .. وتلك سيرة لا تشرفهم ولا تشرف من يساندهم .. والساحات الآن تماثل مسارح الأرقوس .. تلك المسارح التي أبطالها الصور الكرتونية الهزيلة المضحكة .. وشخصيات الأرقوس تتشكل من دمى تفقد دقة الأبعاد  .. فهي تلك الشخصيات العديمة القيمة والهيبة ..  وتمثل صور باهتة تستطيع أن تقول وتدعي ما تشاء بأقوال غير مسئولة  ..  ولكنها في النهاية صور لا تحس ولا تفهم .. ومع الأسف الشديد هي مسلوبة القيمة والشرف والعزة ..  ولا تملك الإرادة الحرة حيث تلاعبها من خلف الستار بنان الماكرين والساقطين عن المقامات  .. ملئت الأجواء بمن لا يستحقون المكانة .. وفاضت الساحات بالمتناقضات  ..  فالكبار بالأموال والمقدرات نراهم قد تعاضدوا وتعاونوا مع صغار هم صغار في كل ألوان الصفات .. والوقفة لا تشرف الكبار ( اسماَ ) بأي حال من الأحوال .. بل تمثل وصمة عار سوداء قبيحة تلطخ وجوه هؤلاء الذين يدعون بأنهم يخدمون أهداف السماء .. والسماء طيبة لا تقبل إلا الطيب .. وما كان يليق بهؤلاء الكبار ( اسماَ ) أن يميلوا ميلة واحدة ليسقطوا في أقبح أنواع الأوحال .. وقد أصبحت صورتهم مهزوزة في أعين العالم .. حيث أنهم الآن بتلك الوقفة المخزية يحتلون مكانة لا يستحقونها .. وينادون بصفات هم ليسوا بأهلها وقد تنازلوا للدنيا على حساب الآخرة  .. يدعون الذكاء والحكمة في تصريف الشئون العقائدية السليمة ولكن تلك الوقفة المخزية منهم أكدت وأجزمت بأنهم على النقيض حيث يحاربون بجانب المغضوب عليهم من رب العرش العظيم  .. ثم يدعون الذكاء وهم في أعلى درجات الغباء .. فلو كانوا أذكياء ونبغاء حقاَ بالقدر الواعي السليم لاختاروا الحياد دون ميل لفئات الضلال الغارقين في محاربة الله ليلاَ ونهاراَ .. وما كان اختيارهم لخنادق الساقطين في بؤر النفاق والضلال .. ذلك المقام المخزي الذي يبكي العدو قبل الصديق .. ولو كانت العثرة ممن لا يستحقون المقام كان الأمر يهون كثيراَ لأن الجيف لا تعطي إلا ما تملك وهي لا تملك إلا النتانة ..  وهؤلاء لا يملكون في مستودعاتهم إلا مخزون الدناءة والفجور والكذب والنفاق .. ولكن الكبيرة القاتلة المؤلمة في حال سقوط هؤلاء الكبار ( اسماَ ) حيث العيب الذي لا يليق مع الشيب ..  وحيث الواجهة التي كانوا عليها .. كانت عالية وسامية ذات يوم وقد تلطخت الآن بموبقات الصفات .. ويا أسفاَ على واجهات تفقد القيم في المعاني وتركض خلف منافع الذات . حتى ولو كانت تلك المنافع من موجباتها الرقص مع القرود .. وعندها تتعادل الأسود ( المزعومة ) في وزنها مع القرود المنبوذة .. وتلك لعمري من مضحكات هذا العصر العجيب .  

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 180 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,376