بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

أهـلاَ بـذاك العائد المضطر لأرض الأعـداء   !!!!!!!

وطن كنا فيه سوياَ في السراء والضراء .. والضمائر كانت تلك النظيفة البريئة من جانب والمبيتة بالنوايا السيئة من الجانب الآخر .. والمحصلة كانت ذات يوم ذلك الانفصال .. وذلك بعد عقد شارف على القرن في معية جمعتنا معاَ في السراء والضراء .. فغدروا وكان خيارهم الانفصال .. فسكتنا على مضض ونحن نشاهد انفطار مركب الإخاء بذلك الشكل المؤسف حيث الطعنة الغادرة من الخلف .. فلم يكتفوا بطعنة الانشقاق فقط  .. ولكنهم تمادوا في البعيد من التجريح .. ولم يراعوا عشرة الماضي بغض النظر عن كيفيتها .. كما لم يعملوا على تهيئة حسابات العلاقة البينية في المستقبل .. بل أقرنوا الطعنة بتلك الشعارات الحاقدة التي رفعوها يوم الاحتفال بالانفصال .. حيث الاحتفالات والرقص تحت شعارات التخلص من الاستعمار الشمالي العربي البغيض المقيت .. جدل أضحك في حينه كل من سمع ورأي  .. فالمستعمر هو الذي يستفيد من خيرات الآخرين .. وليس هو الذي ينفق على الآخرين بكل ما يملك من المقدرات لفترة تشارف على القرن !! ..  ومع ذلك قلنا في أنفسنا تلك كانت غلطة كبيرة حيث المعروف الذي بذلناه  في غير أهله لسنوات وسنوات  .. واعتبرنا ذلك درساَ قد يفيد في المستقبل .. والعوض عند الله عن ذلك المقدرات الهائلة التي ضاعت هدراَ في خدمة أناس لا يستحقون .. وفي أعماق أنفسنا قلنا الحمد لله الذي أذهب عنا الهم والغم .. ولكن يبدو ان الهم والغم لن يقف عند حد مع هؤلاء الناس ..  وبالأمس بدأت وكالات الأنباء تؤكد أن أعداداَ كبيرة من هؤلاء بدأت الزحف نحو بلادنا هرباَ من حروب أهليه نشأت هناك .. فلماذا الهروب إلى أرض السودان الشمالي التي أبوها وأنكروها من قبل ؟؟ .. واجتهدوا في الانفصال عنها ؟؟ ..  وهم لديهم حدود مشترك مع أكثر من خمس دول  أفريقية غير السودان الشمالي !!؟؟ .. ولكن الشعب السوداني المعروف بالطيبة والذي تلقى الطعنة الغادرة من الخلف ذات يوم ما زال يعمل على أصالة الطيبة الموروثة الأصيلة  ..  ويفتح الصدور لاستقبالهم بالرغم من أنهم لا يستحقون .. فهو ذلك الشعب السوداني الذي لا يملك في صدره الأحقاد والغدر والكراهية .. وتجري في عروقه دماء الشهامة والمروءة والرجولة .. كما يتسم بكرم النيل الذي يعرف العطاء أبداَ ولا يعرف الإمساك .. وليس هو ذلك المكروه الذي نعتوه يوم الاحتفال بالانشقاق .. فإذا كانت شعاراتهم تلك حقيقة وصدقاَ  فما الذي يدفع ويجبر هؤلاء ليلجئوا ويحتموا من جديد بالمستعمر العربي الشمالي البغيض كما يدعون  ؟؟ .. فهل تبدل الشعب السوداني وأصبح محبوباَ الآن بعد أن كان بغيضاَ ؟؟ .. وهل رحل العرب الآن من أرض السودان ولا يتواجدون ؟؟ .. ولماذا هؤلاء القوم  لم يعملوا حساباَ للغد .. ويحتاطوا لمثل هذا اليوم حيث الحاجة للملجأ الآمن عند الضرورة .. ذلك الملجأ الذي يوفر لهم الأمن والحماية والإعاشة .. وقد تعود هذا الجانب الكريم إعالتهم وكفالتهم كثيراَ .. وطوال سنوات ما بعد الاستقلال كانوا عالة كبيرة على أكتاف السودان الشمالي .. بالعطاء الوفير الدائم ..  ذلك العطاء الذي تنكروه إجحافا وظلماَ .. فكان الأجدر بهم يوم الاحتفال بالانشقاق أن يقولوا نحن خضنا تجربة وحدة مع الإخوة في السودان الشمالي ولم نتوفق في المشوار مما أوجب الانفصال .. بدلاَ من تلك التجريحات القاسية .. ودون أن يتعمقوا ويتعمدوا في تلك الشعارات الجوفاء التي تركت آثارها لدى الشعب السوداني .. ومع كل ذلك فنحن شعب أعلى مقاماَ من مقامات هؤلاء الذين لا يعرفون المواقف ولا يعرفون مقدار الرجال  .. ولا تكون أحكامنا الند بالند لهؤلاء الذين يفتقدون الوزن والمعيار .. ولكن مقام الشعب السوداني يتطلب أن يتصرف بالقدر الذي يليق بالكبار ..  حيث الابتعاد عن مزالق السجال مع حفنة من اللاعبين الصغار . 

ــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,863