بسم الله الرحمن الرحيم
نسـمع الجعجعة ولا نـرى الطحيـن !!
الأصوات عالية بالقدر الذي يجتهد في تغطية الحقائق .. وهناك الآن المئات من طواحين الهواء الدائرة التي تطحن الأوهام من الغلاء ليوجد دقيقاَ وزاداَ .. ولعمري لم يكن الدقيق والخبز من الفراغ في يوم من الأيام .. ولكن تلك مجرد محاولات يائسة بائسة من عقول لا تفكر بإخلاص .. عقول تطحن الفراغ ولا تملك السند الذي يمثل القمح والذرة لتكون الدقيق في النهاية .. أيديها خالية من المبررات والبراهين والمنطق .. ومحاولاتها تلك المضحكة التي تضحك القاصي والداني .. يريدون ان يفرضوا وقعاَ بالجدل الغير منطقي .. ويريدون أن يكونوا ( هــم ) المحور الأساسي وهم يفتقرون كل عوامل السند .. ولو دامت لغة القهر والقسر والجبروت دهوراَ فإنها في النهاية مخذولة .. لأن أساس الأرضية لها مبنية على الباطن الذي يفقد الشرعية .. ولو كانوا من الذكاء والدهاء والمقدرات الكبيرة في التفكير لتركوا الساحة لأهلها الذين استحقوها بجدارة الأغلبية الساحقة ,, ولصبروا حتى نهاية الحد الدستوري وفي صبرهم ذلك يصطادون الأخطاء تلو الأخطاء لتكون لهم سنداَ في يوم من الأيام عندما تدور الدائرة بالطريقة الديمقراطية السليمة .. وحينها تكون لهم الغلبة وتكون لهم الشرعية التي تساندها الأسس والمنطق والعقل وقواعد الديمقراطية والتفكير الحضاري .. أما تلك المحاولات العقيمة البليدة الغبية التي لا تليق إلا بعقول صغيرة للغاية فهي مجرد هرجلة لطواحين الهواء الفارغة .. وسوف تأخذ مجالها ذلك الباهت بتلك الزوبعة التي تماثل زبعة في ساحة الفنجان .. لتمثل في النهاية سمة سوداء لا معيار لها .. مجرد ضياع للوقت وضياع للوطن .. أيام سوداء سوف تلحق مثيلاتها في سلة التاريخ .. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .. فلا بد عاجلاَ أم عاجلاَ أن تكون الحقيقة هي التي تمثل الواجهة في النهاية .. والحقيقة مثل قطعة الفلينة التي يتعمد البعض أن يدوسها تحت الأقدام في عمق المياه وبمجرد رفع الأقدام فإنها لا بد أن تطفح للسطح مرة أخرى .. فلا تمل ولا تكل الحقيقة في انتظار لحظات النصر حتى ولو لسنوات وسنوات .. وهي مفطومة لتحمل موبقات الجور والغدر .. وصبورة تتحمل الكيديات ولكنها في النهاية هي المنتصرة حتماَ وتأكيداَ .. ولا بد أن تكون لها الإشراقة عند أول سانحة .. وللأمة تجارب كثيرة .. فتلك الأقليات التي تمثل النبت الشيطاني تعودت المجتمعات والشعوب أن تتعايش معها بالصبر منذ عقود وعقود .. وهي أصبحت من الظواهر الكئيبة التي تماثل مذنبات النحس .. فلا بد لها أن تدور في مدارها لتكون بالنحس لأيام ثم تغيب لدهور .. والناظر للتاريخ يجد أن مزارع الباطل عبر التاريخ لم تكن محاصيلها إلا الفراغ والهواء ثم الدمار في نهاية الأمر .. وفي تجارب مماثلة للآخرين فقدت أمم الآلاف من الأرواح البريئة بغباء الأغبياء .. الذين لم يحسبوها بذكاء .. ولو تتبعوا عجلة الديمقراطية كما يجب لدارت الدائرة لهم بعد القليل من الصبر .. فإنها عجلة تقبل المسالك السليمة والخطوات الحكيمة التي تبرر الموجبات وتنكر السلبيات لتكون الأحقية لأهلها الذين يستحقونها بجدارة الحنكة والمثابرة .. وليس لأهلها الغاصبين لها بالقوة .. ليقولوا للناس نحن أولى !! .. فتلك أنانية في منتهى السخافة .. وذلك التصرف تضعهم في صورة غير حضارية بتاتاَ .. فهم يريدون فقط الديمقراطية التي تقبل قياساتهم دون قياسات الآخرين !! .. وبشكل ما يخرج ذلك من مسميات الديمقراطية .. وتلك هي من مهازل مذنبات النحس التي تمر بالساحات من وقت لآخر .. ولكن الفضل بيد الله حيث أن أيامها معدودة في كل الظروف .. ثم تكون المحصلات لأهلها الذين يستحقونها بشرعية غير مسلطة .. وما على الناس إلا القليل من الصبر والتحمل .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش