بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

كيـف ذاك الصديـق لـو كـان هـو العـدو  ؟؟؟ 

إذا كان هذا العصر يلزمك بأن لا تشرب الكأس من يد الصديق الحميم مغمض العينين دون الشك والريب ودون الفحص والتأكد فكيف الشراب من يد العدو ذاك المجاهر الصريح ؟ ! .. تضايقت مساحات الأمن والأمان والإخلاص بين الناس وتفشت موبقات الغدر في أنفس البشر  .. وتلاشت عروة الثقة في الناس البعاد بصلة الأبعاد ثم تعدى التلاشي ليكون في الأحباء والأقرباء وأقرب الأقرباء  .. وانكمشت مساحات الوثوق والسلام ولم تتبق إلا مساحة النفس والذات .. فما الذي أزال أنهر المودة والمحبة والفداء والإخلاص من قلوب الناس ؟  .. ولماذا تكاثرت مواسم الجدب والجفاء في أنفس كانت تتسامى وتتعالى بالعطاء ونكرات الذات  ؟؟ .. ندرة في ندرة الألماس ذلك الإنسان الذي يحمل المودة خالصة لوجه الله .. والذي يبذل في هذا العصر من عطاء  إنما يبذل مخططاَ ليكون البذل منه بساطاَ تتساقط فوقه مردودات البدائل باسم الجمائل .. فهو يشتت بذور السبت لينال ثمار الأحد ..   ولو تأخر الأحد قليلاَ عن موسمه نراه يدخل الآخرين في شكيمة المن والأذى .. فرضية كانت عفت عليها الأزمان منذ القدم ثم عاودت في الأرض سيرتها من جديد  .. وهي سيرة الأخوين قابيل وهابيل .. سيرة الإخوة الأعداء .. والملايين من السنين كانت قد تخطت تلك النعرات في مسالك الإخاء .. لتجري في الأرض أنهر الصفاء والوفاء والمودة والإخلاص بين أبناء البشر . 
  ............. وهنا اليوم نرى في الكثير من بلاد العروبة أنواع الشتات والتناحر والتقاتل .. ونرى اختصارات الحروب تتقارب داخلياَ في عمق الذات يوماَ بعد يوم ..  فالحروب تتعدى مسميات حروب الأمة ضد الأعداء من الخارج وتقترب لتكون حروب الأمة ضد الأمة .. ثم تقترب أكثر لتكون حروب الدولة ضد الدولة .. ثم تتقارب أكثر لتكون الحروب الأهلية داخل الدولة الواحدة  .. وفي الدولة الواحدة تتعدى الحروب المساحات والميادين البعيدة لتدنو قليلا قليلاَ لتدور في داخل المدينة الواحدة .. ثم لتدور في داخل الحي الواحد .. ثم لتدور في داخل البيت الواحد ..  فالدائرة تدور بين فئات الدم الواحدة .. وبين أبناء العمومة الواحدة  .. بين الأعمام والأخوال .. ثم بين الإخوان والإخوان أبناء المائدة الواحدة  ..  ولم تنقلب تلك الحروب للداخل لقلة الأعداء بالخارج .. فأعداء الأمة بالخارج بوفرة كزبد البحار .. ولكن هي تلك الفتنة التي أرادوها للأمة وخططوا لها .. والأحوال الحالية مشابه لأحوال الجاهلية قبل ظهور الإسلام .. وهناك الكثير من ملامح وأعراف الجاهلية حيث البحث المضني والممل عن مسببات الفتن البينية والحروب والاقتتال  .. ويجري فيهم قول الشاعر الجاهلي : 
 

وأحيـاناً عـلى بكـــر أخينـــا  إذا مــــا  لـــم نجـــد إلا أخانـــا

 

ولكن هنا في الصورة الحالية العلة متوفرة والأعداء يتواجدون بكثرة  .. ولا يحتاج الأمر مقاتلة بكر أخينا .. إنما هي غفلة مقرونة بقلة العقول .. والحروب هي حروب غباء وبلادة بين إخوة  .. وهي تفقد الشرعية وتفقد المبررات .. ومجاراة لمخططات الأعداء الأذكياء .. وتلك الحروب خلقت وأوجدت الكثير من الإفرازات ..  فتلاشت معالم الإخاء في الكثير من تلك البلاد والمجتمعات  .. وأصبحت الكيديات هي السائدة في عالم فقد المصداقية  .. والصديق فيه لا يؤتمن ناهيك عن العدو  .. وإخوة الأب والأم لا يؤتمنون ناهيك عن إخوة العمومة .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,534